الرسم العثمانيفَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ
الـرسـم الإمـلائـيفَلَا تَضۡرِبُوۡا لِلّٰهِ الۡاَمۡثَالَؕ اِنَّ اللّٰهَ يَعۡلَمُ وَاَنۡـتُمۡ لَا تَعۡلَمُوۡنَ
تفسير ميسر:
وإذا عَلِمتم أن الأصنام والأوثان لا تنفع، فلا تجعلوا -أيها الناس- لله أشباهًا مماثلين له مِن خَلْقه تشركونهم معه في العبادة. إن الله يعلم ما تفعلون، وأنتم غافلون لا تعلمون خطأكم وسوء عاقبتكم.
ولهذا قال تعالى "فلا تضربوا لله الأمثال" أي لا تجعلوا له أندادا وأشباها وأمثالا "إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون" أي أنه يعلم ويشهد أنه لا إله إلا هو وأنتم بجهلكم تشركون به غيره.
فلا تضربوا لله الأمثال أي لا تشبهوا به هذه الجمادات ; لأنه واحد قادر لا مثل له . وقد تقدم
وقوله ( فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأمْثَالَ ) يقول; فلا تمثلوا لِلهِ الأمثال، ولا تشبِّهوا له الأشباه، فإنه لا مِثْل له ولا شِبْه.وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثني المثنى، قال; ثنا أبو حُذيفة، قال; ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد; الأمثال الأشباه.وحدثني محمد بن سعد، قال; ثني أبي، قال; ثني عمي، قال; ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله ( فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأمْثَالَ ) يعني اتخاذهم الأصنام، يقول; لا تجعلوا معي إلهًا غيري، فإنه لا إله غيري.حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ شَيْئًا وَلا يَسْتَطِيعُونَ ) قال; هذه الأوثان التي تُعْبد من دون الله لا تملك لمن يعبدها رزقا ولا ضرّا ولا نفعا، ولا حياة ولا نشورا. وقوله ( فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأمْثَالَ ) فإنه أحَد صَمَد لم يَلِد ولم يُولَد ولم يكن له كُفُوًا أحد ( إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) يقول; والله أيها الناس يعلم خطأ ما تمثلون وتضربون من الأمثال وصوابه، وغير ذلك من سائر الأشياء، وأنتم لا تعلمون صواب ذلك من خطئه.واختلف أهل العربية في الناصب قوله (شَيْئًا) فقال بعض البصريين; هو منصوب على البدل من الرزق، وهو في معنى; لا يملكون رزقا قليلا ولا كثيرا. وقال بعض الكوفيين; نصب (شَيْئًا) بوقوع الرزق عليه، كما قال تعالى ذكره أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتًا * أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا أي تكفت الأحياء والأموات، ومثله قوله تعالى ذكره أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ قال; ولو كان الرزق مع الشيء لجاز خفضه، لا يملك لكم رزق شيء من السموات، ومثله فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ
{ فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ } المتضمنة للتسوية بينه وبين خلقه { إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } فعلينا أن لا نقول عليه بلا علم وأن نسمع ما ضربه العليم من الأمثال
(الفاء) استئنافيّة
(لا) ناهية جازمة
(تضربوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... و (الواو) فاعلـ (لله) جارّ ومجرور متعلّق بـ (تضربوا) ،
(الأمثال) مفعول به منصوبـ (إنّ) حرف توكيد ونصبـ (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوبـ (يعلم) مضارع مرفوع، والفاعل هو (الواو) عاطفة
(أنتم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ
(لا) نافية
(تعلمون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل.
جملة: «لا تضربوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة .
وجملة: «إنّ الله يعلم ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «يعلم ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «أنتم لا تعلمون» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
وجملة: «لا تعلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ
(أنتم) .
- القرآن الكريم - النحل١٦ :٧٤
An-Nahl16:74