وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُّسَمًّى
وَلَوۡلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتۡ مِنۡ رَّبِّكَ لَــكَانَ لِزَامًا وَّاَجَلٌ مُّسَمًّىؕ
تفسير ميسر:
ولولا كلمة سبقت من ربك وأجل مسمى عنده للازمهم الهلاك عاجلا، لأنهم يستحقونه؛ بسبب كفرهم.
قال تعالى "ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى" أي لولا الكلمة السابقة من الله وهو أنه لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه والأجل المسمى الذي ضربه الله تعالى لهؤلاء المكذبين إلى مدة معينة لجاءهم العذاب بغتة.
قوله تعالى ; ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما فيه تقديم وتأخير ؛ أي ولولا كلمة سبقت من ربك وأجل مسمى لكان لزاما ؛ قاله قتادة . واللزام الملازمة ؛ أي لكان العذاب لازما لهم . وأضمر اسم كان . وأجل مسمى قال الزجاج ; عطف على كلمة . قتادة ; والمراد القيامة ؛ وقاله القتبي . وقيل تأخيرهم إلى يوم بدر .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى (129)يقول تعالى ذكره ( وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ ) يا محمد أن كلّ من قضى له أجلا فإنه لا يخترمه قبل بلوغه أجله ( وَأَجَلٌ مُسَمًّى ) يقول; ووقت مسمى عند ربك سماه لهم في أمّ الكتاب وخطه فيه، هم بالغوه ومستوفوه ( لَكَانَ لِزَامًا ) يقول; للازمهم الهلاك عاجلا وهو مصدر من قول القائل; لازم فلان فلانا يلازمه ملازمة ولزاما; إذا لم يفارقه، وقدّم قوله ( لَكَانَ لِزَامًا ) قبل قوله ( وَأَجَلٌ مُسَمًّى ) ومعنى الكلام; ولولا كلمة سبقت من ربك وأجل مسمى لكان لزاما، فاصبر على ما يقولون.وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثني محمد بن عمرو، قال; ثنا أبو عاصم، قال; ثنا عيسى ، وحدثني الحارث، قال; ثنا الحسن، قال; ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله ( وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى ) الأجل المسمى; الدنيا.حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى ) وهذه من مقاديم الكلام، يقول; لولا كلمة سبقت من ربك إلى (1) .أجل مسمى كان لزاما، والأجل المسمى، الساعة، لأن الله تعالى يقول بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ .حدثني يونس، قال; أخبرنا ابن وهب، قال; قال ابن زيد، في قوله ( وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى ) قال; هذا مقدّم ومؤخر، ولولا كلمة سبقت من ربك وأجل مسمى لكان لزاما.واختلف أهل التأويل في معنى قوله ( لَكَانَ لِزَامًا ) فقال بعضهم; معناه; لكان موتا.* ذكر من قال ذلك;حدثني عليّ قال; ثني أبو صالح، قال; ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله ( لَكَانَ لِزَامًا ) يقول; موتا.وقال آخرون; معناه لكان قتلا.* ذكر من قال ذلك;حدثني يونس، قال; أخبرنا ابن وهب، قال; قال ابن زيد ( لَكَانَ لِزَامًا ) واللزوم; القتل.---------------الهوامش ;(1) لعله يريد ; لولا أن الله سبقت كلمته بتأخير عذابهم إلى أجل مسمى . ويجوز أن تكون " إلى " وضعت في موضع واو العطف سهوًا من الناسخ .
هذا تسلية للرسول، وتصبير له عن المبادرة إلى إهلاك المكذبين المعرضين، وأن كفرهم وتكذيبهم سبب صالح لحلول العذاب بهم، ولزومه لهم، لأن الله جعل العقوبات سببا وناشئا عن الذنوب، ملازما لها، وهؤلاء قد أتوا بالسبب، ولكن الذي أخره عنهم كلمة ربك، المتضمنة لإمهالهم وتأخيرهم، وضرب الأجل المسمى، فالأجل المسمى ونفوذ كلمة الله، هو الذي أخر عنهم العقوبة إلى إبان وقتها، ولعلهم يراجعون أمر الله، فيتوب عليهم، ويرفع عنهم العقوبة، إذا لم تحق عليهم الكلمة.
(الواو) استئنافيّة
(لولا) حرف امتناع لوجود فيه معنى الشرط
(كلمة) مبتدأ مرفوع، والخبر محذوف تقديره موجودة
(من ربّك) متعلّق بـ (سبقت) ،
(اللام) رابطة لجواب لولا، واسم
(كان) ضمير يعود على الإهلاك العاجلـ (الواو) عاطفة
(أجل) معطوف على كلمة مرفوع ،
(مسمّى) نعت لأجل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف.جملة: «كلمة سبقت ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «سبقت من ربّك ... » في محلّ رفع نعت لكلمة.
وجملة: «كان
(الإهلاك) لزاما ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
130-
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر
(على ما) متعلّق بـ (اصبر) ، و (ما) حرف مصدريّ ،
(بحمد) متعلّق بحال من فاعل سبّح أي متلبّسا بحمد ربّك
(قبل) ظرف زمان منصوب متعلّق بـ (سبّح) ،
(الواو) عاطفة
(قبل) الثاني معطوف على الأولـ (الواو) عاطفة
(من آناء) متعلّق بـ (سبّح) الثاني و (الفاء) زائدة للتزيين ،
(الواو) عاطفة
(أطراف) معطوف على قبل ومتعلّق بما تعلّق به، منصوبـ (ترضى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة، والفاعل أنت.
وجملة: «اصبر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن سمعت ما يؤذيك فاصبر.
وجملة: «يقولون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(ما) .
والمصدر المؤوّلـ (ما يقولون..) في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق بـ (اصبر) .
وجملة: «سبّح ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة اصبر.
وجملة: «سبّح
(الثانية) » معطوفة على جملة سبّح
(الأولى) .
وجملة: «لعلّك ترضى ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «ترضى ... » في محلّ رفع خبر لعلّ.