الرسم العثمانيوَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى الْكِتٰبَ وَجَعَلْنَا مَعَهُۥٓ أَخَاهُ هٰرُونَ وَزِيرًا
الـرسـم الإمـلائـيوَلَقَدۡ اٰتَيۡنَا مُوۡسَى الۡكِتٰبَ وَجَعَلۡنَا مَعَهٗۤ اَخَاهُ هٰرُوۡنَ وَزِيۡرًا
تفسير ميسر:
ولقد آتينا موسى التوراة، وجعلنا معه أخاه هارون معينًا له، فقلنا لهما; اذهبا إلى فرعون وقومه الذين كذَّبوا بدلائل ربوبيتنا وألوهيتنا، فذهبا إليهم، فدَعَواهم إلى الإيمان بالله وطاعته وعدم الإشراك به، فكذَّبوهما، فأهلكناهم إهلاكًا عظيمًا.
يقول تعالى متوعدا من كذب رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم من مشركي قومه ومن خالفه ومحذرهم من عقابه وأليم عذابه مما أحله بالأمم الماضية المكذبين لرسله فبدأ بذكر موسى وأنه بعثه وجعل معه أخاه هارون وزيرا أي نبيا موازرا ومؤيدا وناصرا فكذبهما فرعون وجنوده.
قوله تعالى ; ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيراقوله تعالى ; ولقد آتينا موسى الكتاب يريد التوراة . وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا تقدم في ( طه ) فقلنا اذهبا الخطاب لهما . وقيل ; إنما أمر موسى صلى الله عليه وسلم بالذهاب وحده في المعنى . وهذا بمنزلة قوله ; نسيا حوتهما . وقوله ; يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان وإنما يخرج من أحدهما . قال النحاس ; وهذا مما لا ينبغي أن يجترأ به على كتاب الله تعالى ، وقد قال جل وعز ; فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى فأتياه فقولا إنا رسولا ربك . ونظير هذا ; ومن دونهما جنتان . وقد قال جل ثناؤه ; ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا قال القشيري ; وقوله في موضع آخر ; اذهب إلى فرعون إنه طغى لا ينافي هذا ; لأنهما إذا كانا مأمورين فكل واحد مأمور . ويجوز أن يقال ; أمر موسى أولا ، ثم لما قال ; واجعل لي وزيرا من أهلي قال ; اذهبا إلى فرعون .
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم يتوعد مشركي قومه على كفرهم بالله, وتكذيبهم رسوله ويخوّفهم من حلول نقمته بهم, نظير الذي يحلّ بمن كان قبلهم من الأمم المكذّبة رسلها ( وَلَقَدْ آتَيْنَا ) يا محمد ( مُوسَى الْكِتَابَ ) يعني التوراة, كالذي آتيناك من الفرقان وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا يعني معينا وظهيرا.
تفسير الايات من 35 الى 40 أشار تعالى إلى هذه القصص وقد بسطها في آيات أخر ليحذر المخاطبين من استمرارهم على تكذيب رسولهم فيصيبهم ما أصاب هؤلاء الأمم الذين قريبا منهم ويعرفون قصصهم بما استفاض واشتهر عنهم. ومنهم من يرون آثارهم عيانا كقوم صالح في الحجر وكالقرية التي أمطرت مطر السوء بحجارة من سجيل يمرون عليهم مصبحين وبالليل في أسفارهم، فإن أولئك الأمم ليسوا شرا منهم ورسلهم ليسوا خيرا من رسول هؤلاء { أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ } ولكن الذي منع هؤلاء من الإيمان -مع ما شاهدوا من الآيات- أنهم كانوا لا يرجون بعثا ولا نشورا، فلا يرجون لقاء ربهم ولا يخشون نكاله فلذلك استمروا على عنادهم، وإلا فقد جاءهم من الآيات ما لا يبقي معه شك ولا شبهة ولا إشكال ولا ارتياب.
(الواو) استئنافيّة
(اللام) لام القسم لقسم مقدّر
(قد) حرف تحقيق
(الكتاب) مفعول به ثان منصوبـ (معه) ظرف منصوب متعلّق بـ (جعلنا) ،
(هارون) عطف بيان- أو بدل- منصوب ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة
(وزيرا) مفعول به ثان منصوب.جملة: «آتينا ... » لا محلّ لها جواب القسم ... وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة.
وجملة: «جعلنا معه ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم.
(36)
(الفاء) عاطفة
(إلى القوم) متعلّق بـ (اذهبا) ،
(الذين) اسم موصول في محلّ جرّ نعت للقوم
(بآياتنا) متعلّق بـ (كذّبوا) ،
(الفاء) عاطفة
(تدميرا) مفعول مطلق منصوب.
وجملة: «قلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلنا.
وجملة: «اذهبا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «دمّرناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: فذهبا إليهم فكذّبوهما فدمّرناهم ...
- القرآن الكريم - الفرقان٢٥ :٣٥
Al-Furqan25:35