وَقَالَ نِسْوَةٌ فِى الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرٰوِدُ فَتٰىهَا عَن نَّفْسِهِۦ ۖ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا ۖ إِنَّا لَنَرٰىهَا فِى ضَلٰلٍ مُّبِينٍ
وَقَالَ نِسۡوَةٌ فِى الۡمَدِيۡنَةِ امۡرَاَتُ الۡعَزِيۡزِ تُرَاوِدُ فَتٰٮهَا عَنۡ نَّـفۡسِهٖۚ قَدۡ شَغَفَهَا حُبًّا ؕ اِنَّا لَـنَرٰٮهَا فِىۡ ضَلٰلٍ مُّبِيۡنٍ
تفسير ميسر:
ووصل الخبر إلى نسوة في المدينة فتحدثن به، وقلن منكرات على امرأة العزيز; امرأة العزيز تحاول غلامها عن نفسه، وتدعوه إلى نفسها، وقد بلغ حبها له شَغَاف قلبها (وهو غلافه)، إنا لَنراها في هذا الفعل لفي ضلال واضح.
يخبر تعالى أن خبر يوسف وامرأة العزيز شاع في المدينة وهي مصر حتى تحدث به الناس " وقال نسوة في المدينة " مثل نساء الكراء والأمراء ينكرن على امرأة العزيز وهو الوزير ويعبن ذلك عليها " امرأة العزير تراود فتاها عن نفسه " أي تحاول غلامها عن نفسه وتدعوه إلى نفسها " قد شغفها حبا " أي قد وصل حبه إلى شغاف قلبها وهو غلافه قال الضحاك عن ابن عباس; الشغف الحب القاتل والشغف دون ذلك والشغاف حجاب القلب "إنا لنراها فى ضلال مبين " أي في صنيعها هذا من حبها فتاها ومراودتها إياه عن نفسه.
قوله تعالى ; وقال نسوة في المدينة ويقال ; نسوة بضم النون ، وهي قراءة الأعمش والمفضل والسلمي ، والجمع الكثير نساء . ويجوز ; وقالت نسوة ، وقال نسوة ، مثل قالت الأعراب وقال الأعراب ; وذلك أن القصة انتشرت في أهل مصر فتحدث النساء .قيل ; امرأة ساقي العزيز ، وامرأة خبازه ، وامرأة صاحب دوابه ، وامرأة صاحب سجنه . وقيل ; امرأة الحاجب ; عن ابن عباس وغيره .تراود فتاها عن نفسه الفتى في كلام العرب الشاب ، والمرأة فتاة . قد شغفها حبا قيل ; شغفها غلبها . وقيل ; دخل حبه في شغافها ; عن مجاهد . وغيره . وروى عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس قال ; دخل تحت شغافها . وقال الحسن ; الشغف باطن القلب . السدي وأبو عبيد ; شغاف القلب غلافه ، وهو جلدة عليه . [ ص; 155 ] وقيل ; هو وسط القلب ; والمعنى في هذه الأقوال متقارب ، والمعنى ; وصل حبه إلى شغافها فغلب عليه ; قال النابغة ;وقد حال هم دون ذلك داخل دخول الشغاف تبتغيه الأصابعوقد قيل ; إن الشغاف داء ; وأنشد الأصمعي للراجز ;يتبعها وهي له شغافوقرأ أبو جعفر بن محمد وابن محيصن والحسن " شعفها " بالعين غير معجمة ; قال ابن الأعرابي ; معناه أحرق حبه قلبها ; قال ; وعلى الأول العمل . قال الجوهري ; وشعفه الحب أحرق قلبه . وقال أبو زيد ; أمرضه . وقد شعف بكذا فهو مشعوف . وقرأ الحسن " قد شعفها " قال ; بطنها حبا . قال النحاس ; معناه عند أكثر أهل اللغة قد ذهب بها كل مذهب ; لأن شعاف الجبال . أعاليها ; وقد شغف بذلك