الرسم العثمانيوَسْـَٔلِ الْقَرْيَةَ الَّتِى كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِىٓ أَقْبَلْنَا فِيهَا ۖ وَإِنَّا لَصٰدِقُونَ
الـرسـم الإمـلائـيوَسۡــَٔلِ الۡقَرۡيَةَ الَّتِىۡ كُنَّا فِيۡهَا وَالۡعِيۡرَ الَّتِىۡ اَقۡبَلۡنَا فِيۡهَاؕ وَاِنَّا لَصٰدِقُوۡنَ
تفسير ميسر:
واسأل -يا أبانا- أهل "مصر"، ومَن كان معنا في القافلة التي كنا فيها، وإننا صادقون فيما أخبرناك به.
" واسأل القرية التي كنا فيها " قيل المراد مصر قاله قتادة وقيل غيرها " والعير التي أقبلنا فيها " أي التي رافقناها عن صدقنا وأما فتنا وحفظنا وحراستنا " وإنا لصادقون " فيما أخبرناك به من أنه سرق وأخذوه بسرقته.
قوله تعالى ; واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها وإنا لصادقون فيه مسألتان ;الأولى ; قوله تعالى ; واسأل القرية التي كنا فيها والعير حققوا بها شهادتهم عنده ، ورفعوا التهمة عن أنفسهم لئلا يتهمهم . فقولهم ; واسأل القرية أي أهلها ; فحذف ; ويريدون بالقرية مصر . وقيل ; قرية من قراها نزلوا بها وامتاروا منها . وقيل المعنى واسأل القرية وإن كانت جمادا ، فأنت نبي الله ، وهو ينطق الجماد لك ; وعلى هذا فلا حاجة إلى إضمار ; قال سيبويه ; ولا يجوز كلم هندا وأنت تريد غلام هند ; لأن هذا يشكل . والقول في العير كالقول في القرية سواء . وإنا لصادقون في قولنا .الثانية ; في هذه الآية من الفقه أن كل من كان على حق ، وعلم أنه قد يظن به أنه على خلاف ما هو عليه أو يتوهم أن يرفع التهمة وكل ريبة عن نفسه ، ويصرح بالحق الذي هو عليه ، [ ص; 215 ] حتى لا يبقى لأحد متكلم ; وقد فعل هذا نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - بقوله للرجلين اللذين مرا وهو قد خرج مع صفية يقلبها من المسجد ; على رسلكما إنما هي صفية بنت حيي فقالا ; سبحان الله وكبر عليهما فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - ; إن الشيطان يبلغ من الإنسان مبلغ الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا رواه البخاري ومسلم .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (82)قال أبو جعفر ; يقول; وإن كنتَ مُتَّهمًا لنا، لا تصدقنا على ما نقول من أن ابنك سرق; ( فاسأل القرية التي كنا فيها )، وهي مصر، يقول; سل من فيها من أهلها ، (والعير التي أقبلنا فيها) ، وهي القافلة التي كنا فيها ، (13) التي أقبلنا منها معها ، عن خبر ابنك وحقيقة ما أخبرناك عنه من سَرَقِهِ ، (14) فإنك تَخْبُرمصداق ذلك ، (وإنّا لصادقون) فيما أخبرناك من خبره .* * *وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.*ذكر من قال ذلك;19641 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله; (واسأل القرية التي كنا فيها)، وهي مصر.19642 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج ، عن ابن جريج قال، قال ابن عباس; (واسأل القرية التي كنا فيها) قال; يعنون مصر.19643 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق قال; قد عرف رُوبيل في رَجْع قوله لإخوته، أنهم أهلُ تُهمةٍ عند أبيهم ، لما كانوا صنعوا في يوسف . وقولهم له; (اسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها) ، فقد علموا ما علمنا وشهدوا ما شهدنا، إن كنت لا تصدقنا ، (وإنا لصادقون).* * *----------------------الهوامش;(13) انظر تفسير ;" العير" فيما سلف ص ; 173 ، 174 .(14) سرق الشيء يسرقه سرقًا ( بفتحتين ) ، وسرقًا ( بفتح السين وكسر الراء ) ، وسرقة .
{ وَاسْأَلِ } إن شككت في قولنا { الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا } فقد اطلعوا على ما أخبرناك به { وَإِنَّا لَصَادِقُونَ } لم نكذب ولم نغير ولم نبدل، بل هذا الواقع.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - يوسف١٢ :٨٢
Yusuf12:82