الرسم العثمانيوَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيٰمَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذٰلِكَ فِى الْكِتٰبِ مَسْطُورًا
الـرسـم الإمـلائـيوَاِنۡ مِّنۡ قَرۡيَةٍ اِلَّا نَحۡنُ مُهۡلِكُوۡهَا قَبۡلَ يَوۡمِ الۡقِيٰمَةِ اَوۡ مُعَذِّبُوۡهَا عَذَابًا شَدِيۡدًا ؕ كَانَ ذٰ لِكَ فِى الۡـكِتٰبِ مَسۡطُوۡرًا
تفسير ميسر:
ويتوعَّد الله الكفار بأنه ما من قريةٍ كافرة مكذبة للرسل إلا وسينزل بها عقابه بالهلاك في الدنيا قبل يوم القيامة أو بالعذاب الشديد لأهلها، كتاب كتبه الله وقضاء أبرمه لا بد مِن وقوعه، وهو مسطور في اللوح المحفوظ.
هذا إخبار من الله عز وجل بأنه قد حتم وقضى بما قد كتب عنده في اللوح المحفوظ أنه ما من قرية إلا سيهلكها بأن يبيد أهلها جميعهم أو يعذبهم "عذابا شديدا" إما بقتل أو ابتلاء بما يشاء وإنما يكون ذلك بسبب ذنوبهم وخطاياهم كما قال تعالى عن الأمم الماضين "وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم" وقال تعالى "فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا" وقال "وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله" الآيات.
قوله تعالى ; وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا كان ذلك في الكتاب مسطوراقوله تعالى ; وإن من قرية إلا نحن مهلكوها أي مخربوها .قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا قال مقاتل ; أما الصالحة فبالموت ، وأما الطالحة فبالعذاب . وقال ابن مسعود ; إذا ظهر الزنا والربا في قرية أذن الله في هلاكهم . فقيل ; المعنى وإن من قرية ظالمة ; يقوي ذلك قوله ; وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون . أي فليتق المشركون ، فإنه ما من قرية كافرة إلا سيحل بها العذاب .كان ذلك في الكتاب أي في اللوح .مسطورا أي مكتوبا . والسطر ; الخط والكتابة وهو في الأصل مصدر . والسطر ( بالتحريك ) ، مثله .قال جرير ;من شاء بايعته مالي وخلعته ما تكمل التيم في ديوانهم سطراالخلعة ( بضم الخاء ) ; خيار المال . والسطر جمعه أسطار ; مثل سبب وأسباب ، ثم يجمع على أساطير . وجمع السطر أسطر وسطور ; مثل أفلس وفلوس . والكتاب هنا يراد به اللوح المحفوظ .
يقول تعالى ذكره; وما من قرية من القرى إلا نحن مهلكو أهلها بالفناء، فمبيدوهم استئصالا قبل يوم القيامة، أو معذّبوها، إما ببلاء من قتل بالسيف، أو غير ذلك من صنوف العذاب عذابا شديدا.كما حدثني محمد بن عمرو، قال; ثنا أبو عاصم، قال; ثنا عيسى؛ وحدثني الحرث، قال; ثنا الحسن قال; ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله عزّ وجلّ( وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ) فمبيدوها(أوْ مُعَذِّبُوهَا) بالقتل والبلاء، قال; كل قرية في الأرض سيصيبها بعض هذا.حدثنا القاسم، قال; ثنا الحسين، قال; ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، بنحوه، إلا أنه قال; سيصيبها هذا أو بعضه.حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا ) قضاء من الله كما تسمعون ليس منه بدّ، إما أن يهلكها بموت وإما أن يهلكها بعذاب مستأصل إذا تركوا أمره، وكذّبوا رسله.حدثنا محمد بن بشار، قال; ثنا عبد الرحمن، قال; ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا ) قال; مبيدوها.حدثنا القاسم، قال; ثني الحسين، قال; ثنا أبو الأحوص، عن سماك بن حرب، عن عبد الرحمن بن عبد الله، قال; إذا ظهر الزنا والربا في أهل قرية أذن الله في هلاكها.وقوله ( كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ) يعني في الكتاب الذي كتب فيه كلّ ما هو كائن، وذلك اللوح المحفوظ.كما حدثني يونس، قال; أخبرنا ابن وهب، قال; قال ابن زيد، في قوله ( كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ) قال; في أمّ الكتاب، وقرأ لَوْلا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ ويعني بقوله (مَسْطُورًا) مكتوبا مبينا، ومنه قول العجاج;واعْلَــمْ بـأنَّ ذَا الجَـلالِ قَـدْ قَـدَرْفـي الكُـتُبِ الأولـى التـي كان سَطَرْأمْرَكَ هذَا فاحْتَفِظْ فِيهِ النَّهَرْ (5)------------------------الهوامش;(5) هذه أبيات ثلاثة من مشطور الرجز للعجاج بن رؤبة من أرجوزة مطولة عدة أبياتها 229 بيتا يمدح بها عمر بن عبيد الله ابن معمر، (انظر ديوان العجاج صبع ليبسج سنة 1903 ص 15-21). وفيه "الصحف" في موضع; "الكتب". و (فاعلم) في موضع واعلم. وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة (1; 383) وقال; مسطورا أي مبينا مكتوبا وفي روايته النتر بفتح النون والتاء. وقال; النتر; الخديعة. وفي (اللسان; نتر); والنتر بالتحريك; الفساد والضياع، قال العجاج; "واعلم... إلخ" الأبيات.