شغفا بإسكان الغين إذا أولع به ; إلا أن أبا عبيدة أنشد بيت امرئ القيس ;لتقتلني وقد شعفت فؤادها كما شعف المهنوءة الرجل الطاليقال ; فشبهت لوعة الحب وجواه بذلك . وروي عن الشعبي أنه قال ; الشغف بالغين المعجمة حب ، والشعف بالعين غير المعجمة جنون . قال النحاس ; وحكي " قد شغفها " بكسر الغين ، ولا يعرف في كلام العرب إلا " شغفها " بفتح الغين ، وكذا " شعفها " أي تركها مشعوفة . وقال سعيد بن أبي عروبة عن الحسن ; الشغاف حجاب القلب ، والشعاف سويداء القلب ، فلو وصل الحب إلى الشعاف لماتت ; وقال الحسن ; ويقال إن الشغاف الجلدة اللاصقة بالقلب التي لا ترى ، وهي الجلدة البيضاء ، فلصق حبه بقلبها كلصوق الجلدة بالقلب .قوله تعالى ; إنا لنراها في ضلال مبين أي في هذا الفعل .وقال قتادة ; فتاها وهو فتى زوجها ، لأن يوسف كان عندهم في حكم المماليك ، وكان ينفذ أمرها فيه . وقال مقاتل عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي قال ; إن امرأة العزيز استوهبت زوجها يوسف فوهبه لها ، وقال ; ما تصنعين به ؟ قالت ; أتخذه ولدا ; قال ; هو لك ; فربته حتى أيفع وفي نفسها منه ما في نفسها ، فكانت تنكشف له وتتزين وتدعوه من وجه اللطف فعصمه الله .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (30)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; وتحدث النساء بأمر يوسف وأمر امرأة العزيز في مدينة مصر , وشاع من أمرهما فيها ما كان , فلم ينكتم , وقلن; ( امرأة العزيز تراود فتاها )، (59) عبدها (60) ، ( عن نفسه )، كما;-19137 - حدثنا ابن حميد , قال; حدثنا سلمة , عن ابن إسحاق , قال; وشاع الحديث في القرية , وتحدث النساء بأمره وأمرها , وقلن; (امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه) ، أي; عبدها.* * *وأما " العزيز " فإنه; " الملك " في كلام العرب، (61) ومنه قول أبي دؤاد;دُرَّةٌ غَـــاصَ عَلَيْهَـــا تَــاجِرٌجُــلِيَتْ عِنْــدَ عَزِيـزٍ يَـوْمَ طَـلِّ (62)يعني بالعزيز، الملك , وهو من " العزّة ". (63)* * *وقوله; (قد شغفها حبًّا) ، يقول قد وصل حبُّ يوسف إلى شَغَاف قلبها فدخل تحته، حتى غلب على قلبها.* * *و " شَغَاف القلب "; حجابه وغلافه الذي هو فيه , وإياه عنى النابغة الذبياني بقوله;وَقَــدْ حَـالَ هَـمٌّ دُونَ ذَلِـكَ دَاخِـلٌدُخُــولَ شَـغَافٍ تَبْتَغِيـهِ الأصَـابِعُ (64)* * *وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;19138 - حدثنا الحسن بن محمد , قال; حدثنا حجاج بن محمد , عن ابن جريج , قال; أخبرني عمرو بن دينار , أنه سمع عكرمة يقول في قوله; (شغفها حبًّا) قال; دخل حبه تحت الشَّغاف.19139 - حدثنا الحسن بن محمد , قال; حدثنا شبابة , قال; حدثنا ورقاء , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد