الرسم العثمانيهُوَ الَّذِى يُرِيكُمْ ءَايٰتِهِۦ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَآءِ رِزْقًا ۚ وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ
الـرسـم الإمـلائـيهُوَ الَّذِىۡ يُرِيۡكُمۡ اٰيٰتِهٖ وَيُنَزِّلُ لَـكُمۡ مِّنَ السَّمَآءِ رِزۡقًا ؕ وَمَا يَتَذَكَّرُ اِلَّا مَنۡ يُّنِيۡبُ
تفسير ميسر:
هو الذي يُظْهِر لكم- أيها الناس- قدرته بما تشاهدونه من الآيات العظيمة الدالة على كمال خالقها ومبدعها، ويُنَزِّل لكم من السماء مطرًا تُرزَقون به، وما يتذكر بهذه الآيات إلا مَن يرجع إلى طاعة الله، ويخلص له العبادة.
قوله جل جلاله "هو الذي يريكم آياته" أي يظهر قدرته لخلقه بما يشاهدونه في خلقه العلوي والسفلي من الآيات العظيمة الدالة على كمال خالقها ومبدعها ومنشئها "وينزل لكم من السماء رزقا" وهو المطر الذي يخرج به من الزروع والثمار ما هو مشاهد بالحس من اختلاف ألوانه وطعومه وروائحه وأشكاله وألوانه وهو ماء واحد فبالقدرة العظيمة فاوت بين هذه الأشياء "وما يتذكر" أي يعتبر ويتفكر في هذه الأشياء ويستدل بها على عظمة خالقها "إلا من ينيب" أي من هو بصير منيب إلى الله تبارك وتعالى.
قوله تعالى ; هو الذي يريكم آياته أي دلائل توحيده وقدرته وينزل لكم من السماء رزقا جمع بين إظهار الآيات وإنزال الرزق ; لأن بالآيات قوام الأديان ، وبالرزق قوام الأبدان . وهذه الآيات هي السماوات والأرضون وما فيهما وما بينهما من الشمس والقمر والنجوم والرياح والسحاب والبحار والأنهار والعيون والجبال والأشجار وآثار قوم هلكوا .وما يتذكر أي ما يتعظ بهذه الآيات فيوحد الله إلا من ينيب أي يرجع إلى طاعة الله .
القول في تأويل قوله تعالى ; هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلا مَنْ يُنِيبُ (13)يقول تعالى ذكره; الذي يريكم أيها الناس حججه وأدلته على وحدانيته وربوبيته ( وَيُنـزلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا ) يقول ينـزل لكم من أرزاقكم من السماء بإدرار الغيث الذي يخرج به أقواتكم من الأرض, وغذاء أنعامكم عليكم ( وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلا مَنْ يُنِيبُ ) يقول; وما يتذكر حجج الله التي جعلها أدلة على وحدانيته, فيعتبر بها ويتعظ, ويعلم حقيقة ما تدل عليه, إلا من ينيب, يقول; إلا من يرجع إلى توحيده, ويقبل على طاعته.كما حدثنا محمد, قال; ثنا أحمد, قال; ثنا أسباط, عن السديّ( إِلا مَنْ يُنِيبُ ) قال; من يقبل إلى طاعة الله.
يذكر تعالى نعمه العظيمة على عباده، بتبيين الحق من الباطل، بما يُرِي عباده من آياته النفسية والآفاقية والقرآنية، الدالة على كل مطلوب مقصود، الموضحة للهدى من الضلال، بحيث لا يبقى عند الناظر فيها والمتأمل لها أدنى شك في معرفة الحقائق، وهذا من أكبر نعمه على عباده، حيث لم يُبْقِ الحق مشتبهًا ولا الصواب ملتبسًا، بل نوَّع الدلالات ووضح الآيات، ليهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حي عن بينة وكلما كانت المسائل أجل وأكبر، كانت الدلائل عليها أكثر وأيسر، فانظر إلى التوحيد لما كانت مسألته من أكبر المسائل، بل أكبرها، كثرت الأدلة عليها العقلية والنقلية وتنوعت، وضرب الله لها الأمثال وأكثر لها من الاستدلال، ولهذا ذكرها في هذا الموضع، ونبه على جملة من أدلتها فقال: { فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ } ولما ذكر أنه يُرِي عباده آياته، نبه على آية عظيمة فقال: { وينزل لكم من السماء رزقا } أي: مطرًا به ترزقون وتعيشون أنتم وبهائمكم، وذلك يدل على أن النعم كلها منه، فمنه نعم الدين، وهي المسائل الدينية والأدلة عليها، وما يتبع ذلك من العمل بها. والنعم الدنيوية كلها، كالنعم الناشئة عن الغيث، الذي تحيا به البلاد والعباد. وهذا يدل دلالة قاطعة أنه وحده هو المعبود، الذي يتعين إخلاص الدين له، كما أنه -وحده- المنعم.{ وَمَا يَتَذَكَّرُ } بالآيات حين يذكر بها { إِلَّا مَنْ يُنِيبُ } إلى الله تعالى، بالإقبال على محبته وخشيته وطاعته والتضرع إليه، فهذا الذي ينتفع بالآيات، وتصير رحمة في حقه، ويزداد بها بصيرة.
