الرسم العثمانيأَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوٰنَ اللَّهِ كَمَنۢ بَآءَ بِسَخَطٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوٰىهُ جَهَنَّمُ ۚ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ
الـرسـم الإمـلائـياَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضۡوَانَ اللّٰهِ كَمَنۡۢ بَآءَ بِسَخَطٍ مِّنَ اللّٰهِ وَمَاۡوٰٮهُ جَهَنَّمُؕ وَ بِئۡسَ الۡمَصِيۡرُ
تفسير ميسر:
لا يستوي من كان قصده رضوان الله ومن هو مُكِبٌ على المعاصي، مسخط لربه، فاستحق بذلك سكن جهنم، وبئس المصير.
قوله تعالى "أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير" أي لا يستوي من اتبع رضوان الله فيما شرعه فاستحق رضوان الله وجزيل ثوابه وأجير من وبيل عقابه ومن استحق غضب الله وألزم به فلا محيد له عنه ومأواه يوم القيامة جهنم وبئس المصير وهذه الآية لها نظائر كثيرة في القرآن كقوله تعالى "أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى" وقوله "أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا" الآية.
قوله تعالى ; أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصيرقوله تعالى ; أفمن اتبع رضوان الله يريد بترك الغلول والصبر على الجهاد . كمن باء بسخط من الله يريد بكفر أو غلول أو تول عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحرب . ومأواه جهنم أي مثواه النار ، أي إن لم يتب أو يعف الله عنه . وبئس المصير أي المرجع . وقرئ رضوان بكسر الراء وضمها كالعدوان والعدوان .
القول في تأويل قوله تعالى ; أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (162)قال أبو جعفر; اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك;فقال بعضهم; معنى ذلك; أفمن اتبع رضوان الله في ترك الغلول، كمن باء بسخَط من الله بغلوله ما غلّ؟*ذكر من قال ذلك;8169- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا ابن عيينة، عن مطرف، عن الضحاك في قوله; " أفمن اتبع رضوان الله "، قال; من لم يغلّ =" كمن باء بسخط من الله "، كمن غل.8170- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني سفيان بن عيينة، عن مطرف بن طريف، عن الضحاك قوله; " أفمن اتبع رضوان الله "، قال; من أدَّى الخمُس =" كمن باء بسخط من الله "، فاستوجب سخطًا من الله.* * *وقال آخرون في ذلك بما;-8171- حدثني به ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق; " أفمن &; 7-366 &; اتبع رضوان الله "، على ما أحب الناس وسخطوا =" كمن باء بسخط من الله "، لرضى الناس وسخطهم؟ يقول; أفمن كان على طاعتي فثوابه الجنة ورضوانٌ من ربه، كمن باء بسخط من الله، فاستوجب غضبه، وكان مأواه جهنم وبئس المصير؟ أسَواءٌ المثلان؟ أي; فاعرفوا (60) .* * *قال أبو جعفر; وأولى التأويلين بتأويل الآية عندي، قولُ الضحاك بن مزاحم. لأن ذلك عَقيب وعيد الله على الغلول، ونهيه عباده عنه. ثم قال لهم بعد نهيه عن ذلك ووعيده; أسواءٌ المطيع لله فيما أمره ونهاه، والعاصي له في ذلك؟ أي; إنهما لا يستويان، ولا تستوي حالتاهما عنده. لأن لمن أطاع الله فيما أمره ونهاه، الجنةُ، ولمن عصاه فيما أمره ونهاه النار.* * *فمعنى قوله; " أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله " إذًا; أفمن ترك الغلول وما نهاه الله عنه عن معاصيه، وعمل بطاعة الله في تركه ذلك، وفي غيره مما أمره به ونهاه من فرائضه، متبعًا في كل ذلك رضا الله، ومجتنبًا سخطه =" كمن باء بسخط من الله "، يعني; كمن انصرف متحمِّلا سخط الله وغضبه، فاستحق بذلك سكنى جهنم، يقول; ليسا سواءً. (61)* * *وأما قوله; " وبئس المصير "، فإنه يعني; وبئس المصير = الذي يصير إليه ويئوب إليه من باء بسخط من الله = جهنم. (62)
يخبر تعالى أنه لا يستوي من كان قصده رضوان ربه، والعمل على ما يرضيه، كمن ليس كذلك، ممن هو مكب على المعاصي، مسخط لربه، هذان لا يستويان في حكم الله، وحكمة الله، وفي فطر عباد الله. { أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون } ولهذا قال هنا: { هم درجات عند الله } أي: كل هؤلاء متفاوتون في درجاتهم ومنازلهم بحسب تفاوتهم في أعمالهم. فالمتبعون لرضوان الله يسعون في نيل الدرجات العاليات، والمنازل والغرفات، فيعطيهم الله من فضله وجوده على قدر أعمالهم، والمتبعون لمساخط الله يسعون في النزول في الدركات إلى أسفل سافلين، كل على حسب عمله، والله تعالى بصير بأعمالهم، لا يخفى عليه منها شيء، بل قد علمها، وأثبتها في اللوح المحفوظ، ووكل ملائكته الأمناء الكرام، أن يكتبوها ويحفظوها، ويضبطونها.
(الهمزة) للاستفهام ،
(الفاء) استئنافيّة
(من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ
(اتّبع) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (رضوان) مفعول به منصوبـ (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور
(الكاف) حرف جرّ
(من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ
(باء) فعل ماض، والفاعل هو (بسخط) جارّ ومجرور متعلّق بـ (باء) ،
(من الله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت من سخط
(الواو) عاطفة
(مأوى) مبتدأ مرفوع و (الهاء) ضمير مضاف إليه
(جهنّم) خبر مرفوع
(الواو) استئنافيّة
(بئس) فعل ماض جامد لإنشاء الذمّ
(المصير) فاعل مرفوع. والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره هي أي جهنّم.
جملة: «من اتّبع رضوان» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «اتّبع ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) الأول.
وجملة: «باء بسخط» لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) الثاني.
وجملة: «مأواه جهنّم» لا محلّ لها معطوفة على جملة باء بسخط.
وجملة: «بئس المصير» لا محلّ لها استئنافيّة.
- القرآن الكريم - آل عمران٣ :١٦٢
Ali 'Imran3:162