الرسم العثمانيقُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ ۖ إِنْ أَجْرِىَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ ۖ وَهُوَ عَلٰى كُلِّ شَىْءٍ شَهِيدٌ
الـرسـم الإمـلائـيقُلۡ مَا سَاَ لۡـتُكُمۡ مِّنۡ اَجۡرٍ فَهُوَ لَـكُمۡ ؕ اِنۡ اَجۡرِىَ اِلَّا عَلَى اللّٰهِ ۚ وَهُوَ عَلٰى كُلِّ شَىۡءٍ شَهِيۡدٌ
تفسير ميسر:
قل -أيها الرسول- للكفار; ما سألتكم على الخير الذي جئتكم به من أجر فهو لكم، ما أجري الذي أنتظره إلا على الله المطَّلِع على أعمالي وأعمالكم، لا يخفى عليه شيء فهو يجازي الجميع، كلٌّ بما يستحقه.
يقول تعالى آمرا رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول للمشركين " ما سألتكم من أجر فهو لكـم " أي لا أريد منكم جعلا ولا عطاء على أداء رسالة الله عز وجل إليكم ونصحي إياكم وأمركم بعبادة الله " إن أجري إلا على الله " أي إنما أطلب ثواب ذلك من عند الله " وهو على كل شيء شهيد" أي عالم بجميع الأمور بما أنا عليه من إخباري عنه بإرساله إياي إليكم وما أنتم عليه.وقوله عز وجل;
قوله تعالى ; قل ما سألتكم من أجر فهو لكم إن أجري إلا على الله وهو على كل شيء شهيد .قوله تعالى ; قل ما سألتكم من أجر أي جعل على تبليغ الرسالة فهو لكم أي ذلك الجعل لكم إن كنت سألتكموه إن أجري إلا على الله وهو على كل شيء شهيد أي رقيب وعالم وحاضر لأعمالي وأعمالكم ، لا يخفى عليه شيء فهو يجازي الجميع .
القول في تأويل قوله تعالى ; قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (47)يقول تعالى ذكره; قل يا محمد لقومك المكذبيك، الرادين عليك ما أتيتهم به من عند ربك; ما أسألكم من جُعْلٍ على إنذاريكم عذاب الله، وتخويفكم به بأسه، ونصيحتي لكم في أمري إياكم بالإيمان بالله، والعمل بطاعته، فهو لكم لا حاجة لي به. وإنما معنى الكلام; قل لهم; إني لم أسألكم على ذلك جعلا فتتهموني، وتظنوا أني إنما دعوتكم إلى اتباعي لمال آخذه منكم.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة قوله (قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ) أي; جُعل (فَهُوَ لَكُمْ) يقول; لم أسألكم على الإسلام جعلا.وقوله ( إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى اللَّهِ ) يقول; ما ثوابي على دعائكم إلى الإيمان بالله والعمل بطاعته، وتبليغكم رسالته، إلا على الله (وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيد) يقول; والله على حقيقة ما أقول لكم شهيد يشهد لي به، وعلى غير ذلك من الأشياء كلها.
وثَمَّ مانع للنفوس آخر عن اتباع الداعي إلى الحق, وهو أنه يأخذ أموال من يستجيب له, ويأخذ أجرة على دعوته. فبين اللّه تعالى نزاهة رسوله صلى الله عليه وسلم عن هذا الأمر فقال: { قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ } أي: على اتباعكم للحق { فَهُوَ لَكُمْ } أي: فأشهدكم أن ذلك الأجر - على التقدير - أنه لكم، { إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } أي: محيط علمه بما أدعو إليه، فلو كنت كاذبا, لأخذني بعقوبته، وشهيد أيضا على أعمالكم, سيحفظها عليكم, ثم يجازيكم بها.
(ما) اسم شرط جازم في محلّ نصب مفعول به مقدّم ثان
(سألتكم) في محلّ جزم فعل الشرط
(من أجر) متعلّق بحال من ما ،
(الفاء) رابطة لجواب الشرط
(لكم) متعلّق بخبر المبتدأ هو (إن) حرف نفي(إلّا) للحصر
(على الله) متعلّق بخبر المبتدأ أجري
(الواو) عاطفة
(على كلّ) متعلّق بالخبر شهيد.
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما سألتكم من أجر ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «هو لكم..» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «إن أجري إلّا على الله ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول للبيان.وجملة: «هو ... شهيد» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة.
- القرآن الكريم - سبإ٣٤ :٤٧
Saba'34:47