قوله; (قد شغفها حبًّا) ، قال; دخل حبه في شَغافها.19140 - حدثني محمد بن عمرو , قال; حدثنا أبو عاصم , قال; حدثنا عيسى , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد; (قد شغفها حبًّا) ، قال; دخل حبه في شَغافها.19141 - حدثني المثنى , قال; حدثنا أبو حذيفة , قال; حدثنا شبل , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد; (قد شغفها حبًّا) ، قال; كان حبه في شَغافها.19142 - .... قال; حدثنا إسحاق , قال; حدثنا عبد الله , عن ورقاء , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , مثل حديث الحسن بن محمد , عن شبابة .19143 - حدثني محمد بن سعد , قال; حدثني أبي , قال; حدثني عمي , قال; حدثني أبي , عن أبيه , عن ابن عباس , قوله; (قد شغفها حبًّا) ، يقول; عَلَّقها حبًّا.19144 - حدثني المثنى , قال; حدثنا عبد الله بن صالح , قال; حدثني معاوية , عن علي , عن ابن عباس , قوله; (قد شغفها حبًّا) ، قال; غَلَبها.19145 - حدثنا أبو كريب , قال; حدثنا وكيع ، وحدثنا ابن وكيع , قال; حدثنا أبي ، عن أبيه عن أيوب بن عائذ الطائي عن الشعبي; (قد شغفها حبًّا) ، قال; " المشغوف "; المحب , و " المشعوف "، (65) المجنون. (66)19146 - .... وبه قال، حدثنا أبي , عن أبي الأشهب , عن أبي رجاء والحسن; (قد شغفها حبًّا) ، قال أحدهما; قد بَطَنَها حبًّا. وقال الآخر; قد صَدَقها حبًّا.19147 - حدثني يعقوب , قال; حدثنا ابن علية , عن أبي رجاء , عن الحسن , في قوله; (قد شغفها حبا) ، قال; قد بطنَها حبًّا ، قال يعقوب; قال أبو بشر; أهل المدينة يقولون; " قد بَطَنها حبًّا ".19148 - حدثنا ابن وكيع , قال; حدثنا ابن علية , عن أبي رجاء , عن &; 16-65 &; الحسن , قال; سمعته يقول في قوله; (قد شغفها حبا) ، قال; بَطنَها حبًّا . وأهل المدينة يقولون ذلك.19149 - حدثنا الحسن بن محمد , قال; حدثنا عبد الوهاب , عن قرة , عن الحسن; (قد شغفها حبًّا) ، قال; قد بَطَن بها حبًّا. (67)19150 - حدثنا الحسن , قال; حدثنا أبو قطن , قال; حدثنا أبو الأشهب , عن الحسن; (قد شغفها حبًّا) ، قال; بَطَنها حبه.19151 - حدثنا بشر , قال; حدثنا يزيد , قال; حدثنا سعيد , عن قتادة . عن الحسن; (قد شغفها حبًّا) ، قال; بطَن بها.19152 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى , قال; حدثنا محمد بن ثور , عن معمر , عن قتادة; (قد شغفها حبًّا) ، قال; استبطنها حبها إياه.19153 - حدثنا بشر , قال; حدثنا يزيد , قال; حدثنا سعيد , عن قتادة , قوله; (قد شغفها حبًّا) ، أي; قد عَلَّقها.19154 - حدثني الحارث , قال; حدثنا عبد العزيز , قال; حدثنا إسرائيل , عن أبي يحيى , عن مجاهد; (قد شغفها حبًّا) ، قال; قد عَلَّقَها حبًّا.19155 - حدثنا بن وكيع , قال; حدثنا المحاربي , عن جويبر , عن الضحاك , قال; هو الحب اللازق بالقلب.19156 - حدثت عن الحسين , قال; سمعت أبا معاذ يقول; حدثنا عبيد , قال; سمعت الضحاك , في قوله; (قد شغفها حبًّا) ، يقول; هلكت عليه حبًّا، و " الشَّغَاف "; شَغَاف القلب.19157 - حدثنا ابن وكيع , قال; حدثنا عمرو بن محمد , قال; حدثنا &; 16-66 &; أسباط , عن السدي; (قد شغفها حبًّا) ، قال; و " الشَّغاف "; جلدة على القلب يقال لها "; لسان القلب "، (68) يقول; دخل الحب الجلد حتى أصاب القلب.* * *وقد اختلفت القرأة في قراءة ذلك.فقرأته عامة قرأة الأمصار بالغين; (قَدْ شَغَفَهَا) ، على معنى ما وصفت من التأويل.* * *وقرأ ذلك أبو رجاء; " قَدْ شَعَفَهَا " بالعين. (69)19158 - حدثنا الحسن بن محمد , قال; حدثنا أبو قطن , قال; حدثنا أبو الأشهب , عن أبي رجاء; " قَدْ شَعَفَهَا ".19159 - .... قال; حدثنا خلف , قال; حدثنا هشيم , عن أبي الأشهب , أو عوف عن أبي رجاء; " قَدْ شَعَفَهَا حُبًّا "، بالعين.19160 - .... قال; حدثنا خلف , قال; حدثنا محبوب , قال; قرأه عوف; " قَدْ شَعَفَهَا ".19161 - .... قال; حدثنا عبد الوهاب , عن هارون , عن أسيد , عن الأعرج; " قَدْ شَعَفَهَا حُبًّا " ، وقال; شَعَفَهَا إذا كان هو يحبها.* * *ووجَّه هؤلاء معنى الكلام إلى أنَّ الحبَّ قد عمَّها.* * *وكان بعض أهل العلم بكلام العرب من الكوفيين يقول; هو من قول القائل; &; 16-67 &; " قد شُعفَ بها " , كأنه ذهب بها كل مَذهب، من " شَعَف الجبال " , وهي رؤوسها.* * *وروي عن إبراهيم النخعي أنه قال; " الشغف "، شغف الحب ، و " الشعف "، شعف الدابة حين تذعر .19162 - حدثني بذلك الحارث , عن القاسم , أنه قال; يروى ذلك عن أبي عوانة , عن مغيرة عنه .، قال الحارث; قال القاسم , يذهب إبراهيم إلى أن أصل " الشَّعَف "، هو الذعر . قال; وكذلك هو كما قال إبراهيم في الأصل , إلا أن العرب ربما استعارت الكلمة فوضعتها في غير موضعها ; قال امرؤ القيس;أَتَقْتُلُنِــي وَقَــدْ شَــعَفْتُ فُؤَادَهَـاكَمَـا شَـعَفَ المَهْنُـوءَة الرَّجُلُ الطَّالِي (70)قال; و " شعف المرأة " من الحبّ , و " شعف المهنوءة " من الذعر , فشبه لوعة الحب وجَوَاه بذلك.* * *وقال ابن زيد في ذلك ما; -19163 - حدثني يونس , قال; أخبرنا ابن وهب , قال; قال ابن زيد , في قوله; (قد شغفها حبًّا) قال; إن " الشغف " و " الشعف "، مختلفان , و " الشعف "، في البغض ، و " الشغف " في الحب.* * *وهذا الذي قاله ابن زيد لا معنى له , لأن " الشعف " في كلام العرب بمعنى عموم الحب، أشهر من أن يجهله ذو علم بكلامهم.* * *قال أبو جعفر; والصواب في ذلك عندنا من القراءة; (قَدْ شَغَفَهَا) ، بالغين، لإجماع الحجة من القرأة عليه.