أي: ما من قرية من القرى المكذبة للرسل إلا لا بد أن يصيبهم هلاك قبل يوم القيامة أو عذاب شديد كتاب كتبه الله وقضاء أبرمه، لا بد من وقوعه، فليبادر المكذبون بالإنابة إلى الله وتصديق رسله قبل أن تتم عليهم كلمة العذاب، ويحق عليهم القول.
(الواو) استئنافيّة
(إن) نافية
(من) زائدة
(قرية) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ
(إلّا) أداة حصر
(نحن) ضمير منفصل مبتدأ
(مهلكوها) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.. و (ها) ضمير مضاف إليه
(قبل) ظرف زمان منصوب متعلّق بـ (مهلكوها) ،
(يوم) مضاف إليه مجرور
(القيامة) مضاف إليه مجرور
(أو) حرف عطف
(معذّبوها) معطوف على
(مهلكوها) يعرب مثله
(عذابا) مفعول مطلق منصوب عامله اسم الفاعل معذوبها
(شديدا) نعت لـ (عذابا) منصوبـ (كان ... مسطورا) مثل كان محذورا ،
(ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع اسم كان.. و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطابـ (في الكتاب) جارّ ومجرور متعلّق بـ (مسطورا) .
جملة: «إن من قرية ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «نحن مهلكوها ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(قرية) وجملة: «كان ذلك ... مسطورا» لا محلّ لها استئناف بيانيّ 59-
(الواو) عاطفة
(ما) نافية
(منعنا) فعل ماض، و (نا) ضمير مفعول به
(أن) حرف مصدريّ ونصبـ (نرسل) مضارع منصوب، والفاعل نحن للتعظيم
(بالآيات) جارّ ومجرور متعلّق بحال من مفعول نرسل المقدّر أي نرسل نبيّا متلبّسا بالآيات ، والمصدر المؤوّلـ (أن نرسل ... ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق بـ (منعنا) أي منعنا من أن نرسلـ (إلّا) أداة حصر
(أن) حرف مصدريّ
(كذّب) فعل ماض
(الباء) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (كذّب) ،
(الأوّلون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو.
والمصدر المؤوّلـ (أن كذّب ... ) في محلّ رفع فاعل منع
(الواو) حالية
(آتينا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) ضمير فاعلـ (ثمود) مفعول به أوّل منصوب ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة
(الناقة) مفعول به ثان منصوبـ (مبصرة) حال منصوبة
(الفاء) عاطفة
(ظلموا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. و (الواو) فاعلـ (الباء) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (ظلموا) بتضمينه معنى كفروا
(الواو) عاطفة
(ما) نافية
(نرسل بالآيات) مثل الأولى، والفعل مرفوع..
(إلّا) مثل الأولى
(تخويفا) مفعول لأجله منصوب .
جملة: «ما منعنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إن من قرية ...وجملة: «نرسل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أنّ) وجملة: «كذّب بها الأوّلون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) الثاني وجملة: «آتينا ... » لا محلّ لها اعتراضيّة ، وجملة: «ظلموا بها ... » لا محلّ لها معطوفة على الاعتراضيّة وجملة: «ما نرسل بالآيات إلّا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة منعنا
- القرآن الكريم - الإسراء١٧ :٥٨
Al-Isra'17:58