الرسم العثمانيوَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن نُّؤْمِنَ بِهٰذَا الْقُرْءَانِ وَلَا بِالَّذِى بَيْنَ يَدَيْهِ ۗ وَلَوْ تَرٰىٓ إِذِ الظّٰلِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلٰى بَعْضِ اِۨ لْقَولَ ۗ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَآ أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ
الـرسـم الإمـلائـيوَقَالَ الَّذِيۡنَ كَفَرُوۡا لَنۡ نُّؤۡمِنَ بِهٰذَا الۡقُرۡاٰنِ وَلَا بِالَّذِىۡ بَيۡنَ يَدَيۡهِؕ وَلَوۡ تَرٰٓى اِذِ الظّٰلِمُوۡنَ مَوۡقُوۡفُوۡنَ عِنۡدَ رَبِّهِمۡ ۖۚ يَرۡجِعُ بَعۡضُهُمۡ اِلٰى بَعۡضِ اۨلۡقَوۡلَۚ يَقُوۡلُ الَّذِيۡنَ اسۡتُضۡعِفُوۡا لِلَّذِيۡنَ اسۡتَكۡبَرُوۡا لَوۡلَاۤ اَنۡـتُمۡ لَـكُـنَّا مُؤۡمِنِيۡنَ
تفسير ميسر:
وقال الذين كفروا; لن نصدِّق بهذا القرآن ولا بالذي تَقَدَّمَه من التوراة والإنجيل والزبور، فقد كذَّبوا بجميع كتب الله. ولو ترى -أيها الرسول- إذ الظالمون محبوسون عند ربهم للحساب، يتراجعون الكلام فيما بينهم، كل يُلْقي بالعتاب على الآخر، لرأيت شيئًا فظيعا، يقول المستضعفون للذين استكبروا -وهم القادة والرؤساء الضالون المضلون-; لولا أنتم أضللتمونا عن الهدى لكنا مؤمنين بالله ورسوله.
يخبر تعالى عن تمادي الكفار في طغيانهم وعنادهم وإصرارهم على عدم الإيمان بالقرآن وبما أخبر به من أمر المعاد ولهذا قال تعالى " وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه " قال الله عز وجل متهددا لهم ومتوعدا ومخبرا عن مواقفهم الذليلة بين يديه في حال تخاصمهم وتحاجهم " يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا " وهم الأتباع " للذين استكبروا " منهم وهم قادتهم وسادتهم " لولا أنتم لكنا مؤمنين " أي لولا أنتم تصدونا لكنا اتبعنا الرسل وآمنا بما جاءونا به فقال لهم القادة والسادة وهم الذين استكبروا " أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم " ؟ أي نحن ما فعلنا بكم أكثر من أنا دعوناكم فاتبعتمونا من غير دليل ولا برهان وخالفتم الأدلة والبراهين والحجج التي جاءت بهم الرسل لشهوتكم واختياركم لذلك ولهذا قالوا.
قوله تعالى ; وقال الذين كفروا يريد كفار قريش . لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه قال سعيد عن قتادة ; ولا بالذي بين يديه من الكتب والأنبياء عليهم الصلاة والسلام . وقيل من الآخرة . وقال ابن جريج ; قائل ذلك أبو جهل بن هشام . وقيل ; إن أهل الكتاب قالوا للمشركين صفة محمد في كتابنا فسلوه ، فلما سألوه فوافق ما قال أهل الكتاب قال المشركون ; لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي أنزل قبله من التوراة والإنجيل بل نكفر بالجميع ; وكانوا قبل ذلك يراجعون أهل الكتاب ويحتجون بقولهم ، فظهر بهذا تناقضهم وقلة علمهم . ثم أخبر الله تبارك وتعالى عن حالهم فيما لهم فقال ولو ترى يا محمد إذ الظالمون موقوفون عند ربهم أي محبوسون في موقف الحساب ، يتراجعون الكلام فيما بينهم باللوم والعتاب بعد أن كانوا في الدنيا أخلاء متناصرين . وجواب لو محذوف ; أي لرأيت أمرا هائلا فظيعا . ثم ذكر أي شيء يرجع من القول بينهم قال ; يقول الذين استضعفوا في الدنيا من الكافرين للذين استكبروا وهم القادة والرؤساء لولا أنتم لكنا مؤمنين أي أنتم أغويتمونا وأضللتمونا . واللغة الفصيحة لولا أنتم ومن العرب من يقول ( لولاكم ) حكاها سيبويه ; تكون ( لولا ) تخفض المضمر ويرتفع المظهر بعدها بالابتداء ويحذف خبره . ومحمد بن يزيد يقول ; لا يجوز ( لولاكم ) لأن المضمر عقيب المظهر ، فلما كان المظهر مرفوعا بالإجماع وجب أن يكون المضمر أيضا مرفوعا .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ (31)يقول تعالى ذكره; (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا) من مشركي العرب (لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ) الذي جاءنا به محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ولا بالكتاب الذي جاء به غيره من بين يديه.كما حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة قوله ( لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ) قال; قال المشركون; لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه من الكتب والأنبياء.وقوله ( وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ) يتلاومون، يحاور بعضهم بعضًا؛ يقول المستضعفون، كانوا في الدنيا، للذين كانوا عليهم فيها يستكبرون; لولا أنتم أيها الرؤساء والكبراء في الدنيا لكنا مؤمنين بالله وآياته.
لما ذكر تعالى أن ميعاد المستعجلين بالعذاب, لا بد من وقوعه عند حلول أجله، ذكر هنا حالهم في ذلك اليوم, وأنك لو رأيت حالهم إذا وقفوا عند ربهم, واجتمع الرؤساء والأتباع في الكفر والضلال, لرأيت أمرا عظيما وهولا جسيما، ورأيت كيف يتراجع, ويرجع بعضهم إلى بعض القول، فـ { يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا } وهم الأتباع { لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا } وهم القادة: { لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ } ولكنكم حُلْتُم بيننا وبين الإيمان, وزينتم لنا الكفر[ان], فتبعناكم على ذلك، ومقصودهم بذلك أن يكون العذاب على الرؤساء دونهم.
(الواو) استئنافيّة- أو عاطفة-
(بهذا) متعلّق بـ (نؤمن) ،
(الواو) عاطفة
(لا) زائدة لتأكيد النفي(بالذي) متعلّق بـ (نؤمن) معطوف على
(بهذا) ،
(بين) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة الموصولـ (الواو) استئنافيّة
(لو) حرف شرط غير جازم
(إذا) ظرف مستعار للزمن المستقبل متعلّق بـ (ترى) لتحقّق الرؤية
(عند) ظرف منصوب متعلّق بـ (موقوفون) ،
(إلى بعض) متعلّق بـ (يرجع) ، والواو في(استضعفوا) نائب الفاعلـ (للذين) متعلّق بـ (يقول) ،
(لولا) حرف شرط غير جازم
(أنتم) ضمير منفصل مبتدأ خبره محذوف وجوبا تقديره موجودون
(اللام) رابطة لجواب لولا.
جملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة .
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «لن نؤمن ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لو ترى ... » لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب لو محذوف تقديره لرأيت عجبا.. ومفعول ترى محذوف أي ترى حال الظالمين.وجملة: «الظالمون موقوفون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «يرجع بعضهم ... » في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ
(الظالمون) .
وجملة: «يقول الذين ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «استضعفوا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) الثاني.
وجملة: «استكبروا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) الثالث.
وجملة: «لولا أنتم ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كنّا مؤمنين» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
- القرآن الكريم - سبإ٣٤ :٣١
Saba'34:31