الرسم العثمانيقَالَ إِنِّى لَيَحْزُنُنِىٓ أَن تَذْهَبُوا بِهِۦ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غٰفِلُونَ
الـرسـم الإمـلائـيقَالَ اِنِّىۡ لَيَحۡزُنُنِىۡ اَنۡ تَذۡهَبُوۡا بِهٖ وَاَخَافُ اَنۡ يَّاۡكُلَهُ الذِّئۡبُ وَاَنۡـتُمۡ عَنۡهُ غٰفِلُوۡنَ
تفسير ميسر:
قال يعقوب; إني لَيؤلم نفسي مفارقته لي إذا ذهبتم به إلى المراعي، وأخشى أن يأكله الذئب، وأنتم عنه غافلون منشغلون.
يقول تعالى مخبرا عن نبيه يعقوب أنه قال لبنيه في جواب ما سألوا من إرسال يوسف معهم إلى الرعي في الصحراء " إنى ليحزنني أن تذهبوا به " أي يشق علّي مفارقته مدة ذهابكم به إلى أن يرجع وذلك لفرط محبته له لما يتسوم فيه من الخير العظيم وشمائل النبوة والكمال في الخلق والخلق صلوات الله وسلامه عليه. وقوله " وإخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون " يقول وأخشى أن تشتغلوا عنه برميكم ورعيكـم فيأتيه ذئب فيأكله وأنتم لا تشعرون فأخذوا من فمه هذه الكلمة وجعلوها عذرهم فيما فعلوه وقالوا مجيبين له عنها في الساعة الراهنة.
قوله تعالى ; قال إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلونقوله تعالى ; قال إني ليحزنني أن تذهبوا به في موضع رفع ; أي ذهابكم به . أخبر عن حزنه لغيبته .وأخاف أن يأكله الذئب وذلك أنه رأى في منامه أن الذئب شد على يوسف ، فلذلك خافه عليه ; قاله الكلبي . وقيل ; إنه رأى في منامه كأنه على ذروة جبل ، وكأن يوسف في بطن الوادي ، فإذا عشرة من الذئاب قد احتوشته تريد أكله ، فدرأ عنه واحد ، ثم انشقت الأرض فتوارى يوسف فيها ثلاثة أيام ; فكانت العشرة إخوته ، لما تمالئوا على قتله ، والذي دافع عنه أخوه الأكبر يهوذا ، وتواريه في الأرض هو مقامه في الجب ثلاثة أيام . وقيل ; إنما قال ذلك لخوفه منهم عليه ، وإنه أرادهم بالذئب ; فخوفه إنما كان من قتلهم له ، فكنى عنهم بالذئب مساترة لهم ; قال ابن عباس ; فسماهم ذئابا . وقيل ; ما خافهم عليه ، ولو خافهم لما أرسله معهم ، وإنما خاف الذئب ; لأنه أغلب ما يخاف في الصحاري . والذئب مأخوذ من تذاءبت الريح إذا جاءت من كل وجه ; كذا قال أحمد بن يحيى ; قال ; والذئب مهموز لأنه يجيء من كل وجه . وروى ورش عن نافع " الذيب " بغير همز ، لما كانت الهمزة ساكنة وقبلها كسرة فخففها صارت ياء .وأنتم عنه غافلون أي مشتغلون بالرعي .
القول في تأويل قوله تعالى ; قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (13)قال أبو جعفر ; يقول تعالى ذكره; قال يعقوب لهم; إني ليحزنني أن تذهبوا به معكم إلى الصحراء ، (31) مخافة عليه من الذئب أن يأكله، وأنتم عنه غافلون لا تشعرون . (32)* * *----------------------الهوامش;(31) انظر تفسير" الحزن" فيما سلف ص ; 142 ، تعليق ; 2 ، والمراجع هناك .(32) انظر تفسير ;" الغفلة" فيما سلف ص ; 551 ، تعليق ; 2 ، والمراجع هناك .
فأجابهم بقوله: { إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ ْ} أي: مجرد ذهابكم به يحزنني ويشق علي، لأنني لا أقدر على فراقه، ولو مدة يسيرة، فهذا مانع من إرساله { وَ ْ} مانع ثان، وهو أني { أَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ ْ} أي: في حال غفلتكم عنه، لأنه صغير لا يمتنع من الذئب.
(قال) فعل ماض والفاعل هو (إنّي) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- والياء ضمير في محلّ نصب اسم إنّ
(اللام) للتوكيد
(يحزن) مضارع مرفوع و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به
(أن) حرف مصدريّ
(تذهبوا) مضارع منصوب، وعلامة النصب حذف النون..
والواو فاعلـ (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (تذهبوا) .
والمصدر المؤوّلـ (أن تذهبوا..) في محلّ رفع فاعل يحزن.
(الواو) عاطفة
(أخاف) مضارع مرفوع، والفاعل أنا
(أن) مثل الأولـ (يأكله) مضارع منصوب.. و (الهاء) مفعول به
(الذئب) فاعل مرفوع.
والمصدر المؤوّلـ (أن يأكله..) في محلّ نصب مفعول به عامله أخاف.
(الواو) واو الحالـ (أنتم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ
(عنه) مثل به متعلّق بـ (غافلون) وهو خبر المبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «إنّي ليحزنني ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يحزنني ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «أخاف ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.وجملة: «يأكله، ومثلها تذهبوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) .
وجملة: «أنتم عنه غافلون ... » في محلّ نصب حال.
- القرآن الكريم - يوسف١٢ :١٣
Yusuf12:13