الرسم العثمانيوَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَآ أَذَاقَهُم مِّنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ
الـرسـم الإمـلائـيوَاِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوۡا رَبَّهُمۡ مُّنِيۡبِيۡنَ اِلَيۡهِ ثُمَّ اِذَاۤ اَذَاقَهُمۡ مِّنۡهُ رَحۡمَةً اِذَا فَرِيۡقٌ مِّنۡهُمۡ بِرَبِّهِمۡ يُشۡرِكُوۡنَۙ
تفسير ميسر:
وإذا أصاب الناسَ شدة وبلاء دعَوا ربهم مخلصين له أن يكشف عنهم الضر، فإذا رحمهم وكشف عنهم ضرهم إذا فريق منهم يعودون إلى الشرك مرة أخرى، فيعبدون مع الله غيره.
يقول تعالى مخبرا عن الناس أنهم في حال الاضطرار يدعون الله وحده لا شريك له وأنه إذا أسبغ عليهم النعم إذا فريق منهم في حالة الاختيار يشركون بالله ويعبدون معه غيره.
قوله تعالى ; وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذا أذاقهم منه رحمة إذا فريق منهم بربهم يشركون .قوله تعالى ; وإذا مس الناس ضر أي قحط وشدة دعوا ربهم أن يرفع ذلك عنهم منيبين إليه قال ابن عباس ; مقبلين عليه بكل قلوبهم لا يشركون . ومعنى هذا الكلام التعجب ، عجب نبيه من المشركين في ترك الإنابة إلى الله تعالى مع تتابع الحجج عليهم ; أي إذا مس هؤلاء الكفار ضر من مرض وشدة دعوا ربهم ; أي استغاثوا به في كشف ما نزل بهم ، مقبلين عليه وحده دون الأصنام ، لعلمهم بأنه لا فرج عندها . ثم إذا أذاقهم منه رحمة أي عافية ونعمة . إذا فريق منهم بربهم يشركون أي يشركون به في العبادة .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (33)يقول تعالى ذكره; وإذا مسّ هؤلاء المشركين الذين يجعلون مع الله إلها آخر ضرّ، فأصابتهم شدة وجدوب وقحوط (دَعَوْا رَبَّهُمْ) يقول; أخلصوا لربهم التوحيد، وأفردوه بالدعاء والتضرّع إليه، واستغاثوا به (مُنِيبِينَ إِلَيْهِ)، تائبين إليه من شركهم وكفرهم (ثُمَّ إِذَا أذاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً) يقول; ثم إذا كشف ربهم تعالى ذكره عنهم ذلك الضرّ، وفرّجه عنهم، وأصابهم برخاء وخصب وسعة، (إذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ) يقول; إذا جماعة منهم (بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ) يقول; يعبدون معه الآلهة والأوثان.
{ وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ } مرض أو خوف من هلاك ونحوه. { دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ } ونسوا ما كانوا به يشركون في تلك الحال لعلمهم أنه لا يكشف الضر إلا اللّه.{ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً } شفاهم من مرضهم وآمنهم من خوفهم، { إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ } ينقضون تلك الإنابة التي صدرت منهم ويشركون به من لا دفع عنهم ولا أغنى، ولا أفقر ولا أغنى،
(الواو) استئنافيّة
(ضرّ) فاعل مسّ مؤخّر مرفوع
(إليه) متعلّق بمنيبين
(منه) متعلّق بحال من رحمة
(إذا) فجائية
(منهم) متعلّق بنعت لفريق
(بربّهم) متعلّق بـ (يشركون) .
جملة: «مسّ ... ضرّ» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «دعوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «أذاقهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «فريق منهم ... يشركون» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «يشركون» في محلّ رفع خبر المبتدأ
(فريق) .(34)
(اللام) لام العاقبة ،،
(يكفروا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام
(بما) متعلّق بـ (يكفروا) ، والمفعول الثاني محذوف تقديره إيّاه، وهو العائد ...والمصدر المؤوّلـ (أن يكفروا ... ) في محلّ جر باللام متعلّق بـ (يشركون) .
(الفاء) الأولى استئنافيّة، والثانية تعليليّة
(سوف) حرف استقبال، ومفعولـ (تعلمون) محذوف أي عاقبة تمتّعكم.
وجملة: «يكفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) المضمر.
وجملة: «آتيناهم ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة: «تمتّعوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «سوف تعلمون» لا محلّ لها تعليليّة.
- القرآن الكريم - الروم٣٠ :٣٣
Ar-Rum30:33