* * *وقوله; (إنا لنراها في ضلال مبين) ، قلن; إنا لنرى امرأة العزيز في مراودتها فتاها عن نفسه، وغلبة حبه عليها، لفي خطأ من الفعل، وجَوْر عن قصد السبيل ، " مبين "، لمن تأمله وعلمه أنه ضلال، وخطأ غير صواب ولا سداد. (71) وإنما كان قيلهنّ ما قلن من ذلك، وتحدُّثهن بما تحدَّثن به من شأنها وشأن يوسف، مكرًا منهن، فيما ذكر، لتريَهُنَّ يوسف.----------------------الهوامش;(59) انظر تفسير" المراودة" فيما سلف ص ; 53 ، تعليق ; 1 ، والمراجع هناك .(60) انظر تفسير" الفتى" فيما سلف 8 ; 188 .(61) هذا التفسير من عزيز اللغة ، وليس في المعاجم ، فليقيد في مكانه .(62) لم أجد البيت في مكان آخر .(63) انظر تفسير" العزة" فيما سلف من فهارس اللغة ( عزز ) .(64) ديوانه ; 38 ، مجاز القرآن لأبي عبيدة 1 ; 308 ، وغيرهما ، مع اختلاف في روايته ، وقبله ;عَـلَى حِينَ عَاتَبْتُ المَشِيبَ عَلَى الصِّبَاوَقُلْـتُ ; أَلَمَّـا تَصْحُ والشَّيْبُ وَازِعُ ?و"الأصابع" يعني أصابع الأطباء . وجعله الطبري من" الشغاف" بالفتح ، واللغويون يجعلونه من" الشغاف" ( بضم الشين" ، وهو داء يأخذ تحت الشراسيف من الشق الأيمن . وإذا اتصل بالطحال قتل صاحبه . وهذا أجود الكلاميين .(65) " المشعوف" ، بالعين المهملة ، وكان في المطبوعة بالغين المعجمة ، وهو خطأ . وأراد الشعبي أن يفرق بينهما .(66) الأثر ; 19145 -" أيوب بن عائذ المدلجي الطائي" ، ثقة ، مضى برقم ; 10338 ، 10339(67) في المخطوطة ;" بطن لها" ، وانظر رقم ; 19151 .(68) هكذا في المطبوعة والمخطوطة ، وأنا أرجح أن الصواب" لباس القلب" ، لأنهم قالوا في شرح اللفظ ;" الشغاف ; غلاف القلب ، وهو جلدة دونه كالحجاب ، وسويداؤه" ، وقالوا" هو غشاء القلب" وقال أبو الهيثم ;" يقال لحجاب القلب ، وهي شحمة تكون لباسًا للقلب الشغاف" .(69) هكذا في المخطوطة ;" شعفها" ، وظني أن الصواب ;" شغف بها ، إذا كان هو يحبها" ، وذلك بالبناء للمجهول ، أما هذا الذي قاله ، فمما لا يعرف .(70) ديوانه ; 142 ، واللسان" شعف" ، وغيرها ، من قصيدة البارعة ، يقول وقد ذكر صاحبته وبعلها ;فَـأَصْبحْتُ مَعْشُـوقًا وَأَصْبَــحَ بَعْلُهـاعَلَيْـه القَتـامُ سَـيِّءَ الظَّـنِّ وَالبـالِيَغِـط غَطِيـطَ البَكْــرِ شُــدَّ خِناقُـهُلِيَقْتُلَنِــي , والمــرْءُ لَيْسَ بقَتَّــالِأَيَقْتُلَنــي والمَشْــرَفِيُّ مُضَــاجِعِيوَمَسْــنُونَةٌ زُرْقٌ كَأَنْيــابِ أَغْـوَالِولَيْسَ بــذي رُمْــحٍ فَيَطْعُنُنـي بـهِوَلَيْسَ بِــذي سَـيْفٍ , ولَيْسَ بِنَبَّـالِأيقتُلَنــي أنِّــي شــعفتُ فُؤَادهـا. . . . . . . . . . . . . . . . . . .وَقَـدْ عَلِمَـتْ سَـلْمَى , وإنْ كانَ بَعلَهابِــأَنَّ الفَتَــى يَهْـذِي ولَيْسَ بفَعَّـال(71) انظر تفسير" الضلال" و" مبين" فيما سلف من فهارس اللغة ( ضلل ) ، ( بين ) .
