الرسم العثمانيوَلَمْ تَكُن لَّهُۥ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُۥ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا
الـرسـم الإمـلائـيوَلَمۡ تَكُنۡ لَّهٗ فِئَةٌ يَّـنۡصُرُوۡنَهٗ مِنۡ دُوۡنِ اللّٰهِ وَمَا كَانَ مُنۡتَصِرًا ؕ
تفسير ميسر:
ولم تكن له جماعة ممن افتخر بهم يمنعونه مِن عقاب الله النازل به، وما كان ممتنعًا بنفسه وقوته.
ولم تكن له فئة " أي عشيرة أو ولد كما افتخر بهم واستعز " ينصرونه من دون الله وما كان منتصرًا هنالك الولاية لله الحق " اختلف القراء ههنا فمنهم من يقف على قوله " وما كان منتصرًا هنالك " أي في ذلك الموطن الذي حل به عذاب الله فلا منقذ له منه.
قوله تعالى ; ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا قوله تعالى ; ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله فئة اسم تكن وله الخبر . ينصرونه في موضع الصفة ، أي فئة ناصرة . ويجوز أن يكون ينصرونه الخبر . والوجه الأول عند سيبويه أولى لأنه قد تقدم له . وأبو العباس يخالفه ، ويحتج بقول الله - عز وجل - ولم يكن له كفوا أحد . وقد أجاز سيبويه الآخر . وينصرونه على معنى فئة ; لأن معناها أقوام ، ولو كان على اللفظ لقال ولم تكن له فئة تنصره ; أي فرقة وجماعة يلتجئ إليهم .وما كان منتصرا أي ممتنعا ; قاله قتادة . وقيل ; مستردا بدل ما ذهب منه . وقد تقدم اشتقاق الفئة في " آل عمران " . والهاء عوض من الياء التي نقصت من وسطه ، أصله [ ص; 367 ] فيء مثل فيع ; لأنه من فاء ، ويجمع على فئون وفئات ، مثل شيات ولدات ومئات . أي لم تكن له عشيرة يمنعونه من عذاب الله ، وضل عنه من افتخر بهم من الخدم والولد .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا (43)يقول تعالى ذكره; ولم يكن لصاحب هاتين الجنتين فئة، وهم الجماعة ، كما قال عَجَّاح;كَمَا يَحُوزُ الفِئَةُ الكَمِيّ (4)وبنحو ما قلنا في ذلك، قال أهل التأويل، وإن خالف بعضهم في العبارة عنه عبارتنا، فإن معناهم نظير معنانا فيه.* ذكر من قال ذلك;حدثني محمد بن عمرو، قال; ثنا أبو عاصم، قال; ثنا عيسى " ح " ، وحدثني الحارث، قال; ثنا الحسن، قال; ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله عز وجل; (وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ) قال; عشيرته.حدثنا القاسم، قال; ثنا الحسين، قال; ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة (وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ) ; أي جند ينصرونه ، وقوله; (يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ) يقول; يمنعونه من عقاب الله وعذاب الله إذا عاقبه وعذّبه.وقوله (وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا) يقول; ولم يكن ممتنعا من عذاب الله إذا عذّبه.كما حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة (وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا) ; أي ممتنعا.
{ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا } أي: لما نزل العذاب بجنته، ذهب عنه ما كان يفتخر به من قوله لصاحبه: { أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا } فلم يدفعوا عنه من العذاب شيئا، أشد ما كان إليهم حاجة، وما كان بنفس منتصرا، وكيف ينتصر، أي: يكون له أنصارا على قضاء الله وقدره الذي إذا أمضاه وقدره، لو اجتمع أهل السماء والأرض على إزالة شيء منه، لم يقدروا؟\" ولا يستبعد من رحمة الله ولطفه، أن صاحب هذه الجنة، التي أحيط بها، تحسنت حاله، ورزقه الله الإنابة إليه، وراجع رشده، وذهب تمرده وطغيانه، بدليل أنه أظهر الندم على شركه بربه، وأن الله أذهب عنه ما يطغيه، وعاقبه في الدنيا، وإذا أراد الله بعبد خيرا عجل له العقوبة في الدنيا. وفضل الله لا تحيط به الأوهام والعقول، ولا ينكره إلا ظالم جهول.
(الواو) استئنافيّة
(لم) حرف نفي وجزم
(تكن) مضارع مجزوم
(اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم
(فئة) اسم تكن مرفوع
(ينصرونه) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل، و (الهاء) ضمير مفعول به
(الواو) عاطفة
(ما) نافية
(كان) ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (منتصرا) خبر كان منصوب.
جملة: «لم تكن له فئة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ينصرونه ... » في محلّ رفع نعت لفئة.
وجملة: «ما كان منتصرا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة ،
- القرآن الكريم - الكهف١٨ :٤٣
Al-Kahf18:43