الرسم العثمانيقَالَ فَمَا خَطْبُكَ يٰسٰمِرِىُّ
الـرسـم الإمـلائـيقَالَ فَمَا خَطۡبُكَ يٰسَامِرِىُّ
تفسير ميسر:
قال موسى للسامري; فما شأنك يا سامري؟ وما الذي دعاك إلى ما فعلته؟
يقول موسى عليه السلام للسامري ما حملك على ما صنعت وما الذي عرض لك حتى فعلت ما فعلت قال محمد بن إسحاق عن حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال; كان السامري رجلا من أهل باجرما وكان من قوم يعبدون البقر وكان حب عبادة البقر في نفسه وكان قد أظهر الإسلام مع بني إسرائيل وكان اسمه موسى بن ظفر وفى رواية عن ابن عباس أنه كان من كرمان وقال قتادة كان من قرية سامرا.
فتركه موسى ثم أقبل على السامري ف قال فما خطبك يا سامري أي ، ما أمرك وشأنك ، وما الذي حملك على ما صنعت ؟ قال قتادة ; كان السامري عظيما في بني إسرائيل من قبيلة يقال لها سامرة ولكن عدو الله نافق بعد ما قطع البحر مع موسى ، فلما مرت بنو إسرائيل بالعمالقة وهم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة فاغتنمها السامري وعلم أنهم يميلون إلى عبادة العجل فاتخذ العجل .
وقوله ( قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي ) وفي هذا الكلام متروك، ترك ذكره استغناء بدلالة الكلام عليه، وهو; ثم أخذ موسى بلحية أخيه هارون ورأسه يجرّه إليه، فقال هارون ( يَا ابْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي ).وقوله ( إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي ) فاختلف أهل العلم في صفة التفريق بينهم، الذي خشيه هارون، فقال بعضهم; كان هارون خاف أن يسير بمن أطاعه، وأقام على دينه في أثر موسى، ويخلف عبدة العجل، وقد قَالُوا له لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى فيقول له موسى (فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي) بسيرك بطائفة، وتركك منهم طائفة وراءك.* ذكر من قال ذلك;حدثني يونس، قال; أخبرنا ابن وهب، قال ابن زيد، في قول الله تعالى ( ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعني أفعصيت أمري ) قَالَ (...... خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي) قال; خشيت أن يتبعني بعضهم ويتخلف بعضهم.وقال آخرون; بل معنى ذلك; خشيت أن نقتتل فيقتل بعضنا بعضا.* ذكر من قال ذلك;حدثنا القاسم، قال; ثنا الحسين، قال; ثني حجاج، عن ابن جريج ( إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي ) قال; كنا نكون فرقتين فيقتل بعضنا بعضا حتى نتفانى.قال أبو جعفر; وأولى القولين في ذلك بالصواب، القول الذي قاله ابن عباس من أن موسى عذل أخاه هارون على تركه اتباع أمره بمن اتبعه من أهل الإيمان، فقال له هارون; إني خشيت أن تقول، فرّقت بين جماعتهم، فتركت بعضهم وراءك، وجئت ببعضهم، وذلك بين في قول هارون للقوم يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي وفي جواب القوم له وقيلهم لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى .وقوله ( وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي ) يقول; ولم تنظر قولي وتحفظه، من مراقبة الرجل الشيء، وهي مناظرته بحفظه.كما حدثنا القاسم، قال; ثنا الحسين، قال; ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، قال; قال ابن عباس ( وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي ) قال; لم تحفظ قولي.
أي: ما شأنك يا سامري، حيث فعلت ما فعلت؟،
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر
(ما) اسم استفهام مبتدأ خبره
(خطبك) ،
(سامريّ) منادى مفرد علم مبني على الضم في محلّ نصب.
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما خطبك ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر مقترنة بالفاء..
والشرط المقدّر وجوابه في محلّ نصب مقول القول أي: إن ذكر أخي الحقيقة فما خطبك أنت؟
وجملة: «يا سامري ... » لا محلّ لها اعتراضيّة بين طرفي الحوار ... .
- القرآن الكريم - طه٢٠ :٩٥
Taha20:95