الرسم العثمانييٰمُوسٰىٓ إِنَّهُۥٓ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
الـرسـم الإمـلائـييٰمُوۡسٰۤى اِنَّـهٗۤ اَنَا اللّٰهُ الۡعَزِيۡزُ الۡحَكِيۡمُۙ
تفسير ميسر:
فلما جاء موسى النارَ ناداه الله وأخبره أن هذا مكانٌ قدَّسه الله وباركه فجعله موضعًا لتكليم موسى وإرساله، وأن الله بارك مَن في النار ومَن حولها مِنَ الملائكة، وتنزيهًا لله رب الخلائق عما لا يليق به. يا موسى إنه أنا الله المستحق للعبادة وحدي، العزيز الغالب في انتقامي من أعدائي، الحكيم في تدبير خلقي. وألق عصاك فألقاها فصارت حية، فلما رآها تتحرك في خفة تَحَرُّكَ الحية السريعة ولَّى هاربًا ولم يرجع إليها، فطمأنه الله بقوله; يا موسى لا تَخَفْ، إني لا يخاف لديَّ من أرسلتهم برسالتي، لكن مَن تجاوز الحدَّ بذنب، ثم تاب فبدَّل حُسْن التوبة بعد قبح الذنب، فإني غفور له رحيم به، فلا ييئس أحدٌ من رحمة الله ومغفرته. وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء كالثلج من غير بَرَص في جملة تسع معجزات، وهي مع اليد; العصا، والسنون، ونقص الثمرات، والطوفان، والجراد، والقُمَّل، والضفادع، والدم؛ لتأييدك في رسالتك إلى فرعون وقومه، إنهم كانوا قومًا خارجين عن أمر الله كافرين به.
أعلمه أن الذي يخاطبه ويناجيه هو ربه الله العزيز الذي عز كل شيء وقهره وغلبه الحكيم في أقواله وأفعاله.
قوله تعالى ; يا موسى إنه أنا الله العزيز الحكيم الهاء عماد وليست بكناية في قول الكوفيين . والصحيح أنها كناية عن الأمر والشأن . إنه أنا الله العزيز الغالب الذي ليس كمثله شيء ، الحكيم في أمره وفعله . وقيل ; قال موسى يا رب من الذي نادى ؟ فقال له ; " إنه " أي إني أنا المنادي لك أنا الله .
يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيله لموسى; (إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ ) في نقمته من أعدائه (الْحَكِيمُ) في تدبيره في خلقه، والهاء التي في قوله; (إِنَّهُ) هاء عماد, وهو اسم لا يظهر في قول بعض أهل العربية. وقال بعض نحويي الكوفة; يقول هي الهاء المجهولة, ومعناها; أن الأمر والشأن; أنا الله.
يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ أي: أخبره الله أنه الله المستحق للعبادة وحده لا شريك له كما في الآية الأخرى إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي ( الْعَزِيزُ ) الذي قهر جميع الأشياء وأذعنت له كل المخلوقات، ( الْحَكِيمُ ) في أمره وخلقه. ومن حكمته أن أرسل عبده موسى بن عمران الذي علم الله منه أنه أهل لرسالته ووحيه وتكليمه. ومن عزته أن تعتمد عليه ولا تستوحش من انفرادك وكثرة أعدائك وجبروتهم، فإن نواصيهم بيد الله وحركاتهم وسكونهم بتدبيره.
(موسى) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ المقدّر في محلّ نصب، و (الهاء) في(انّه) هو ضمير الشأن في محل نصب اسم إنّ
(العزيز) نعت للفظ الجلالة مرفوع
(الحكيم) نعت ثان مرفوع.
جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّه أنا الله ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «أنا الله ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
(10)
(الواو) عاطفة و (الفاء) كذلك
(لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجوابـ (ولّى) ،
(مدبرا) حال منصوبة مؤكّدة لمضمون عاملها
(الواو) عاطفة
(لا) ناهية جازمة، والثانية نافية
(لديّ) ظرف مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بـ (يخاف) المنفيّ. والياء الثانية من المشددة في محلّ جرّ بالإضافة.
وجملة: «ألق ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: «رآها ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «تهتزّ..» في محلّ نصب حال من مفعول رآها.
وجملة: «كأنّها جانّ ... » في محلّ نصب حال من فاعل تهتزّ .
وجملة: «ولّى ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «لم يعقّب ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط.
وجملة النداء الثانية في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر.
وجملة: «لا تخف ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «إنّي لا يخاف ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة وجملة: «لا يخاف ... المرسلون ... » في محلّ رفع خبر إنّ.(11)
(إلّا) أداة استثناء ،
(من) اسم موصول في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع ،
(ثمّ) حرف عطف
(حسنا) مفعول به منصوبـ (بعد) ظرف منصوب متعلّق بـ (بدّل) ،
(الفاء) تعليليّة
(رحيم) خبر ثان مرفوع.
وجملة: «ظلم ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) .
وجملة: «بدّل» لا محلّ لها معطوفة على جملة ظلم.
وجملة: «إنّي غفور ... » لا محلّ لها تعليليّة لمقدّر أي فأغفر له فإنّي غفور .
(12)
(الواو) عاطفة
(في جيبك) متعلّق بـ (أدخل) ،
(تخرج) مضارع مجزوم جواب الطلبـ (بيضاء) حال منصوبة
(من غير) متعلّق بحال ثانية من فاعل تخرج
(في تسع) متعلّق بحال ثالثة من فاعل تخرج أي آية في تسع آيات ،
(إلى فرعون) متعلّق بحال من تسع آيات ،
(فاسقين) نعت لـ (قوما) منصوب وعلامة النصب الياء.
وجملة: «أدخل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تخف .
وجملة: «تخرج ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي: إن تدخل يدك ... تخرج ...وجملة: «إنّهم كانوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.وجملة: «كانوا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
- القرآن الكريم - النمل٢٧ :٩
An-Naml27:9