الرسم العثمانيقَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هٰٓؤُلَآءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَآ أَغْوَيْنٰهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ۖ تَبَرَّأْنَآ إِلَيْكَ ۖ مَا كَانُوٓا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ
الـرسـم الإمـلائـيقَالَ الَّذِيۡنَ حَقَّ عَلَيۡهِمُ الۡقَوۡلُ رَبَّنَا هٰٓؤُلَاۤءِ الَّذِيۡنَ اَغۡوَيۡنَا ۚ اَغۡوَيۡنٰهُمۡ كَمَا غَوَيۡنَا ۚ تَبَـرَّاۡنَاۤ اِلَيۡكَ مَا كَانُوۡۤا اِيَّانَا يَعۡبُدُوۡنَ
تفسير ميسر:
قال الذين حقَّ عليهم العذاب، وهم دعاة الكفر; ربنا هؤلاء الذين أضللنا، أضللناهم كما ضللنا، تبرأنا إليك مِن ولايتهم ونصرتهم، ما كانوا إيانا يعبدون، وإنما كانوا يعبدون الشياطين.
وقوله; "قال الذين حق عليهم القول" يعني الشياطين والمردة والدعاة إلى الكفر "ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون" فشهدوا عليهم أنهم أغووهم فاتبعوهم ثم تبرؤا من عبادتهم كما قال تعالى; "واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا".
قال الذين حق عليهم القول أي حقت عليهم كلمة العذاب وهم الرؤساء ; قاله الكلبي وقال قتادة ; هم الشياطين . ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا أي دعوناهم إلى الغي فقيل لهم ; أغويتموهم ؟ قالوا ; أغويناهم كما غوينا يعنون أضللناهم كما كنا ضالين . تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون أي تبرأ بعضنا من بعض ، والشياطين يتبرءون ممن أطاعهم ، والرؤساء يتبرءون ممن قبل منهم ; كما قال تعالى ; الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين .
( قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ ) يقول; قال الذين وجب عليهم غضب الله ولعنته, وهم الشياطين الذين كانوا يغوون بني آدم; ( رَبَّنَا هَؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ).وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثنا القاسم, قال; ثنا الحسين, قال; ثنا أبو سفيان, عن معمر, عن قَتادة, في قوله; ( هَؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ) قال; هم الشياطين.وقوله; ( تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ ) يقول; تبرأنا من ولايتهم ونصرتهم إليك ( مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ ) يقول; لم يكونوا يعبدوننا.
ولهذا { قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ } الرؤساء والقادة، في الكفر والشر، مقرين بغوايتهم وإغوائهم: { رَبَّنَا هَؤُلَاءِ } التابعون { الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا } أي: كلنا قد اشترك في الغواية، وحق عليه كلمة العذاب.{ تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ } من عبادتهم، أي: نحن برآء منهم ومن عملهم. { مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ } وإنما كانوا يعبدون الشياطين.
(عليهم) متعلّق بـ (حقّ) ،
(ربّنا) منادى مضاف منصوبـ (الذين) موصول في محلّ رفع نعت للإشارة هؤلاء ،
(ما) حرف مصدريّ.
والمصدر المؤوّلـ (ما غوينا ... ) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بـ (أغويناهم) .
(إليك) متعلّق بـ (تبرّأنا) بتضمينه معنى لجأنا
(ما) نافية
(إيّانا) ضمير منفصل في محلّ نصب مفعول به مقدّم.
جملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «حقّ عليهم القول ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .وجملة: «ربّنا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «هؤلاء الذين ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «أغوينا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «أغويناهم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(هؤلاء) .
وجملة: «غوينا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(ما) .
وجملة: «تبرأنا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «ما كانوا ... يعبدون ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «يعبدون ... » في محلّ نصب خبر كانوا.
- القرآن الكريم - القصص٢٨ :٦٣
Al-Qasas28:63