الرسم العثمانيوَقَالُوا لَوْلَآ أُنزِلَ عَلَيْهِ ءَايٰتٌ مِّن رَّبِّهِۦ ۖ قُلْ إِنَّمَا الْءَايٰتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَآ أَنَا۠ نَذِيرٌ مُّبِينٌ
الـرسـم الإمـلائـيوَقَالُوۡا لَوۡلَاۤ اُنۡزِلَ عَلَيۡهِ اٰيٰتٌ مِّنۡ رَّبِّهٖؕ قُلۡ اِنَّمَا الۡاٰيٰتُ عِنۡدَ اللّٰهِ ؕ وَاِنَّمَاۤ اَنَا۟ نَذِيۡرٌ مُّبِيۡنٌ
تفسير ميسر:
وقال المشركون; هلا أُنزل على محمد دلائل وحجج من ربه نشاهدها كناقة صالح، وعصا موسى! قل لهم; إن أمر هذه الآيات لله، إن شاء أنزلها، وإن شاء منعها، وإنما أنا لكم نذير أحذركم شدة بأسه وعقابه، مبيِّن طريق الحق من الباطل.
يقول تعالى مخبرا عن المشركين في تعنتهم وطلبهم آيات يعنون ترشدهم إلى أن محمدا رسول الله كما أتى صالح بناقته قال الله تعالى قل يا محمد "إنما الآيات عند الله" أي إنما أمر ذلك إلى الله فإنه لو علم أنكم تهتدون لأجابكم إلى سؤالكم لأن هذا سهل عليه يسر لديه ولكنه يعلم منكم أنكم إنما قصدتم التعنت والامتحان فلا يجيبكم إلى ذلك كما قال تعالى "وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها" وقوله; "وإنما أنا نذير مبين" أي إنما بعثت نذيرا لكم بين النذارة فعلي أن أبلغكم رسالة الله تعالى "ومن يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا" وقال تعالى; "ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء".
قوله تعالى ; وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه هذا قول المشركين لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومعناه هلا أنزل عليه آية كآيات الأنبياء . قيل ; كما جاء صالح بالناقة وموسى بالعصا وعيسى بإحياء الموتى ; أي قل لهم يا محمد ; إنما الآيات عند الله فهو يأتي بها كما يريد إذا شاء أرسلها وليست عندي وإنما أنا نذير مبين . وقرأ ابن كثير وأبو بكر وحمزة والكسائي ; ( آية ) بالتوحيد وجمع الباقون وهو اختيار أبي عبيد ; لقوله تعالى ; قل إنما الآيات عند الله .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (50)يقول تعالى ذكره; وقالت المشركون من قريش; هلا أنـزل على محمد آية من ربه، تكون حجة لله علينا، كما جعلت الناقة لصالح، والمائدة آية لعيسى، قل يا محمد; إنما الآيات عند الله، لا يقدر على الإتيان بها غيره (وَإنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ) وإنما أنا نذير لكم، أنذركم بأس الله وعقابه على كفركم برسوله. وما جاءكم به من عند ربكم (مُبِينٌ) يقول; قد أبان لكم إنذاره.
أي: واعترض هؤلاء الظالمون المكذبون للرسول ولما جاء به، واقترحوا عليه نزول آيات عينوها، كقولهم: { وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا } الآيات. فتعيين الآيات ليس عندهم، ولا عند الرسول صلى اللّه عليه وسلم، فإن في ذلك تدبيرا مع اللّه، وأنه لو كان كذلك، وينبغي أن يكون كذلك، وليس لأحد من الأمر شيء.ولهذا قال: { قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ } إن شاء أنزلها أو منعها { وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ } وليس لي مرتبة فوق هذه المرتبة.وإذا كان القصد بيان الحق من الباطل، فإذا حصل المقصود -بأي: طريق- كان اقتراح الآيات المعينات على ذلك ظلما وجورا، وتكبرا على اللّه وعلى الحق.بل لو قدر أن تنزل تلك الآيات، ويكون في قلوبهم أنهم لا يؤمنون بالحق إلا بها، كان ذلك ليس بإيمان، وإنما ذلك شيء وافق أهواءهم، فآمنوا، لا لأنه حق، بل لتلك الآيات. فأي فائدة حصلت في إنزالها على التقدير الفرضي؟
(الواو) استئنافيّة
(لولا) حرف تحضيض- أو تقريع-
(عليه) متعلّق بـ (أنزل) ،
(آيات) نائب الفاعلـ (من ربه) متعلّق بـ (أنزل) ،
(إنّما) كافّة ومكفوفة
(عند) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر للآيات
(الواو) عاطفة
(مبين) نعت لنذير مرفوع.
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لولا أنزل.. آيات ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «إنّما الآيات عند الله. في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّما أنا نذير ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.الجزء الحادي والعشرون
بقية سورة العنكبوت
من الآية 51 إلى الآية 69 سورة الرّوم آياتها 60 آية سورة لقمان آياتها 34 آية سورة السّجدة آياتها 30 آية سورة الأحزاب من الآية 1 إلى الآية 30
- القرآن الكريم - العنكبوت٢٩ :٥٠
Al-'Ankabut29:50