الرسم العثمانيفَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ الَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبٰرَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ
الـرسـم الإمـلائـيفَاَسۡرِ بِاَهۡلِكَ بِقِطۡعٍ مِّنَ الَّيۡلِ وَاتَّبِعۡ اَدۡبَارَهُمۡ وَلَا يَلۡـتَفِتۡ مِنۡكُمۡ اَحَدٌ وَّامۡضُوۡا حَيۡثُ تُؤۡمَرُوۡنَ
تفسير ميسر:
قالوا; لا تَخَفْ، فإنَّا جئنا بالعذاب الذي كان يشك فيه قومك ولا يُصَدِّقون، وجئناك بالحق من عند الله، وإنا لصادقون، فاخرج مِن بينهم ومعك أهلك المؤمنون، بعد مرور جزء من الليل، وسر أنت وراءهم؛ لئلا يتخلف منهم أحد فيناله العذاب، واحذروا أن يلتفت منكم أحد، وأسرعوا إلى حيث أمركم الله؛ لتكونوا في مكان أمين.
يذكر تعالى عن الملائكة أنهم أمروه أن يسري بأهله بعد مضي جانب من الليل وأن يكون لوط عليه السلام يمشي وراءهم ليكون أحفظ لهم وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشى في الغزو إنما يكون ساقة يزجي الضعيف ويحمل المنقطع وقوله " ولا يلتفت منكم أحد " أي إذا سمعتم الصيحة بالقوم فلا تلتفتوا إليهم وذروهم فيما حل بهم من العذاب والنكال " وامضوا حيث تؤمرون " كأنه كان معهم من يهديهم السبيل.
فأسر بأهلك بقطع من الليل فأسر بأهلك قرئ " فاسر " بوصل الألف وقطعها ; لغتان فصيحتان . قال الله - تعالى - ; والليل إذا يسر وقال ; سبحان الذي أسرى وقال النابغة ; فجمع بين اللغتين ;أسرت عليه من الجوزاء سارية تزجي الشمال عليه جامد البردوقال آخر ;حي النضيرة ربة الخدر أسرت إليك ولم تكن تسريوقد قيل ; فأسر بالقطع إذا سار من أول الليل ، وسرى إذا سار من آخره ; ولا يقال في النهار إلا سار . وقال لبيد ;إذا المرء أسرى ليلة ظن أنه قضى عملا والمرء ما عاش عاملوقال عبد الله بن رواحة ;عند الصباح يحمد القوم السرى وتنجلي عنهم غيابات الكرىبقطع من الليل قال ابن عباس ; ( بطائفة من الليل ) . الضحاك ; ببقية من الليل . وقيل ; بظلمة من الليل . وقيل ; بعد هدء من الليل . وقيل ; هزيع من الليل . وكلها متقاربة ; وقيل إنه نصف الليل ; مأخوذ من قطعه نصفين ; ومنه قول الشاعر ;ونائحة تنوح بقطع ليل على رجل بقارعة الصعيدفإن قيل ; السرى لا يكون إلا بالليل ، فما معنى بقطع من الليل ؟ فالجواب ; أنه لو لم يقل ; بقطع من الليل جاز أن يكون أوله .واتبع أدبارهم أي كن من ورائهم لئلا يتخلف منهم أحد فيناله العذاب .ولا يلتفت منكم أحد نهوا عن الالتفات ليجدوا في السير ويتباعدوا عن القرية قبل أن يفاجئهم الصبح . وقيل ; المعنى لا يتخلف .وامضوا حيث تؤمرون قال ابن عباس ( يعني الشام ) . مقاتل . يعني صفد ، قرية من قرى لوط . وقد تقدم . وقيل ; إنه مضى إلى أرض الخليل بمكان يقال له اليقين ، وإنما سمي اليقين لأن إبراهيم لما خرجت الرسل شيعهم ، فقال لجبريل ; من أين يخسف بهم ؟ قال ; ( من هاهنا ) وحد له حدا ، وذهب جبريل ، فلما جاء لوط . جلس عند إبراهيم وارتقبا ذلك العذاب ، فلما اهتزت الأرض قال إبراهيم ; ( أيقنت بالله ) فسمي اليقين .
حدثني يونس، قال; أخبرنا ابن وهب، قال; قال ابن زيد، في قوله ( فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ ) قال; بعض الليل ( وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ ) ; أدبار أهله.
{ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ } أي: في أثنائه حين تنام العيون ولا يدري أحد عن مسراك، { وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ } أي: بادروا وأسرعوا، { وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ } كأن معهم دليلا يدلهم إلى أين يتوجهون
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - الحجر١٥ :٦٥
Al-Hijr15:65