الرسم العثمانييُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ وَيَرْحَمُ مَن يَشَآءُ ۖ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ
الـرسـم الإمـلائـييُعَذِّبُ مَنۡ يَّشَآءُ وَيَرۡحَمُ مَنۡ يَّشَآءُ ۚ وَاِلَيۡهِ تُقۡلَبُوۡنَ
تفسير ميسر:
يعذب مَن يشاء مِن خلقه على ما أسلف مِن جرمه في أيام حياته، ويرحم مَن يشاء منهم ممن تاب وآمن وعمل صالحًا، وإليه ترجعون، فيجازيكم بما عملتم.
وقوله تعالى "يعذب من يشاء ويرحم من يشاء" أي هو الحاكم المتصرف الذي يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد لا معقب لحكمه ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون فله الخلق والأمر مهما فعل فعدل لأنه المالك الذي لا يظلم مثقال ذرة كما جاء في الحديث الذى رواه أهل السنن "إن الله لو عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم" ولهذا قال تعالى; "يعذب من يشاء ويرحم من يشاء وإليه تقلبون" أي ترجعون يوم القيامة.
يعذب من يشاء أي بعدله ويرحم من يشاء أي بفضله وإليه تقلبون ; ترجعون وتردون
القول في تأويل قوله تعالى ; يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ (21)يقول تعالى ذكره; ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ خلقه من بعد فنائهم، فـ( يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ ) منهم على ما أسلف من جرمه في أيام حياته، ( وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ ) منهم ممن تاب وآمن وعمل صالحا(وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ) يقول; وإليه ترجعون وتردّون.
{ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ } أي: هو المنفرد بالحكم الجزائي، وهو إثابة الطائعين ورحمتهم، وتعذيب العاصين والتنكيل بهم. { وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ } أي: ترجعون إلى الدار، التي بها تجري عليكم أحكام عذابه ورحمته، فاكتسبوا في هذه الدار، ما هو من أسباب رحمته من الطاعات، وابتعدوا من أسباب عذابه، وهي المعاصي.
(الواو) عاطفة
(إليه) متعلّق بـ (تقلبون) ، و (الواو) فيه نائب الفاعل.
جملة: «يعذّب ... » لا محلّ لها استئنافيّة .
وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) الأول.
وجملة: «يرحم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعذّب.
وجملة: «يشاء
(الثانية) لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) الثاني.
وجملة: «تقلبون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعذّب.
- القرآن الكريم - العنكبوت٢٩ :٢١
Al-'Ankabut29:21