فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنٰهُمْ غُثَآءً ۚ فَبُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظّٰلِمِينَ
فَاَخَذَتۡهُمُ الصَّيۡحَةُ بِالۡحَـقِّ فَجَعَلۡنٰهُمۡ غُثَآءًۚ فَبُعۡدًا لِّـلۡقَوۡمِ الظّٰلِمِيۡنَ
تفسير ميسر:
ولم يلبثوا أن جاءتهم صيحة شديدة مع ريح، أهلكهم الله بها، فماتوا جميعًا، وأصبحوا كغثاء السيل الذي يطفو على الماء، فهلاكًا لهؤلاء الظالمين وبُعْدًا لهم من رحمة الله، فليحذر السامعون أن يكذبوا رسولهم، فيحل بهم ما حل بسابقيهم.
" فأخذتهم الصيحة بالحق " أي وكانوا يستحقون ذلك من الله بكفرهم وطغيانهم والظاهر أنه اجتمع عليهم صيحة مع الريح الصرصر العاصف القوي البارد " تدمر كل شيء بأمر ربها فأصبحوا لا يُرى إلا مساكنهم " وقوله " فجعلناهم غثاء " أي صرعى هلكى كغثاء السيل وهو الشيء الحقير التافه الهالك الذي لا ينتفع بشيء منه " فبعدا للقوم الظالمين " كقوله " وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين " أي بكفرهم وعنادهم ومخالفة رسول الله فليحذر السامعون أن يكذبوا رسولهم.
فأخذتهم الصيحة بالحق في التفاسير ; صاح بهم جبريل - عليه السلام - صيحة واحدة مع الريح التي أهلكهم الله تعالى بها فماتوا عن آخرهم . فجعلناهم غثاء أي هلكى هامدين كغثاء السيل ، وهو ما يحمله من بالي الشجر من الحشيش والقصب مما يبس وتفتت . فبعدا للقوم الظالمين أي هلاكا لهم . وقيل بعدا لهم من رحمة الله ؛ وهو منصوب على المصدر . ومثله سقيا له ورعيا .
يقول تعالى ذكره; فانتقمنا منهم، فأرسلنا عليهم الصيحة، فأخذتهم بالحقّ، وذلك أن الله عاقبهم باستحقاقهم العقاب منه بكفرهم به ، وتكذيبهم رسوله ( فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً ) يقول; فصيرناهم بمنـزلة الغثاء، وهو ما ارتفع على السيل ونحوه، كما لا ينتفع به في شيء فإنما هذا مثل، والمعنى; فأهلكناهم فجعلناهم كالشيء الذي لا منفعة فيه.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.*ذكر من قال ذلك;حدثني محمد بن سعد، قال; ثني أبي، قال; ثني عمي، قال; ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس; ( فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) يقول; جعلوا كالشيء الميت البالي من الشجر.حدثني محمد بن عمرو، قال; ثنا أبو عاصم، قال; ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال; ثنا الحسن، قال; ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد; ( غُثَاءً ) كالرميم الهامد، الذي يحتمل السيل.حدثنا القاسم، قال; ثنا الحسين، قال; ثني حجاج، عن ابن جُرَيج; ( فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً ) قال; كالرميم الهامد الذي يحتمل السيل.حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال; ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة; ( فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً ) قال; هو الشيء البالي.حدثنا الحسن، قال; أخبرنا عبد الرزاق، قال; أخبرنا معمر. عن قتادة، مثله.حدثني يونس، قال; أخبرنا ابن وهب، قال; قال ابن زيد، في قوله; ( فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً ) قال; هذا مثل ضربه الله.وقوله; ( فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) يقول; فأبعد الله القوم الكافرين بهلاكهم؛ إذ كفروا بربهم ، وعصوا رسله ، وظلموا أنفسهم.حدثنا القاسم، قال; ثنا الحسين، قال; ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مجاهد، قال; أولئك ثمود، يعني قوله; ( فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ).
{ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ } لا بالظلم والجور، بل بالعدل وظلمهم، أخذتهم الصيحة، فأهلكتهم عن آخرهم. { فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً } أي: هشيما يبسا بمنزلة غثاء السيل الملقى في جنبات الوادي، وقال في الآية الأخرى { إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ } { فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } أي: أتبعوا مع عذابهم، البعد واللعنة والذم من العالمين { فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ }
(الفاء) استئنافيّة
(بالحقّ) متعلّق بحال من الصيحة
(الفاء) عاطفة
(غثاء) مفعول به ثان منصوب عامله جعلناهم
(الفاء) عاطفة
(بعدا) مفعول مطلق لفعل محذوف أي ابعدوا بعدا
(للقوم) متعلّق بفعل محذوف تقديره قلنا .
