الرسم العثمانيقٰلَ رَبِّ احْكُم بِالْحَقِّ ۗ وَرَبُّنَا الرَّحْمٰنُ الْمُسْتَعَانُ عَلٰى مَا تَصِفُونَ
الـرسـم الإمـلائـيقٰلَ رَبِّ احۡكُمۡ بِالۡحَـقِّؕ وَرَبُّنَا الرَّحۡمٰنُ الۡمُسۡتَعَانُ عَلٰى مَا تَصِفُوۡنَ
تفسير ميسر:
قال النبي صلى الله عليه وسلم; ربِّ افصل بيننا وبين قومنا المكذبين بالقضاء الحق. ونسأل ربنا الرحمن، ونستعين به على ما تَصِفونه - أيها الكفار - من الشرك والتكذيب والافتراء عليه، وما تتوعدونا به من الظهور والغلبة.
" قال رب احكم بالحق " أي افصل بيننا وبين قومنا المكذبين بالحق قال قتادة كانت الأنبياء عليهم السلام يقولون ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين " وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول ذلك وعن مالك عن زيد بن أسلم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شهد غزاة قال " رب احكم بالحق " وقوله " وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون " أي على ما يقولون ويفترون من الكذب ويتنوعون في مقامات التكذيب والإفك والله المستعان عليكم في ذلك.آخر تفسير سورة الأنبياء ولله الحمد والمنة.
قوله تعالى ; قال رب احكم بالحق ختم السورة بأن أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بتفويض الأمر إليه وتوقع الفرج من عنده ، أي احكم بيني وبين هؤلاء المكذبين وانصرني عليهم . روى سعيد عن قتادة قال ; كانت الأنبياء تقول ; ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقول ; [ ص; 257 ] رب احكم بالحق فكان إذا لقي العدو يقول وهو يعلم أنه على الحق وعدوه على الباطل رب احكم بالحق أي اقض به . وقال أبو عبيدة ; الصفة هاهنا أقيمت مقام الموصوف والتقدير ; رب احكم بحكمك الحق . و رب في موضع نصب ، لأنه نداء مضاف . وقرأ أبو جعفر بن القعقاع وابن محيصن ( قل رب احكم بالحق ) بضم الباء . قال النحاس ; وهذا لحن عند النحويين ؛ لا يجوز عندهم رجل أقبل ، حتى تقول يا رجل أقبل أو ما أشبهه . وقرأ الضحاك وطلحة ويعقوب ( قال ربي أحكم بالحق ) بقطع الألف مفتوحة الكاف والميم مضمومة . أي قال محمد ربي أحكم بالحق من كل حاكم . وقرأ الجحدري ( قل ربي أحكم ) على معنى أحكم الأمور بالحق . وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون أي تصفونه من الكفر والتكذيب . وقرأ المفضل والسلمي ( على ما يصفون ) بالياء على الخبر . الباقون بالتاء على الخطاب .
يقول تعالى ذكره; قل يا محمد; يا رب افصل بيني وبين من كذّبني من مشركي قومي وكفر بك ، وعبد غيرك ، بإحلال عذابك ونقمتك بهم ، وذلك هو الحقّ الذي أمر الله تعالى نبيه أن يسأل ربه الحكم به ، وهو نظير قوله جلّ ثناؤه رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَوبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.ذكر من قال ذلك;حدثنا القاسم ، قال ; ثنا الحسين ، قال; ثني حجاج ، عن ابن جريج ، قال; قال ابن عباس ( قال رب احكم بالحقّ ) قال; لا يحكم بالحقّ إلا الله ، ولكن إنما استعجل بذلك في الدنيا ، يسأل ربه على قومه.حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال ; ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قَتادة; أن النبيّ صلى الله عليه وسلم ، كان إذا شهد قتالا قال ( رب احكم بالحق ).واختلفت القرّاء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قراء الأمصار ( قُلْ رَبّ احْكُمْ ) بكسر الباء ، ووصل الألف ألف احكم ، على وجه الدعاء والمسألة ، سوى أبي جعفر ، فإنه ضم الباء من الربّ ، على وجه نداء المفرد ، وغير الضحاك بن مزاحم ، فإنه روي عنه أنه كان يقرأ ذلك; (رَبّي أَحْكَمُ) على وجه الخبر بأن الله أحكم بالحقّ من كل حاكم ، فيثبت الياء في الربّ ، ويهمز الألف من أحكم ، ويرفع أحكم على أنه خبر للربُ تبارك وتعالى;والصواب من القراءة عندنا في ذلك; وصل الباء من الرب وكسرها باحكم ، وترك قطع الألف من احكم، على ما عليه قراء الأمصار ، لإجماع الحجة من القرّاء عليه وشذوذ ما خالفه . وأما الضحاك فإن في القراءة التي ذكرت عنه زيادة حرف على خط المصاحف ، ولا ينبغي أن يزاد ذلك فيها ، مع صحة معنى القراءة بترك زيادته ، وقد زعم بعضهم أن معنى قوله ( رب احكم بالحق ) قل; ربّ احكم بحكمك الحقّ ، ثم حذف الحكم الذي الحقّ نعت له، وأقيم الحقّ مقامه ، ولذلك وجه ، غير أن الذي قلناه أوضح وأشبه بما قاله أهل التأويل ، فلذلك اخترناه.وقوله ( وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ) يقول جلّ ثناؤه; وقل يا محمد; وربنا الذي يرحم عباده ويعمهم بنعمته ، الذي أستعينه عليكم فيما تقولون وتصفون من قولكم لي فيما أتيتكم به من عند الله هَلْ هَذَا إِلا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ وقولكم بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ وفي كذبكم على الله جلّ ثناؤه وقيلكم اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا فإنه هين عليه تغيير ذلك، وفصل ما بيني وبينكم بتعجيل العقوبة لكم على ما تصفون من ذلك .آخر تفسير سورة الأنبياء عليهم السلام
{ قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ } أي: بيننا وبين القوم الكافرين، فاستجاب الله هذا الدعاء، وحكم بينهم في الدنيا قبل الآخرة، بما عاقب الله به الكافرين من وقعة \" بدر \" وغيرها. { وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ } أي: نسأل ربنا الرحمن، ونستعين به على ما تصفون، من قولكم سنظهر عليكم، وسيضمحل دينكم، فنحن في هذا، لا نعجب بأنفسنا، ولا نتكل على حولنا وقوتنا، وإنما نستعين بالرحمن، الذي ناصية كل مخلوق بيده، ونرجوه أن يتم ما استعناه به من رحمته، وقد فعل، ولله الحمد.
(ربّ) مرّ إعرابه ،
(بالحقّ) متعلّق بـ (احكم) وقد أقيمت الصفة مكان الموصوف أي احكم بحكمك الحقّ
(الواو) واو العطف
(الرحمن) خبر المبتدأ مرفوع
(المستعان) خبر ثان مرفوع
(ما) حرف مصدريّ .والمصدر المؤوّلـ (ما تصفون..) في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق بـ (المستعان) .
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ربّ احكم ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «احكم ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «ربّنا الرحمن ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
- القرآن الكريم - الأنبياء٢١ :١١٢
Al-Anbiya'21:112