الرسم العثمانيقُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِۦ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا
الـرسـم الإمـلائـيقُلِ ادۡعُوا الَّذِيۡنَ زَعَمۡتُمۡ مِّنۡ دُوۡنِهٖ فَلَا يَمۡلِكُوۡنَ كَشۡفَ الضُّرِّ عَنۡكُمۡ وَلَا تَحۡوِيۡلًا
تفسير ميسر:
قل -أيها الرسول- لمشركي قومك; إن هذه المعبودات التي تنادونها لكشف الضرِّ عنكم لا تملك ذلك، ولا تقدر على تحويله عنكم إلى غيركم، ولا تقدر على تحويله من حال إلى حال، فالقادر على ذلك هو الله وحده. وهذه الآية عامة في كل ما يُدْعى من دون الله، ميتًا كان أو غائبًا، من الأنبياء والصالحين وغيرهم، بلفظ الاستغاثة أو الدعاء أو غيرهما، فلا معبود بحق إلا الله.
يقول تعالى "قل" يا محمد لهؤلاء المشركين الذين عبدوا غير الله "ادعوا الذين زعمتم من دونه" من الأصنام والأنداد فارغبوا إليهم "فـ" إنهم "لا يملكون كشف الضر عنكم" أي بالكلية "ولا تحويلا" أي بأن يحولوه إلى غيركم والمعنى أن الذي يقدر على ذلك هو الله وحده لا شريك له الذي له الخلق والأمر. قال العوفي عن ابن عباس في قوله "قل ادعوا الذين زعمتم" الآية قال كان أهل الشرك يقولون نعبد الملائكة والمسيح وعزيرا وهم الذين يدعون يعني في الملائكة والمسيح وعزيرا.
قوله تعالى ; قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا [ ص; 251 ] قوله تعالى ; قل ادعوا الذين زعمتم من دونه لما ابتليت قريش بالقحط وشكوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنزل الله هذه الآية ; أي ادعوا الذين تعبدون من دون الله وزعمتم أنهم آلهة . وقال الحسن ; يعني الملائكة وعيسى وعزيرا . ابن مسعود ; يعني الجنفلا يملكون كشف الضر عنكم أي القحط سبع سنين ، على قول مقاتل .ولا تحويلا من الفقر إلى الغنى ومن السقم إلى الصحة .
القول في تأويل قوله تعالى ; قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلا (56)يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم; قل يا محمد لمشركي قومك الذين يعبدون من دون الله من خلقه، ادعوا أيها القوم الذين زعمتم أنهم أرباب وآلهة من دونه عند ضرّ ينـزل بكم، فانظروا هل يقدرون على دفع ذلك عنكم، أو تحويله عنكم إلى غيركم، فتدعوهم آلهة، فإنهم لا يقدرون على ذلك، ولا يملكونه، وإنما يملكه ويقدر عليه خالقكم وخالقهم. وقيل; إن الذين أمر النبيّ صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم هذا القول، كانوا يعبدون الملائكة وعزيرا والمسيح، وبعضهم كانوا يعبدون نفرا من الجنّ.* ذكر من قال ذلك;حدثني محمد بن سعد، قال; ثني أبي، قال; ثني عمي، قال; ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله ( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلا ) قال; كان أهل الشرك يقولون; نعبد الملائكة وعُزَيرا، وهم الذين يدعون، يعني الملائكة والمسيح وعُزيرا..
يقول تعالى: { قُلْ } للمشركين بالله الذين اتخذوا من دونه أندادا يعبدونهم كما يعبدون الله ويدعونهم كما يدعونه ملزما لهم بتصحيح ما زعموه واعتقدوه إن كانوا صادقين: { ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ } آلهة من دون الله فانظروا هل ينفعونكم أو يدفعون عنكم الضر، فإنهم لا { يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ } من مرض أو فقر أو شدة ونحو ذلك فلا يدفعونه بالكلية، { وَلَا } يملكون أيضا تحويله من شخص إلى آخر من شدة إلى ما دونها. فإذا كانوا بهذه الصفة فلأي شيء تدعونهم من دون الله؟ فإنهم لا كمال لهم ولا فعال نافعة، فاتخاذهم آلهة نقص في الدين والعقل وسفه في الرأي. ومن العجب أن السفه عند الاعتياد والممارسة وتلقيه عن الآباء الضالين بالقبول يراه صاحبه هو الرأي: السديد والعقل المفيد. ويرى إخلاص الدين لله الواحد الأحد الكامل المنعم بجميع النعم الظاهرة والباطنة هو السفه والأمر المتعجب منه كما قال المشركون: { أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب }
(قل) فعل أمر، والفاعل أنت
(ادعوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. و (الواو) فاعلـ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به
(زعمتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (تم) ضمير فاعل..
ومفعولا الفعل محذوفان أي زعمتموهم آلهة
(من دون) جارّ ومجرور متعلّق بحال من الموصولـ (الذين) .. و (الهاء) مضاف إليه
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر
(لا) نافية
(يملكون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعلـ (كشف) مفعول به منصوبـ (الضرّ) مضاف إليه مجرور
(عن) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بالمصدر كشف
(الواو) عاطفة
(لا) زائدة لتأكيد النفي(تحويلا) معطوف على كشف منصوب.
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «ادعوا ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «زعمتم ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) وجملة: «لا يملكون ... » في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم..والجملة الاسمية في محلّ جزم جواب الشرط المقدّر أي إن دعوتموهم فهم لا يملكون.
57-
(أولئك) اسم إشارة مبتدأ ،
(الذين) اسم موصول في محلّ رفع بدل من اسم الإشارة- أو عطف بيان-
(يدعون) مثل يملكون، وعائد الموصول محذوف أي يدعونهم آلهة
(يبتغون) مثل يملكون
(إلى ربهم) جارّ ومجرور متعلّق بـ (يبتغون) ،
(الوسيلة) مفعول به منصوبـ (أيّهم) اسم موصول مبنيّ على الضمّ في محلّ رفع بدل من فاعل يبتغون .. و (هم) ضمير مضاف إليه
(أقرب) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، مرفوع
(الواو) عاطفة في الموضعين
(يرجون رحمته، يخافون عذابه) مثل يملكون كشف الضرّ
(إنّ) حرف توكيد ونصبـ (عذاب) اسم إنّ منصوبـ (ربّك) مضاف إليه مجرور، و (الكاف) مضاف إليه
(كان) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (محذورا) خبر منصوب.
وجملة: «أولئك الذين ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «يدعون ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) وجملة: «يبتغون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(أولئك) وجملة: «
(هو) أقرب ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (أيّ) وجملة: «يرجون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يبتغون ، وجملة: «يخافون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يبتغون ، وجملة: «إنّ عذاب ... » لا محلّ لها تعليليّة وجملة: «كان محذورا ... » في محلّ رفع خبر إنّ
- القرآن الكريم - الإسراء١٧ :٥٦
Al-Isra'17:56