جملة: «أخذتهم الصيحة ... » لا محلّ لها استئنافيّة .وجملة: «جعلناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أخذتهم الصيحة.
وجملة: «
(ابعدوا) بعدا ... » في محلّ نصب مقول القول للقول المقدّر..
وجملة القول المقدّر لا محلّ لها معطوفة على جملة أخذتهم الصيحة.
42-
(ثمّ) حرف عطف
(من بعدهم) متعلّق بـ (أنشأنا) .
وجملة: «أنشأنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أخذتهم الصيحة.
43-
(ما) نافية
(أمّة) مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل تسبق..
وجملة: «ما تسبق من أمّة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنشأنا .
وجملة: «ما يستأخرون» لا محلّ لها معطوفة على جملة ما تسبق.
44-
(تترى) مصدر في موضع الحال أي متتابعين ،
(كلّما) تركيب ظرفي متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب كذّبوه
(أمّة) مفعول به مقدّم منصوبـ (الفاء) عاطفة
(بعضا) مفعول به ثان منصوب عامله أتبعنا
(الواو) عاطفة
(أحاديث) مفعول به ثان منصوب عامله جعلناهم، ومنع من التنوين لأنه على صيغة منتهى الجموع
(الفاء) عاطفة
(بعدا لقوم لا يؤمنون) مثل بعدا للقوم الظالمين.. و (لا) نافية.
وجملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنشأنا.
وجملة: «جاء أمّة رسولها ... » في محلّ جرّ مضاف إليه .
وجملة: «كذّبوه ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «أتبعنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أرسلنا.
وجملة: «جعلناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أتبعنا.وجملة: «
(ابعدوا) بعدا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر، والقول المقدّر معطوف على جملة جعلناهم ...وجملة: «لا يؤمنون ... » في محلّ جرّ نعت لقوم.
45-
(هارون) عطف بيان من(أخاه) - أو بدل منه- منصوبـ (بآياتنا) متعلّق بحال من موسى..
وجملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أرسلنا رسلنا.
46-
(إلى فرعون) متعلّق بـ (أرسلنا) منع من الصرف للعلميّة والعجمة
(الفاء) عاطفة..
وجملة: «استكبروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أرسلنا موسى.
وجملة: «كانوا قوما ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استكبروا.
47-
(الفاء) عاطفة
(الهمزة) للاستفهام التعجّبيّ
(لبشرين) متعلّق بـ (نؤمن) ،
(مثلنا) نعت لبشرين مجرور مثله ،
(الواو) حاليّة
(لنا) متعلّق بـ (عابدون) الخبر.
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استكبروا.
وجملة: «نؤمن ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «قومهما لنا عابدون» في محلّ نصب حال.
48-
(الفاء) عاطفة في الموضعين
(من المهلكين) متعلّق بخبر كانوا ...وجملة: «كذّبوهما ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا.
وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّبوهما.
49-
(الواو) عاطفة
(اللام) لام القسم لقسم مقدّر
(الكتاب) مفعول به ثان منصوب، والضمير في(لعلّهم) يعود على قوم موسى.
وجملة: «آتينا ... » لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة: «لعلّهم يهتدون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يهتدون» في محلّ رفع خبر لعلّ.
50-
(الواو) عاطفة في المواضع الأربعة
(آية) مفعول به ثان عامله جعلنا
(إلى ربوة) متعلّق بـ (آويناهما)
(ذات) نعت لربوة مجرور
(معين) معطوف على قرار، مجرور، وهو نعت لمنعوت محذوف أي ماء معين.
وجملة: «جعلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آتينا موسى..
وجملة: «آويناهما ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلنا..
51-
(أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب.. و (ها) حرف تنبيه
(الرسل) بدل من أيّ، أو عطف بيان تبعه في الرفع لفظا
(من الطيّبات) متعلّق بـ (كلوا) ،
(ما) حرف مصدريّ ..
والمصدر المؤوّلـ (ما تعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بـ (عليم) خبر إنّ.
وجملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئناف مقرّر لما سبق.
وجملة: «كلوا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «اعملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: «إنّي.. عليم» لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليل بما سبق- وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(ما) .