الرسم العثمانيأَلَّا تَعْلُوا عَلَىَّ وَأْتُونِى مُسْلِمِينَ
الـرسـم الإمـلائـياَلَّا تَعۡلُوۡا عَلَىَّ وَاۡتُوۡنِىۡ مُسۡلِمِيۡنَ
تفسير ميسر:
ثم بيَّنت ما فيه فقالت; إنه من سليمان، وإنه مفتتح بـ "بسم الله الرحمن الرحيم" ألا تتكبروا ولا تتعاظموا عما دعوتكم إليه، وأقْبِلوا إليَّ منقادين لله بالوحدانية والطاعة مسلمين له.
قال قتادة يقول لا تجبروا علي "وأتوني مسلمين" وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم لا تمتنعوا ولا تتكبروا علي وأتوني مسلمين قال ابن عباس موحدين وقال غيره مخلصين وقال سفيان بن عينة طائعين.
وأتوني مسلمين " أي منقادين طائعين مؤمنين .
وقوله (أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ) يقول; ألقي إليّ كتاب كريم ألا تعلوا عليّ.ففي " أنْ" وجهان من العربية; إن جعلت بدلا من الكتاب كانت رفعا بما رفع به الكتاب بدلا منه; وإن جعل معنى الكلام; إني ألقي إليّ كتاب كريم ألا تعلوا علي كانت نصبا بتعلق الكتاب بها.وعنى بقوله; (أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ ) ألا تتكبروا ولا تتعاظموا عما دعوتكم إليه.كما حدثني يونس, قال; أخبرنا ابن وهب, قال; قال ابن زيد في قوله; (أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ ) ألا تمتنعوا من الذي دعوتكم إليه إن امتنعتم جاهدتكم، فقلت لابن زيد; (أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ ) ألا تتكبروا علي؟ قال; نعم; قال; وقال ابن زيد; (أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ) ذلك في كتاب سليمان إليها. وقوله; (وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ) يقول; وأقبلوا إليّ مذعنين لله بالوحدانية والطاعة.
أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ أي: لا تكونوا فوقي بل اخضعوا تحت سلطاني، وانقادوا لأوامري وأقبلوا إلي مسلمين. وهذا في غاية الوجازة مع البيان التام فإنه تضمن نهيهم عن العلو عليه، والبقاء على حالهم التي هم عليها والانقياد لأمره والدخول تحت طاعته، ومجيئهم إليه ودعوتهم إلى الإسلام، وفيه استحباب ابتداء الكتب بالبسملة كاملة وتقديم الاسم في أول عنوان الكتاب.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - النمل٢٧ :٣١
An-Naml27:31