الرسم العثمانيوَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِى الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوٰرِثِينَ
الـرسـم الإمـلائـيوَنُرِيۡدُ اَنۡ نَّمُنَّ عَلَى الَّذِيۡنَ اسۡتُضۡعِفُوۡا فِى الۡاَرۡضِ وَنَجۡعَلَهُمۡ اَٮِٕمَّةً وَّنَجۡعَلَهُمُ الۡوٰرِثِيۡنَۙ
تفسير ميسر:
ونريد أن نتفضل على الذين استضعفهم فرعون في الأرض، ونجعلهم قادةً في الخير ودعاةً إليه، ونجعلهم يرثون الأرض بعد هلاك فرعون وقومه.
قال تعالى; "ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض - إلى قوله - يحذرون" وقد فعل تعالى ذلك بهم كما قال تعالى; "وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون -إلى قوله - يعرشون" وقال تعالى; "كذلك وأورثناها بني إسرائيل" أراد فرعون بحوله وقوته أن ينجو من موسى فما نفعه من ذلك مع قدرة الملك العظيم الذي لا يخالف أمره القدري ولا يغلب بل نفذ حكمه وجرى قلمه في القدم بأن يكون هلاك فرعون على يديه بل يكون هذا الغلام الذي احترزت من وجوده وقتلت بسببه ألوفا من الولدان إنما منشؤه ومرباه على فراشك وفي دارك وغذاؤه من طعامك وأنت تربيه وتدلله وتتفداه وحتفك وهلاكك وهلاك جنودك على يديه لتعلم أن رب السموات العلا هو القاهر الغالب العظيم القوي العزيز الشديد المحال الذي ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.
قوله تعالى ; ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض أي نتفضل عليهم وننعم . وهذه حكاية مضت ونجعلهم أئمة قال ابن عباس ; قادة في الخير مجاهد ; دعاة إلى الخير . قتادة ; ولاة وملوكا ; دليله قوله تعالى ; وجعلكم ملوكا .قلت ; وهذا أعم فإن الملك إمام يؤتم به ومقتدى به . ونجعلهم الوارثين لملك [ ص; 231 ] فرعون ; يرثون ملكه ، ويسكنون مساكن القبط وهذا معنى قوله تعالى ; وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5)ومعنى الكلام; أن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها، من بني إسرائيل، فِرَقًا يستضعِف طائفة منهم (وَ) نَحْنُ( نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ ) استضعفهم فرعون من بني إسرائيل ( وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً ).وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثنا بشر, قال; ثنا يزيد, قال; ثنا سعيد, عن قَتادة ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ ) قال; بنو إسرائيل.قوله; ( وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً ) أي; ولاة وملوكا.وبنحو الذي قلنا في ذلك, قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثنا بشر, قال; ثنا يزيد, قال; ثنا سعيد, عن قَتادة ( وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً ) أي; ولاة الأمر.وقوله; ( وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ) يقول; ونجعلهم ورَّاث آل فرعون يرثون الأرض من بعد مهلكهم.وبنحو الذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثنا بشر, قال; ثنا يزيد, قال; ثنا سعيد, عن قَتادة (وَنَجْعَلَهُمُ الوَارِثِينَ); أي يرثون الأرض بعد فرعون وقومه.
{ وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ } بأن نزيل عنهم مواد الاستضعاف، ونهلك من قاومهم، ونخذل من ناوأهم. { وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً } في الدين، وذلك لا يحصل مع استضعاف، بل لا بد من تمكين في الأرض، وقدرة تامة، { وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ } للأرض، الذين لهم العاقبة في الدنيا قبل الآخرة.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - القصص٢٨ :٥
Al-Qasas28:5