الرسم العثمانيوَإِذَا قِيلَ لَهُم مَّاذَآ أَنزَلَ رَبُّكُمْ ۙ قَالُوٓا أَسٰطِيرُ الْأَوَّلِينَ
الـرسـم الإمـلائـيوَاِذَا قِيۡلَ لَهُمۡ مَّاذَاۤ اَنۡزَلَ رَبُّكُمۡۙ قَالُـوۡۤا اَسَاطِيۡرُ الۡاَوَّلِيۡنَۙ
تفسير ميسر:
وإذا سُئِل هؤلاء المشركون عمَّا نزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم قالوا كذبًا وزورًا; ما أتى إلا بقصص السابقين وأباطيلهم.
يقول تعالى وإذا قيل لهؤلاء المكذبين "ماذا أنزل ربكم قالوا" معرضين عن الجواب "أساطير الأولين" أي لم ينزل شيئا إنما هذا الذي يتلى علينا أساطير الأولين أي مأخوذ من كتب المتقدمين كما قال تعالى "وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا" أي يفترون على الرسول ويقولون أقوالا متضادة مختلفة كلها باطلة كما قال تعالى "انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا" وذلك أن كل من خرج عن الحق فمهما قال أخطأ وكانوا يقولون ساحر وشاعر وكاهن ومجنون ثم استقر أمرهم إلى ما اختلقه لهم شيخهم الوحيد المسمى بالوليد بن المغيرة المخزومي لما "فكر وقدر فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر ثم نظر ثم عبس وبسر ثم أدبر واستكبر فقال إن هذا إلا سحر يؤثر" أي ينقل ويحكى فتفرقوا عن قوله ورأيه قبحهم الله.
قوله تعالى ; وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين قوله - تعالى - وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم يعني وإذا قيل لمن تقدم ذكره ممن لا يؤمن بالآخرة وقلوبهم منكرة بالبعث ماذا أنزل ربكم . قيل ; القائل النضر بن الحارث ، وأن الآية نزلت فيه ، وكان خرج إلى الحيرة فاشترى أحاديث " كليلة ودمنة " فكان يقرأ على قريش ويقول ; ما يقرأ محمد على أصحابه إلا أساطير الأولين ; أي ليس هو من تنزيل ربنا . وقيل ; إن المؤمنين هم القائلون لهم اختبارا فأجابوا بقولهم ; أساطير الأولين فأقروا بإنكار شيء هو أساطير الأولين . والأساطير ; الأباطيل والترهات . وقد تقدم في الأنعام والقول في ماذا أنزل ربكم كالقول في ماذا ينفقون وقوله ; أساطير الأولين . خبر ابتداء محذوف ، التقدير ; الذي أنزله أساطير الأولين .
يقول تعالى ذكره; وإذا قيل لهؤلاء الذين لا يؤمنون بالآخرة من المشركين ، ماذا أنـزل ربكم ، أيّ شيء أنـزل ربكم ، قالوا; الذي أنـزل ما سطَّره الأوّلون من قبلنا من الأباطيل.وكان ذلك كما حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( مَاذَا أَنـزلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ ) يقول; أحاديث الأوّلين وباطلهم ، قال ذلك قوم من مشركي العرب كانوا يقعدون بطريق من أتى نبيّ الله صلى الله عليه وسلم، فإذا مرّ بهم أحد من المؤمنين ، يريد نبيّ الله صلى الله عليه وسلم، قالوا لهم; أساطير الأوّلين، يريد; أحاديث الأوّلين وباطلهم.حدثني المثنى، قال; ثنا عبد الله بن صالح، قال; ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله ( أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ ) يقول; أحاديث الأوّلين.
يقول تعالى -مخبرا عن شدة تكذيب المشركين بآيات الله: { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ ْ} أي: إذا سألوا عن القرآن والوحي الذي هو أكبر نعمة أنعم الله بها على العباد، فماذا قولكم به؟ وهل تشكرون هذه النعمة وتعترفون بها أم تكفرون وتعاندون؟فيكون جوابهم أقبح جواب وأسمجه، فيقولون عنه: إنه { أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ْ} أي: كذب اختلقه محمد على الله، وما هو إلا قصص الأولين التي يتناقلها الناس جيلا بعد جيل، منها الصدق ومنها الكذب، فقالوا هذه المقالة، ودعوا أتباعهم إليها
(الواو) استئنافيّة
(إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بـ (قالوا)
(قيل) فعل ماض مبنيّ للمجهولـ (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (قيل) ،
(ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ
(ذا) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر .(أنزل) فعل ماض
(ربّكم) فاعل مرفوع.. و (كم) مضاف إليه، والعائد محذوف أي أنزله
(قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. و (الواو) فاعلـ (أساطير) خبر لمبتدأ محذوف تقديره المنزلـ (الأوّلين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. جملة: «قيل ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ماذا أنزل ... » في محلّ رفع نائب الفاعل . وجملة: «أنزل ربّكم ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ذا) . وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «
(المنزل) أساطير ... » في محلّ نصب مقول القول.
- القرآن الكريم - النحل١٦ :٢٤
An-Nahl16:24