الرسم العثمانيوَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِى نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْـًٔا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنفَعُهَا شَفٰعَةٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ
الـرسـم الإمـلائـيوَاتَّقُوۡا يَوۡمًا لَّا تَجۡزِىۡ نَفۡسٌ عَنۡ نَّفۡسٍ شَيۡـًٔـا وَّلَا يُقۡبَلُ مِنۡهَا عَدۡلٌ وَّلَا تَنۡفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَّلَا هُمۡ يُنۡصَرُوۡنَ
تفسير ميسر:
وخافوا أهوال يوم الحساب إذ لا تغني نفس عن نفس شيئًا، ولا يقبل الله منها فدية تنجيها من العذاب، ولا تنفعها وساطة، ولا أحد ينصرها.
وقد تقدم نظير هذه الآية في صدر السورة وكررت ههنا للتأكيد والحث على اتباع الرسول النبي الأمي الذي يجدون صفته في كتبهم ونعته واسمه وأمره وأمته فحذرهم من كتمان هذا وكتمان ما أنعم به عليهم وأمرهم أن يذكروا نعمة اللّه عليهم من النعم الدنيوية والدينية ولا يحسدوا بني عمهم من العرب على ما رزقهم اللّه من إرسال الرسول الخاتم منهم ولا يحملهم ذلك الحسد على مخالفته وتكذيبه والحيد عن موافقته صلوات اللّه وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين.
القول في تأويل قوله ; وَاتَّقُوا يَوْمًا لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (123)قال أبو جعفر ; وهذه الآية ترهيب من الله جل ثناؤه للذين سلفت عظته إياهم بما وعظهم به في الآية قبلها. يقول الله لهم; واتقوا - يا معشر بني إسرائيل المبدلين كتابي وتنـزيلي ، المحرفين تأويله عن وجهه ، المكذبين برسولي محمد صلى الله عليه وسلم - عذاب يوم لا تقضي فيه نفس عن نفس شيئا ، ولا تغني عنها غناء ، أن تهلكوا على ما أنتم عليه من كفركم بي ، وتكذيبكم رسولي ، فتموتوا عليه، فإنه يوم لا يقبل من نفس فيما لزمها فدية ، ولا يشفع فيما وجب عليها من حق لها شافع ، ولا هي ينصرها ناصر من الله إذا انتقم منها بمعصيتها إياه. (16)* * *وقد مضى البيان عن كل معاني هذه الآية في نظيرتها قبل ، فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع. (17)------------الهوامش ;(16) في المطبوعة ; "ولا هم ينصرهم" ، وهو خطأ ، صوابه ما أثبت .(17) انظر ما سلف في هذا الجزء 2 ; 26 - 36 .
يخبر تعالى أن الذين آتاهم الكتاب, ومنَّ عليهم به منة مطلقة, أنهم { يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ } أي: يتبعونه حق اتباعه, والتلاوة: الاتباع، فيحلون حلاله, ويحرمون حرامه, ويعملون بمحكمه, ويؤمنون بمتشابهه، وهؤلاء هم السعداء من أهل الكتاب, الذين عرفوا نعمة الله وشكروها, وآمنوا بكل الرسل, ولم يفرقوا بين أحد منهم. فهؤلاء, هم المؤمنون حقا, لا من قال منهم: { نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه } ولهذا توعدهم بقوله { وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } وقد تقدم تفسير الآية التي بعدها.
(الواو) عاطفة
(اتّقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.الواو فاعلـ (يوما) مفعول به منصوب على حذف مضاف أي: عذاب يوم
(لا) نافية
(تجزي) مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة
(نفس) فاعل مرفوع
(عن نفس) جارّ ومجرور متعلّق بـ (تجزي) ،
(شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر منصوبـ (الواو) عاطفة
(لا) نافية
(يقبل) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع
(من) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّقبـ (يقبل) ،
(عدل) نائب فاعل مرفوع
(الواو) عاطفة
(لا) نافية
(تنفع) مضارع مرفوع و (ها) ضمير مفعول به
(شفاعة) فاعل مرفوع
(ولا) مثل السابق
(هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ
(ينصرون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. و (الواو) نائب فاعل جملة: «اتقوا يوما» لا محلّ لها معطوفة على جملة النداء في الآية السابقة وجملة: «لا تجزي نفس..» في محلّ نصب نعت لـ (يوما) ، والرابط محذوف تقديره فيه ،وجملة: «لا يقبل منها عدل» في محلّ نصب معطوفة على جملة تجزي ، وجملة: «لا تنفعها شفاعة» في محلّ نصب معطوفة على جملة تجزي،وجملة: «لا هم ينصرون» في محلّ نصب معطوفة على جملة تجزي،وجملة: «ينصرون» في محل رفع خبر المبتدأ
(هم)
- القرآن الكريم - البقرة٢ :١٢٣
Al-Baqarah2:123