الرسم العثمانيقُلْ يٰٓأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَآ أَنَا۠ لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ
الـرسـم الإمـلائـيقُلۡ يٰۤاَيُّهَا النَّاسُ اِنَّمَاۤ اَنَا لَـكُمۡ نَذِيۡرٌ مُّبِيۡنٌۚ
تفسير ميسر:
قل - أيها الرسول -; يا أيها الناس ما أنا إلا منذر لكم مبلِّغ عن الله رسالته. فالذين آمنوا بالله ورسوله، واستقر ذلك في قلوبهم، وعملوا الأعمال الصالحة، لهم عند الله عفو عن ذنوبهم ومغفرة يستر بها ما صدر عنهم من معصية، ورزق حسن لا ينقطع وهو الجنة. والذين اجتهدوا في الكيد لإبطال آيات القرآن بالتكذيب مشاقين مغالبين، أولئك هم أهل النار الموقدة، يدخلونها ويبقون فيها أبدًا.
يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم حين طلب منه الكفار وقوع العذاب واستعجلوه به " قل يا أيها الناس إنما أنا لكم نذير مبين " أي إنما أرسلني الله إليكم نذيرا لكم بين يدي عذاب شديد وليس إلي من حسابكم من شيء أمركم إلى الله إن شاء عجل لكم العذاب وإن شاء أخره عنكم وإن شاء تاب على من يتوب إليه وإن شاء أضل من كتب عليه الشقاوة وهو الفعال لما يشاء ويريد ويختار " لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب " و " إنما أنا لكم نذير مبين ".
قوله تعالى ; قل يا أيها الناس إنما أنا لكم نذير مبينقوله تعالى ; قل يا أيها الناس يعني أهل مكة . إنما أنا لكم نذير أي منذر مخوف . وقد تقدم في البقرة الإنذار في أولها . ( مبين ) أي أبين لكم ما تحتاجون إليه من أمر دينكم .
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم; قل يا محمد لمشركي قومك الذين يجادلونك في الله بغير علم, اتباعا منهم لكل شيطان مريد; ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ ) أنذركم عقاب الله أن ينـزل بكم في الدنيا، وعذابه في الآخرة أن تصلوه مبين; يقول; أبين لكم إنذاري ذلك وأظهره، لتنيبوا من شرككم وتحذروا ما أنذركم من ذلك، لا أملك لكم غير ذلك, فأما تعجيل العقاب وتأخيره الذي تستعجلونني به، فإلى الله ليس ذلك إليّ، ولا أقدر عليه؛ ثم وصف نذارته وبشارته, ولم يجر للبشارة ذكر, ولما ذكرت النذارة على عمل علم أن البشارة على خلافه.
يأمر تعالى عبده ورسوله محمدا صلى الله عليه وسلم أن يخاطب الناس جميعا، بأنه رسول الله حقا، مبشرا للمؤمنين بثواب الله، منذرا للكافرين والظالمين من عقابه، وقوله: { مُبِينٌ } أي: بين الإنذار، وهو التخويف مع الإعلام بالمخوف، وذلك لأنه أقام البراهين الساطعة على صدق ما أنذرهم به
(أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب، و (ها) للتنبيه
(الناس) بدل من أيّ- أو عطف بيان- تبعه في الرفع لفظا
(لكم) متعلّق بـ (نذير) خبر المبتدأ أنا.
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «النداء وجوابها ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أنا لكم نذير ... » لا محلّ لها جواب النداء.
(الفاء) عاطفة تفريعيّة
(الذين) موصول مبتدأ في محلّ رفع
(لهم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ
(مغفرة) .
وجملة: «الذين آمنوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «لهم مغفرة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(الذين) .
(الواو) عاطفة
(الذين) مبتدأ
(في آياتنا) متعلّق بـ (سعوا) بتضمينه معنى هدّموا، أو اجتهدوا في إبطالها
(معاجزين) حال من فاعل سعوا، منصوب وعلامة النصب الياء
(أولئك) اسم إشارة مبتدأ خبره
(أصحاب) مرفوع.
وجملة: «الذين سعوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين آمنوا..
وجملة: «سعوا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «أولئك أصحاب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(الذين) .
- القرآن الكريم - الحج٢٢ :٤٩
Al-Hajj22:49