يعني: أن الخبر اشتهر وشاع في البلد، وتحدث به النسوة فجعلن يلمنها، ويقلن: { امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا } أي: هذا أمر مستقبح، هي امرأة كبيرة القدر، وزوجها كبير القدر، ومع هذا لم تزل تراود فتاها الذي تحت يدها وفي خدمتها عن نفسه،.ومع هذا فإن حبه قد بلغ من قلبها مبلغا عظيما.{ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا } أي: وصل حبه إلى شغاف قلبها، وهو باطنه وسويداؤه، وهذا أعظم ما يكون من الحب، { إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ } حيث وجدت منها هذه الحالة التي لا تنبغي منها، وهي حالة تحط قدرها وتضعه عند الناس، وكان هذا القول منهن مكرا، ليس المقصود به مجرد اللوم لها والقدح فيها، وإنما أردن أن يتوصلن بهذا الكلام إلى رؤية يوسف الذي فتنت به امرأة العزيز لتحنق امرأة العزيز، وتريهن إياه ليعذرنها، ولهذا سماه مكرا، فقال: { فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ }
(الواو) استئنافيّة
(قال) فعل ماض
(نسوة) فاعل مرفوع
(في المدينة) جارّ ومجرور نعت لنسوة
(امرأة) مبتدأ مرفوع
(العزيز) مضاف إليه مجرور
(تراود) مضارع مرفوع
(فتاها) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف.. و (ها) مضاف إليه
(عن نفسه) جارّ ومجرور متعلّق بـ (تراود) .. و (الهاء) مضاف إليه
(قد) حرف تحقيق
(شغفها) فعل ماض.. و (الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل هو (حبّا) تمييز منصوب منقول عن الفاعلـ (إنّا) مرّ إعرابه ،
(اللام) للتوكيد
(نراها) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف.. و (ها) مفعول به، والفاعل نحن
(في ضلال) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول به ثان
(مبين) نعت لضلال مجرور.
جملة: «قال نسوة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «امرأة العزيز تراود ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «تراود فتاها ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ.
وجملة: «قد شغفها ... » لا محلّ لها تعليليّة .
وجملة: «إنّا لنراها ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «نراها ... » في محلّ رفع خبر إنّ.(الفاء) عاطفة
(لما) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بـ (أرسلت) ،
(سمعت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث، والفاعل هي
(بمكر) جارّ ومجرور متعلّق بـ (سمعت) ،
(هنّ) ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه
(أرسلت) مثل سمعت
(إلى) حرف جرّ و (هن) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (أرسلت) ،
(الواو) عاطفة
(أعتدت) مثل سمعت
(لهنّ) مثل إليهنّ متعلّق بـ (أعتدت) ،
(متّكأ) مفعول به منصوبـ (الواو) عاطفة
(آتت) مثل سمعت
(كلّ) مفعول به أوّل منصوبـ (واحدة) مضاف إليه مجرور
(منهنّ) مثل إليهنّ متعلّق بنعت لكلّ واحدة
(سكّينا) مفعول به ثان منصوبـ (الواو) عاطفة
(قالت) مثل سمعت
(اخرج) فعل أمر، والفاعل أنت
(عليهنّ) مثل إليهنّ متعلّق بحال من فاعل اخرج ،
(فلما) مثل الأولـ (رأين) فعل ماض مبني على السكون.. و (النون) ضمير فاعل و (الهاء) مفعول به
(أكبرنه) مثل رأينه
(الواو) عاطفة
(قطّعن) مثل رأين
(أيدي) مفعول به منصوب و (هنّ) ضمير مضاف إليه
(الواو) عاطفة
(قلن) مثل رأين
(حاش) فعل ماض مبني على الفتح المقدّر على الألف المحذوفة للتخفيف»
، والفاعل هو أي يوسف
(لله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل حاش أي مطيعا لله ،
(ما) نافية عاملة عمل ليس
(ها) حرف تنبيه
(ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع اسم ما
(بشرا)خبر ما منصوبـ (إنْ) حرف نفي(هذا) مبتدأ
(إلّا) أداة حصر
(ملك) خبر مرفوع
(كريم) نعت لملك مرفوع.
وجملة: «سمعت ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «أرسلت ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «أعتدت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب.
وجملة: «آتت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب.
وجملة: «قالت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب.
وجملة: «اخرج عليهنّ» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «رأينه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «أكبرنه ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «قطّعن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أكبرنه.
وجملة: «قلن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أكبرنه.
وجملة: «حاش لله» في محلّ نصب مقول القول .
وجملة: «ما هذا بشرا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «إن هذا إلّا ملك....» لا محلّ لها استئناف بيانيّ للاستئناف السابق.