الرسم العثمانيوَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَآ أُنزِلَ عَلَيْهِ ءَايَةٌ مِّن رَّبِّهِۦ ۗ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِىٓ إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ
الـرسـم الإمـلائـيوَيَقُوۡلُ الَّذِيۡنَ كَفَرُوۡا لَوۡلَاۤ اُنۡزِلَ عَلَيۡهِ اٰيَةٌ مِّنۡ رَّبِّهٖؕ قُلۡ اِنَّ اللّٰهَ يُضِلُّ مَنۡ يَّشَآءُ وَيَهۡدِىۡۤ اِلَيۡهِ مَنۡ اَنَابَ
تفسير ميسر:
ويقول الكفار عنادًا; هلا أُنزل على محمد معجزة محسوسة كمعجزة موسى وعيسى. قل لهم; إن الله يضل مَن يشاء من المعاندين عن الهداية ولا تنفعه المعجزات، ويهدي إلى دينه الحق مَن رجع إليه وطلب رضوانه.
يخبر تعالى عن قيل المشركين " لولا" أي هلا " أنزل عليه آية من ريه " كقولهم " فليأتنا بآية كما أرسل الأولون " وقد تقدم الكلام على هذا غير مرة وإن الله قادر على إجابة ما سألوا وفي الحديث إن الله أوحى إلى رسوله لما سألوه أن يحول لهم الصفا ذهبا وأن يجري لهم ينبوعا وأن يزيح الجبال من حول مكة فيصير مكانها مروج وبساتين; إن شئت يا محمد أعطيتهم ذلك فإن كفروا أعذبهم عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين وإن شئت فتحت عليهم باب التوبة والرحمة فقال " بل تفتح لهم باب التوبة والرحمة " ولهذا قال لرسوله " قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب " أي هو المضل والهادي سواء بعث الرسل بآية على وفق ما اقترحوا أو لم يجبهم إلى سؤالهم فان الهداية والإضلال ليس منوطا بذلك ولا عدمه كما قال " وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون " وقال " إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل أية حتى يروا العذاب الأليم " وقال " ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون " ولهذا قال " قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب " أي ويهدي إليه من أناب إلى الله.
قوله تعالى ; ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أنابقوله تعالى ; ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه بين في مواضع أن اقتراح الآيات على الرسل جهل ، بعد أن رأوا آية واحدة تدل على الصدق ، والقائل ، عبد الله بن أبي أمية وأصحابه حين طالبوا النبي - صلى الله عليه وسلم - بالآيات .قل إن الله - عز وجل - يضل من يشاء أي كما أضلكم بعد ما أنزل من الآيات وحرمكم الاستدلال بها يضلكم عند نزول غيرها .ويهدي إليه من أناب أي من رجع . والهاء في إليه للحق ، أو للإسلام ، أو لله - عز وجل - ; على تقدير ; ويهدي إلى دينه وطاعته من رجع إليه بقلبه . وقيل ; هي للنبي - صلى الله عليه وسلم - .
قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; ويقول لك يا محمد، مشركو قومك; هلا أنـزل عليك آية من ربك, إمّا ملك يكون معك نذيرًا, أو يُلْقَى إليك كنـز؟ فقل; إن الله يضل منكم من يشاء أيها القوم، فيخذله عن تصديقي والإيمان بما جئته به من عند ربي(ويَهدي إليه من أناب), فرجع إلى التوبة من كفره والإيمان به, فيوفقه لاتباعي وتصديقي على ما جئته به من عند ربه، وليس ضلالُ من يضلّ منكم بأن لم ينـزل علي آية من ربّي ولا هداية من يهتدي منكم بأنَّها أنـزلت عليّ, وإنما ذلك بيَدِ الله, يوفّق من يشاء منكم للإيمان ويخذل من يشاء منكم فلا يؤمن .* * *وقد بينت معنى " الإنابة "، في غير موضع من كتابنا هذا بشواهده، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع . (32)* * *20357- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله; (ويهدي إليه من أناب) ; أي من تاب وأقبل .---------------------الهوامش ;(32) انظر تفسير" الإنابة" فيما سلف 15 ; 406 ، 454 . ولقد نسي أبو جعفر رحمه الله ، فإنه لم يذكر" الإنابة" في غير هذين الموضعين القريبين ، ولم يذكر في تفسيرهما شيئًا من الشواهد ، وكأنه لما أوغل في التفسير ، وكان قد أعد له العدة ، شبه عليه الأمر ، وظن أن الذي سيأتي مرارًا ، مضى قبل ذلك مرارًا ، فقال من ذلك ما قال هنا ، وقد مر مثله وأشرت إليه .
يخبر تعالى أن الذين كفروا بآيات الله يتعنتون على رسول الله، ويقترحون ويقولون: { لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ } وبزعمهم أنها لو جاءت لآمنوا فأجابهم الله بقوله: { قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ } أي: طلب رضوانه، فليست الهداية والضلال بأيديهم حتى يجعلوا ذلك متوقفا على الآيات، ومع ذلك فهم كاذبون، { ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون } ولا يلزم أن يأتي الرسول بالآية التي يعينونها ويقترحونها، بل إذا جاءهم بآية تبين ما جاء به من الحق، كفى ذلك وحصل المقصود، وكان أنفع لهم من طلبهم الآيات التي يعينونها، فإنها لو جاءتهم طبق ما اقترحوا فلم يؤمنوا بها لعاجلهم العذاب.
(الواو) استئنافيّة
(يقول) مضارع مرفوع
(الذين) موصول في محلّ رفع فاعلـ (كفروا) فعل ماض وفاعله
(لولا) حرف تحضيض
(أنزل) فعل ماض مبنيّ للمجهولـ (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (أنزل) ،
(آية) نائب الفاعل مرفوع
(من ربّه) جارّ ومجرور نعت لآية ..
و (الهاء) مضاف إليه
(قل) فعل أمر، والفاعل أنت
(إنّ) حرف توكيد ونصب- ناسخ-
(الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوبـ (يضلّ) مثل يقول، والفاعل هو (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به
(يشاء) مثل يقول، والفاعل هو أي الله
(الواو) عاطفة
(يهدي) مثل يقولـ (إليه) مثل عليه متعلّق بـ (يهدي) ،
(من) مثل الأولـ (أناب) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد.
جملة: «يقول ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «أنزل عليه آية ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «إنّ الله يضلّ ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يضلّ ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) الأول.
وجملة: «يهدي ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يضلّ.
وجملة: «أناب ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) الثاني.
(الذين) موصول في محلّ نصب بدل من الموصول الثاني
(من) - أو عطف بيان
(آمنوا) مثل كفروا
(الواو) عاطفة
(تطمئنّ) مثل يقولـ (قلوبهم)فاعل مرفوع.. و (هم) ضمير مضاف إليه
(بذكر) جارّ ومجرور متعلّق بـ (تطمئنّ) ،
(الله) مضاف إليه مجرور
(ألا) أداة تنبيه
(بذكر الله تطمئنّ القلوب) مثل تطمئنّ قلوبهم ...وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «تطمئنّ قلوبهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «تطمئنّ القلوب ... » لا محلّ لها في حكم التعليل.
- القرآن الكريم - الرعد١٣ :٢٧
Ar-Ra'd13:27