وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوٓا أَءِذَا كُنَّا تُرٰبًا وَءَابَآؤُنَآ أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ
وَقَالَ الَّذِيۡنَ كَفَرُوۡۤا ءَاِذَا كُنَّا تُرٰبًا وَّاٰبَآؤُنَاۤ اَٮِٕنَّا لَمُخۡرَجُوۡنَ
تفسير ميسر:
وقال الذين جحدوا وحدانية الله; أنحن وآباؤنا مبعوثون أحياء كهيئتنا من بعد مماتنا بعد أن صرنا ترابًا؟
يقول تعالى مخبرا عن منكري البعث من المشركين أنهم استبعدوا إعادة الأجساد بعد صيرورتها عظاما ورفاتا وترابا.
قوله تعالى ; وقال الذين كفروا أئذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لمخرجون لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين .قوله تعالى ; وقال الذين كفروا يعني مشركي مكة . أئذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لمخرجون هكذا يقرأ نافع هنا وفي سورة ; ( العنكبوت ) . وقرأ أبو عمرو باستفهامين إلا أنه خفف الهمزة . وقرأ عاصم وحمزة أيضا باستفهامين إلا أنهما حققا الهمزتين ، وكل ما ذكرناه في السورتين جميعا واحد . وقرأ الكسائي وابن عامر ورويس ويعقوب ; ( أئذا ) بمهزتين ( إننا ) بنونين على الخبر في هذه السورة ; وفي سورة ; ( العنكبوت ) باستفهامين ; قال أبو جعفر النحاس ; القراءة ( إذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لمخرجون ) موافقة للخط حسنة ، وقد عارض فيها أبو حاتم فقال - وهذا معنى كلامه - ; ( إذا ) ليس باستفهام و ( آينا ) استفهام وفيه ( إن ) فكيف يجوز أن يعمل ما في حيز الاستفهام فيما قبله ؟ ! وكيف يجوز أن يعمل ما بعد ( إن ) فيما قبلها ؟ ! وكيف يجوز ; غدا إن زيدا خارج ؟ ! فإذا كان فيه استفهام كان أبعد ، وهذا إذا سئل عنه كان مشكلا لما ذكره . وقال أبو جعفر ; وسمعت محمد بن الوليد يقول ; سألنا أبا العباس عن آية من القرآن صعبة مشكلة ، وهي قول الله تعالى ; وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد فقال ; إن عمل في ( إذا ) ; ( ينبئكم ) كان محالا ; لأنه لا ينبئهم ذلك الوقت ، وإن عمل فيه ما بعد ( إن ) كان المعنى صحيحا وكان ( خطأ ) في العربية أن يعمل ما قبل ( إن ) فيما بعدها ; وهذا سؤال بين رأيت أن يذكر في السورة التي هو فيها ; فأما أبو عبيد فمال إلى قراءة نافع ورد على من جمع بين استفهامين ، واستدل بقوله تعالى ; أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم وبقوله تعالى ; أفإن مت فهم الخالدون وهذا الرد على أبي عمرو وعاصم وحمزة وطلحة والأعرج لا يلزم منه شيء ، ولا يشبه ما جاء به من الآية شيئا ; والفرق بينهما أن الشرط وجوابه بمنزلة شيء واحد ; ومعنى ; أفإن مت فهم الخالدون أفإن مت خلدوا . ونظير هذا ; أزيد منطلق ، ولا يقال ; أزيد أمنطلق ; لأنها بمنزلة [ ص; 212 ] شيء واحد وليس كذلك الآية ; لأن الثاني جملة قائمة بنفسها فيصلح فيها الاستفهام ، والأول كلام يصلح فيه الاستفهام ; فأما من حذف الاستفهام من الثاني وأثبته في الأول فقرأ ; أئذا كنا ترابا وآباؤنا إننا فحذفه من الثاني ; لأن في الكلام دليلا عليه بمعنى الإنكار .
يقول تعالى ذكره; قال الذين كفروا بالله; أئنا لمخرجون من قبورنا أحياء, كهيئتنا من بعد مماتنا بعد أن كنا فيها ترابا قد بلينا؟.
{ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ } أي: هذا بعيد غير ممكن قاسوا قدرة كامل القدرة بقدرهم الضعيفة.
(الواو) استئنافيّة
(الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ
(إذا) ظرف للمستقبل متضمن معنى الشرط متعلّق بمحذوف يفسره ما بعده أي أنخرج إذا كنّا ...
(الواو) عاطفة
(آباؤنا) معطوف على الضمير المتّصل اسم كان مرفوع
(الهمزة) مثل الأولى
(اللام) المزحلقة للتوكيد.
وجملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة الشرط وفعله وجوابه في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كنّا..» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «إنّا لمخرجون» لا محلّ لها تفسير لجواب الشرط المقدّر.
(68)
(اللام) لام القسم لقسم مقدّر و (نا) ضمير نائب الفاعل للمبنيّ للمجهولـ (وعدنا) ،
(هذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب مفعول به
(نحن) ضمير منفصل في محلّ رفع توكيد للضمير المتّصل نائب الفاعلـ (آباؤنا) معطوف على الضمير المتّصلـ (نا) ، مرفوع
(قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق بـ (وعدنا) ،
(إن) نافية
(إلّا) أداة حصر
(أساطير) خبر المبتدأ
(هذا) .
وجملة: «وعدنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.وجملة: «إن هذا إلّا أساطير ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.