(الواو) عاطفة
(لكم) متعلّق بحال من(رزقا) ،
(من السماء) متعلّق بـ (ينزّل) ،
(الواو) اعتراضيّة
(ما) نافية
(إلّا) للحصر
(من) موصول في محلّ رفع فاعل يتذكّر.
جملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يريكم ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذي) .
وجملة: «ينزّل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يريكم.
وجملة: «ما يتذكّر إلّا من ... » لا محلّ لها اعتراضيّة .
وجملة: «ينيب ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) .
(14)
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر
(مخلصين) حال منصوبة من فاعل ادعوا
(له) متعلّق بمخلصين
(الدين) مفعول به لاسم الفاعل مخلصين
(الواو) حاليّة
(لو) حرف شرط غير جازم.
وجملة: «ادعوا الله ... » في محل جزم جواب شرط مقدّر أي:
إن أردتم رضا الله فادعوه مخلصين.
وجملة: «كره الكافرون ... » في محلّ نصب حال.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
(15)
(رفيع) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أي الله
(ذو) خبر ثان مرفوع وعلامة الرفع الواو (من أمره) متعلّق بحال من الروح «2» ،
(على من) متعلّق بـ (يلقي) ،
(من عباده) متعلّق بحال من العائد المحذوف
(اللام)للتعليلـ (ينذر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والمفعول به الأول محذوف أي الناس
(يوم) مفعول به ثان منصوب بحذف مضاف أي: شدة يوم التلاق أو أهوال يوم التلاق.
(التلاق) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة.
والمصدر المؤوّل: «أن ينذر ... » في محلّ جرّ باللام متعلّق بـ (يلقي) .
وجملة: «هو رفيع ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يلقي ... » في محلّ رفع خبر ثالث للمبتدأ المحذوف.
وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) .
وجملة: «ينذر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) المضمر.
(16)
(يوم) الثاني بدل من يوم التلاق منصوبـ (لا) نافية
(على الله) متعلّق بـ (يخفى) ،
(منهم) متعلّق بحال من شيء
(لمن) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ الملك
(اليوم) متعلّق بالمصدر الملك،
(لله) متعلّق بخبر لمبتدأ محذوف تقديره الملك.
وجملة: «هم بارزون..» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «لا يخفى ... شيء» في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ
(هم) .
وجملة: «لمن الملك ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي يقول الله: لمن الملك ...وجملة: «
(الملك) لله» في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر آخر.
أي يقول الله يجيب نفسه: الملك لله.. وجملة القول المقدّرة استئناف بيانيّ.(17)
(اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بـ (تجزى) ،
(كلّ) نائب الفاعل مرفوع
(ما) حرف مصدريّ .
والمصدر المؤوّلـ (ما كسبت..) في محلّ جرّ بـ (الباء) متعلّق بـ (تجزى) ، و (الباء) سببيّة.
(لا) نافية للجنس
(اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بخبر لا..
وجملة: «تجزى كلّ نفس ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول المقدّر.
وجملة: «كسبت ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(ما) .
وجملة: «لا ظلم اليوم..» لا محلّ لها استئناف آخر في حيّز القول.
وجملة: «إنّ الله سريع..» لا محلّ لها تعليليّة.
- القرآن الكريم - غافر٤٠ :١٣
Gafir40:13