الرسم العثمانيوَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِۦٓ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفٰحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعٰلَمِينَ
الـرسـم الإمـلائـيوَلُوۡطًا اِذۡ قَالَ لِقَوۡمِهٖۤ اِنَّكُمۡ لَـتَاۡتُوۡنَ الۡفَاحِشَةَ مَا سَبَـقَكُمۡ بِهَا مِنۡ اَحَدٍ مِّنَ الۡعٰلَمِيۡنَ
تفسير ميسر:
واذكر -أيها الرسول- لوطًا حين قال لقومه; إنكم لتأتون الفعلة القبيحة، ما تَقَدَّمكم بفعلها أحد من العالمين، أإنكم لتأتون الرجال في أدبارهم، وتقطعون على المسافرين طرقهم بفعلكم الخبيث، وتأتون في مجالسكم الأعمال المنكرة كالسخرية من الناس، وحذف المارة، وإيذائهم بما لا يليق من الأقوال والأفعال؟ وفي هذا إعلام بأنه لا يجوز أن يجتمع الناس على المنكر مما نهى الله ورسوله عنه. فلم يكن جواب قوم لوط له إلا أن قالوا; جئنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين فيما تقول، والمنجزين لما تَعِد.
يقول تعالى مخبرا عن نبيه لوط عليه السلام أنه أنكر على قومه سوء صنيعهم وما كانوا يفعلونه من قبيح الأعمال في إتيانهم الذكران من العالمين ولم يسبقهم إلى هذه الفعلة أحد من بني آدم قبلهم.
قوله تعالى ; ولوطا إذ قال لقومه قال الكسائي ; المعنى ; وأنجينا لوطا أو ; أرسلنا لوطا قال ; وهذا الوجه أحب إلي . ويجوز أن يكون المعنى ; واذكر لوطا إذ قال لقومه موبخا أو محذرا إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين ( أئنكم ) تقدم القراءة في هذا وبيانها في سورة ( الأعراف ) . وتقدم قصة لوط وقومه في ( الأعراف ) و ( هود ) أيضا .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (28)يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم; واذكر لوطا إذ قال لقومه; (إِنَّكُمْ لَتَأتُونَ) الذُّكْرَانَ(مَا سَبَقَكُمْ بِهَا) يعني بالفاحشة التي كانوا يأتونها، وهي إتيان الذكران (مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ).وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثني محمد بن خالد بن خداش ويعقوب بن إبراهيم، قالا ثنا إسماعيل بن علية، عن ابن أبي نجيح، عن عمرو بن دينار، في قوله; ( إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ ) قال; ما نـزا ذَكَرٌ على ذكَر حتى كان قوم لوط.
تقدم أن لوطا عليه السلام آمن لإبراهيم، وصار من المهتدين به، وقد ذكروا أنه ليس من ذرية إبراهيم، وإنما هو ابن أخي إبراهيم.فقوله تعالى: { وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ } وإن كان عاما، فلا يناقض كون لوط نبيا رسولا وهو ليس من ذريته، لأن الآية جيء بها لسياق المدح والثناء على الخليل، وقد أخبر أن لوطا اهتدى على يديه، ومن اهتدى على يديه أكمل ممن اهتدى من ذريته بالنسبة إلى فضيلة الهادي، واللّه أعلم.
(الواو) عاطفة
(لوطا) معطوف على إبراهيم- أو نوح- منصوب ،
(إذ) ظرف في محلّ نصب متعلّق بالفعل المقدّر أرسلنا ،
(لقومه) متعلّق بـ (قال) ،
(اللام) المزحلقة للتوكيد
(بها) متعلّق بحال من ضمير المفعول أي متلبّسين بها
(أحد) مجرور لفظا مرفوع محلا فاعل سبقكم
(من العالمين) متعلّق بنعت لأحد.
جملة: «قال ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.وجملة: «إنّكم لتأتون ... » في محلّ نصب مقول القول .
وجملة: «تأتون الفاحشة ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «ما سبقكم بها من أحد ... » في محلّ نصب حال من الفاحشة أو من الفاعل.
(29)
(الهمزة) للاستفهام الإنكاري
(إنّكم لتأتون الرجال) مثل إنّكم لتأتون الفاحشة
(الواو) عاطفة في الموضعين
(الفاء) استئنافيّة
(في ناديكم) متعلّق بحال من المنكر ،
(ما كان ... قالوا) مثل الأولى المتقدّمة ،
(بعذاب) متعلّق بـ (ائتنا)
(كنت) فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط
(من الصادقين) متعلّق بخبر كنت.
وجملة: «إنّكم لتأتون ...
(الثانية) » في محلّ نصب بدل من جملة إنّكم لتأتون الفاحشة.
وجملة: «تأتون الرجال ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «تقطعون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة تأتون الرجال.
وجملة: «تأتون ... المنكر» في محلّ رفع معطوفة على جملة تأتون الرجال.
وجملة: «ما كان جواب ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: قالوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) .والمصدر المؤوّلـ (أن قالوا ... ) في محلّ رفع اسم كان المؤخّر.
وجملة: «ائتنا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كنت من الصادقين» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
- القرآن الكريم - العنكبوت٢٩ :٢٨
Al-'Ankabut29:28