الرسم العثمانيقٰلَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا ۖ لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
الـرسـم الإمـلائـيقٰلَ اِنۡ لَّبِثۡـتُمۡ اِلَّا قَلِيۡلًا لَّوۡ اَنَّكُمۡ كُنۡتُمۡ تَعۡلَمُوۡنَ
تفسير ميسر:
قال لهم; ما لبثتم إلا وقتًا قليلا لو صبرتم فيه على طاعة الله لفزتم بالجنة، لو كان عندكم علم بذلك؛ وذلك لأن مدة مكثهم في الدنيا قليلة جدا بالنسبة إلى طول مدتهم خالدين في النار.
" قال إن لبثتم إلا قليلا " أي مدة يسيرة على كل تقدير " لو أنكم كنتم تعلمون " أي لما آثرتم الفاني على الباقي ولما تصرفتم لأنفسكم هذا التصرف السيء ولا استحققتم من الله سخطه في تلك المدة اليسيرة فلو أنكم صبرتم على طاعة الله وعبادته كما فعل المؤمنون لفزتم كما فازوا قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا محمد بن يونس حدثنا الوليد حدثنا صفوان عن أيفع بن عبد الكلاعي أنه سمعه يخطب الناس فقال; قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله إذا أدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار قال يا أهل الجنة كم لبثتم في الأرض عدد سنين؟ قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم قال لنعم ما اتجرتم في يوم أو بعض يوم رحمتي ورضواني وجنتي امكثوا فيها خالدين مخلدين ثم قال يا أهل النار كم لبثتم في الأرض عدد سنين؟ قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فيقول بئس ما اتجرتم في يوم أو بعض يوم ناري وسخطي امكثوا فيها خالدين مخلدين ".
( قال إن لبثتم إلا قليلا ) الباقون قال على الخبر ، على ما ذكر من التأويل في الأول ؛ أي ما لبثتم في الأرض إلا قليلا ؛ وذلك أن مكثهم في القبور وإن طال كان متناهيا . وقيل ; هو قليل بالنسبة إلى مكثهم في النار ؛ لأنه لا نهاية له . لو أنكم كنتم تعلمون ذلك .
اختلفت القرّاء في قراءة قوله; ( قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلا قَلِيلا ) اختلافهم في قراءة قوله; قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ والقول عندنا في ذلك في هذا الموضع، نحو القول الذي بيَّناه قبل في قوله; كَمْ لَبِثْتُمْ وتأويل الكلام على قراءتنا; قال الله لهم; ما لبثتم في الأرض إلا قليلا يسيرا، لو أنكم كنتم تعلمون قدر لبثكم فيها.
فقال لهم: { إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا } سواء عينتم عدده، أم لا { لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ }
(إن) نافية
(إلّا) للحصر
(قليلا) ظرف زمان منصوب لأنه صفته، أي: لبثتم عددا قليلا من السنين ،
(لو) حرف شرط غير جازم- امتناع لامتناع-، ومفعولـ (تعلمون) محذوف أي مقدار لبثكم.
والمصدر المؤوّلـ (أنّكم كنتم ... ) في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت.
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إن لبثتم إلّا قليلا» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لو (ثبت) أنّكم ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول..
وجواب لو محذوف أي لعلمتم قلّة لبثكم.. أو لما أجبتم بهذه المدّة.. أو لكان قليلا.. إلخ.
وجملة: «كنتم تعلمون ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «تعلمون» في محلّ نصب خبر كنتم.
115-
(الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ
(الفاء) عاطفة
(أنّما) كافّة ومكفوفة
(عبثا)مصدر في موضع الحال أي عابثين
(إلينا) متعلّق بـ (ترجعون) ، و (الواو) فيه نائب الفاعل.
وجملة: «حسبتم ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي أغفلتم فحسبتم.. أو أتجاهلتم فحسبتم..
والمصدر المؤوّلـ (أنّما خلقناكم ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي حسب .
والمصدر المؤوّلـ (أنّكم إلينا لا ترجعون) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل السابق.
وجملة: «لا ترجعون» في محلّ رفع خبر أنّ.
- القرآن الكريم - المؤمنون٢٣ :١١٤
Al-Mu'minun23:114