الرسم العثمانيإِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنۢ بَعْدِ ذٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
الـرسـم الإمـلائـياِلَّا الَّذِيۡنَ تَابُوۡا مِنۡۢ بَعۡدِ ذٰ لِكَ وَاَصۡلَحُوۡا فَاِنَّ اللّٰهَ غَفُوۡرٌ رَّحِيۡمٌ
تفسير ميسر:
إلا الذين رجعوا إلى ربهم بالتوبة النصوح من بعد كفرهم وظلمهم، وأصلحوا ما أفسدوه بتوبتهم فإن الله يقبلها، فهو غفور لذنوب عباده، رحيم بهم.
ثم قال تعالى "إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم" وهذا من لطفه وبره ورأفته ورحمته وعائدته على خلقه أن من تاب إليه تاب عليه.
هو الحارث بن سويد كما تقدم .ويدخل في الآية بالمعنى كل من راجع الإسلام وأخلص .
ثم استثنى جل ثناؤه الذين تابوا، من هؤلاء الذين كفروا بعد إيمانهم فقال تعالى ذكره; " إلا الذين تَابوا من بعد ذلك وأصلحوا "، يعني; إلا الذين تابوا من بعد ارتدادهم عن إيمانهم، فراجعوا الإيمان بالله وبرسوله، وصدّقوا بما جاءهم به نبيهم صلى الله عليه وسلم من عند ربهم =" وأصلحوا "، يعني; وعملوا الصالحات من الأعمال =" فإنّ الله غفور رحيم "، يعني; فإن الله لمن فعل ذلك بعد كفره =" غفور "، يعني; ساتر عليه ذنبه الذي كان منه من الرّدّة، فتاركٌ عقوبته عليه، وفضيحته به يوم القيامة، غيرُ مؤاخذه به إذا مَات على التوبة منه =" رحيم "، متعطِّف عليه بالرحمة.
هذا من باب الاستبعاد، أي: من الأمر البعيد أن يهدي الله قوما اختاروا الكفر والضلال بعدما آمنوا وشهدوا أن الرسول حق بما جاءهم به من الآيات البينات والبراهين القاطعات { والله لا يهدي القوم الظالمين } فهؤلاء ظلموا وتركوا الحق بعدما عرفوه، واتبعوا الباطل مع علمهم ببطلانه ظلما وبغيا واتباعا لأهوائهم، فهؤلاء لا يوفقون للهداية، لأن الذي يرجى أن يهتدي هو الذي لم يعرف الحق وهو حريص على التماسه، فهذا بالحري أن ييسر الله له أسباب الهداية ويصونه من أسباب الغواية. ثم أخبر عن عقوبة هؤلاء المعاندين الظالمين الدنيوية والأخروية، فقال { أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون } أي: لا يفتر عنهم العذاب ساعة ولا لحظة، لا بإزالته أو إزالة بعض شدته، { ولا هم ينظرون } أي: يمهلون، لأن زمن الإمهال قد مضى، وقد أعذر الله منهم وعمرهم ما يتذكر فيه من تذكر، فلو كان فيهم خير لوجد، ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه.
(إلّا) أداة استثناء
(الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب على الاستثناء
(تابوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعلـ (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق بـ (تابوا) ،
(ذا) اسم إشارة مبنيّ فيمحلّ جرّ مضاف إليه و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطابـ (الواو) عاطفة
(أصلحوا) مثل تابوا
(الفاء) تعليليّة
(إنّ) حرف مشبّه بالفعلـ (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوبـ (غفور) خبر إنّ مرفوع
(رحيم) خبر ثان مرفوع.
جملة: «تابوا» لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «أصلحوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «انّ الله غفور» لا محلّ لها تعليل لمقدّر أي فالله يغفر لهم إنّ الله غفور رحيم.
- القرآن الكريم - آل عمران٣ :٨٩
Ali 'Imran3:89