الرسم العثمانيبَلِ اللَّهُ مَوْلٰىكُمْ ۖ وَهُوَ خَيْرُ النّٰصِرِينَ
الـرسـم الإمـلائـيبَلِ اللّٰهُ مَوۡلٰٮكُمۡۚ وَهُوَ خَيۡرُ النّٰصِرِيۡنَ
تفسير ميسر:
إنهم لن ينصروكم، بل الله ناصركم، وهو خير ناصر، فلا يحتاج معه إلى نصرة أحد.
قال تعالى "بل الله مولاكم وهو خير الناصرين" ثم بشرهم بأنه سيلقي في قلوب أعدائهم الخوف منهم والذلة لهم بسبب كفرهم وشركهم مع ما ادخره لهم في الدار الآخرة من العذاب والنكال.
ثم قال ; بل الله مولاكم أي متولي نصركم وحفظكم إن أطعتموه . وقرئ " بل الله " بالنصب ، على تقدير بل وأطيعوا الله مولاكم .
القول في تأويل قوله جل ثناؤه ; بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ (150)قال أبو جعفر; يعني بذلك تعالى ذكره; أن الله مسدِّدكم، أيها المؤمنون، فمنقذكم من طاعة الذين كفروا.* * *وإنما قيل; " بل الله مولاكم "، لأن في قوله; إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ، نهيًا لهم عن طاعتهم، فكأنه قال; يا أيها الذين آمنوا لا تُطيعوا الذين كفروا فيردُّوكم على أعقابكم، ثم ابتدأ الخبر فقال; " بل الله مولاكم "، فأطيعوه، دون الذين كفروا، فهو خيرُ من نَصَر. ولذلك رفع اسم " الله "، ولو كان منصوبًا على معنى; بل أطيعوا الله مولاكم، دون الذين كفروا = كان وجهًا صحيحًا.* * *ويعني بقوله; " بل الله مولاكم "، وليّكم وناصركم على أعدائكم الذين كفروا، (5) " وهو خير الناصرين "، لا من فررتم إليه من اليهود وأهل الكفر بالله. فبالله الذي هو ناصركم ومولاكم فاعتصموا، وإياه فاستنصروا، دون غيره ممن يبغيكم الغوائل، ويرصدكم بالمكاره، كما;-8001- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق; " بل الله مولاكم "، إن كان ما تقولون بألسنتكم صدقًا في قلوبكم =" وهو خير الناصرين "، أي; فاعتصموا به ولا تستنصروا بغيره، ولا ترجعوا على أعقابكم مرتدِّين عن دينكم. (6)--------------------الهوامش ;(5) انظر تفسير"المولى" فيما سلف 6; 141.(6) الأثر; 8001- سيرة ابن هشام 3; 119 ، 120 ، وهو تتمة الآثار التي آخرها; 7998 ، مع اختلاف يسير في اللفظ.
ثم أخبر أنه مولاهم وناصرهم، ففيه إخبار لهم بذلك، وبشارة بأنه سيتولى أمورهم بلطفه، ويعصمهم من أنواع الشرور.
(بل) حرف إضرابـ (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع
(مولى) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف و (كم) ضمير مضاف إليه
(الواو) عاطفة
(هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ
(خير) خبر مرفوع
(الناصرين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
وجملة: «الله مولاكم» لا محل لها استئنافيّة.
وجملة: «هو خير الناصرين» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
- القرآن الكريم - آل عمران٣ :١٥٠
Ali 'Imran3:150