الرسم العثمانيوَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِّنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يٰوَيْلَنَآ إِنَّا كُنَّا ظٰلِمِينَ
الـرسـم الإمـلائـيوَلَٮِٕنۡ مَّسَّتۡهُمۡ نَفۡحَةٌ مِّنۡ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُوۡلُنَّ يٰوَيۡلَنَاۤ اِنَّا كُنَّا ظٰلِمِيۡنَ
تفسير ميسر:
لو أصاب الكفارَ نصيب من عذاب الله لعلموا عاقبة تكذيبهم، وقابلوا ذلك بالدعاء على أنفسهم بالهلاك؛ بسبب ظلمهم لأنفسهم بعبادتهم غير الله.
وقوله " ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يا ولينا إنا كنا ظالمين " أي ولئن مس هؤلاء المكذبين أدنى شيء من عذاب الله ليعترفون بذنوبهم وأنهم كانوا ظالمي أنفسهم في الدنيا.
قوله تعالى ; ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك قال ابن عباس ; طرف . قال قتادة ; عقوبة . ابن كيسان ; قليل وأدنى شيء ؛ مأخوذة من نفح المسك . قال [ قيس بن الخطيم ] ;وعمرة من سروات النساء تنفح بالمسك أردانهاابن جريج ; نصيب ؛ كما يقال ; نفح فلان لفلان من عطائه ، إذا أعطاه نصيبا من المال . قال الشاعر [ الرماح بن ميادة ] ;لما أتيتك أرجو فضل نائلكم نفحتني نفحة طابت لها العربأي طابت لها النفس . والنفحة في اللغة الدفعة اليسيرة ؛ فالمعنى ولئن مسهم أقل شيء من العذاب . ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين أي متعدين فيعترفون حين لا ينفعهم الاعتراف .
يقول تعالى ذكره; ولئن مست هؤلاء المستعجلين بالعذاب يا محمد نفحة من عذاب ربك، يعني بالنفحة النصيب والحظّ، من قولهم; نفح فلان لفلان من عطائه; إذا أعطاه قسما أو نصيبا من المال.كما حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ ). .. الآية، يقول; لئن أصابتهم عقوبة.وقوله ( لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ) يقول; لئن أصابتهم هذه النفحة من عقوبة ربك يا محمد بتكذيبهم بك وكفرهم، ليعلمن حينئذ غبّ تكذيبهم بك، وليعترفن على أنفسهم بنعمة الله وإحسانه إليهم وكفرانهم أياديه عندهم، وليقولن يا ويلنا إنا كان ظالمين في عبادتنا الآلهة والأنداد، وتركنا عبادة الله الذي خلقنا وأنعم علينا، ووضعنا العبادة غير موضعها.
فلو مسهم { نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ ْ} أي: ولو جزءا يسيرا ولا يسير من عذابه، { لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ْ} أي: لم يكن قولهم إلا الدعاء بالويل والثبور، والندم، والاعتراف بظلمهم وكفرهم واستحقاقهم للعذاب.
(الواو) استئنافيّة
(اللام) موطّئة للقسم
(إن) حرف شرط جازم
(مسّتهم) فعل ماض مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط
(من عذاب) متعلّق بنعت لنفحة
(اللام) لام القسم
(يقولنّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، و (الواو) المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، و (النون) نون التوكيد
(يا) أداة تنبيه
(ويلنا) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب.. و (نا) مضاف إليه .
جملة: «مسّتهم نفحة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.وجملة: «يقولنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
جملة: «ويلنا» لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.
وجملة: «إنّا كنّا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كنّا ظالمين» في محلّ رفع خبر إنّ.
- القرآن الكريم - الأنبياء٢١ :٤٦
Al-Anbiya'21:46