الرسم العثمانيوَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ
الـرسـم الإمـلائـيوَالَّذِيۡنَ هُمۡ عَنِ اللَّغۡوِ مُعۡرِضُوۡنَۙ
تفسير ميسر:
والذين هم تاركون لكل ما لا خير فيه من الأقوال والأفعال.
وقوله " والذين هم عن اللغو معرضون " أي عن الباطل وهو يشتمل الشرك كما قاله بعضهم والمعاصي قاله آخرون وما لا فائدة فيه من الأقوال والأفعال كما قال تعالى " وإذا مروا باللغو مروا كراما " قال قتادة; أتاهم والله من أمر الله ما وقفهم عن ذلك.
وتقدم في ( البقرة ) معنى اللغو والزكاة فلا معنى للإعادة . وقال الضحاك ; إن اللغو هنا الشرك . وقال الحسن ; إنه المعاصي كلها . فهذا قول جامع يدخل فيه قول من قال ; هو الشرك ؛ وقول من قال هو الغناء ؛ كما روى مالك بن أنس ، عن محمد بن المنكدر ، على ما يأتي في ( لقمان ) بيانه .
وقوله ; ( وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ) يقول تعالى ذكره; والذين هم عن الباطل وما يكرهه الله من خلقه معرضون.وبنحو الذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التأويل.*ذكر من قال ذلك;حدثني عليّ، قال; ثنا عبد الله، قال; ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله; ( وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ) يقول; الباطل.حدثنا ابن عبد الأعلى، قال; ثنا ابن ثور، عن معمر، عن الحسن; ( عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ) قال; عن المعاصي.حدثنا الحسن، قال; أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الحسن، مثله.حدثني يونس، قال; أخبرنا ابن وهب، قال; قال ابن زيد، في قوله; ( وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ) قال; النبي صلى الله عليه وسلم، ومن معه من صحابته، ممن آمن به واتبعه وصدقه كانوا " عن اللغو معرضون ".
{ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ } وهو الكلام الذي لا خير فيه ولا فائدة، { مُعْرِضُونَ } رغبة عنه، وتنزيها لأنفسهم، وترفعا عنه، وإذا مروا باللغو مروا كراما، وإذا كانوا معرضين عن اللغو، فإعراضهم عن المحرم من باب أولى وأحرى، وإذا ملك العبد لسانه وخزنه -إلا في الخير- كان مالكا لأمره، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل حين وصاه بوصايا قال: \" ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ \" قلت: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسان نفسه وقال: \" كف عليك هذا \" فالمؤمنون من صفاتهم الحميدة، كف ألسنتهم عن اللغو والمحرمات.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - المؤمنون٢٣ :٣
Al-Mu'minun23:3