الرسم العثمانيوَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوٓا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ
الـرسـم الإمـلائـيوَاِنۡ يَّكُنۡ لَّهُمُ الۡحَـقُّ يَاۡتُوۡۤا اِلَيۡهِ مُذۡعِنِيۡنَؕ
تفسير ميسر:
وإن يكن الحق في جانبهم فإنهم يأتون إلى النبي عليه الصلاة والسلام طائعين منقادين لحكمه؛ لعلمهم أنه يقضي بالحق.
أي وإذا كانت الحكومة لهم لا عليهم جاءوا سامعين مطيعين وهو معنى قوله "مذعنين" وإذا كانت الحكومة عليه أعرض ودعا إلى غير الحق وأحب أن يتحاكم إلى غير النبي صلى الله عليه وسلم ليروج باطله ثم فإذعانه أولا لم يكن عن اعتقاد منه أن ذلك هو الحق بل لأنه موافق لهواه ولهذا لما خالف الحق قصده عدل عنه إلى غيره.
الثانية ; قوله تعالى ; وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين أي طائعين منقادين ؛ لعلمهم أنه - عليه السلام - يحكم بالحق . يقال ; أذعن فلان لحكم فلان يذعن إذعانا . وقال النقاش ; مذعنين خاضعين ، مجاهد ; مسرعين . الأخفش وابن الأعرابي ; مقرين .
يقول تعالى ذكره; وإن يكن الحق لهؤلاء الذين يدعون إلى الله ورسوله ليحكم بينهم فيأبون ويعرضون عن الإجابة إلى ذلك، قِبَل الذين يدعونهم إلى الله ورسوله - يأتوا إلى رسول الله مذعنين، يقول; مذعنين منقادين لحكمه، مقرّين به طائعين غير مكرهين، يقال منه; قد أذعن فلان بحقه إذا أقرّ به طائعا غير مستكره وانقاد له وسلم.وكان مجاهد فيما ذكر عنه يقول في ذلك ما حدثنا القاسم، قال; ثنا الحسين، قال; ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مجاهد، قوله; ( يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ ) قال; سراعا.
{ وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ } أي: إلى حكم الشرع { مُذْعِنِينَ } وليس ذلك لأجل أنه حكم شرعي، وإنما ذلك لأجل موافقة أهوائهم، فليسوا ممدوحين في هذه الحال، ولو أتوا إليه مذعنين، لأن العبد حقيقة، من يتبع الحق فيما يحب ويكره، وفيما يسره ويحزنه، وأما الذي يتبع الشرع عند موافقة هواه، وينبذه عند مخالفته، ويقدم الهوى على الشرع، فليس بعبد على الحقيقة
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - النور٢٤ :٤٩
An-Nur24:49