الرسم العثمانيوَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِى الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ
الـرسـم الإمـلائـيوَلَنۡ يَّنۡفَعَكُمُ الۡيَوۡمَ اِذْ ظَّلَمۡتُمۡ اَنَّكُمۡ فِى الۡعَذَابِ مُشۡتَرِكُوۡنَ
تفسير ميسر:
ولن ينفعكم اليوم- أيها المعرضون- عن ذكر الله إذ أشركتم في الدنيا أنكم في العذاب مشتركون أنتم وقرناؤكم، فلكل واحد نصيبه الأوفر من العذاب، كما اشتركتم في الكفر.
أي لا يغني عنكم اجتماعكم في النار واشتراككم في العذاب الأليم.
قوله تعالى ; ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون .قوله تعالى ; ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم ( إذ ) بدل من اليوم ، أي ; يقول الله للكافر ; لن ينفعكم اليوم إذ أشركتم في الدنيا هذا الكلام ، وهو قول الكافر ; ياليت بيني وبينك بعد المشرقين أي ; لا تنفع الندامة اليوم . ( إنكم ) بالكسر ( في العذاب مشتركون ) وهي قراءة ابن عامر باختلاف عنه . الباقون بالفتح . وهي في موضع رفع تقديره ; ولن ينفعكم اليوم اشتراككم في العذاب ; لأن لكل واحد نصيبه الأوفر منه . أعلم الله تعالى أنه منع أهل النار التأسي كما يتأسى أهل المصائب في الدنيا ، وذلك أن التأسي يستروحه أهل الدنيا فيقول أحدهم ; لي في البلاء والمصيبة أسوة ، فيسكن ذلك من حزنه ، كما قالت الخنساء ;فلولا كثرة الباكين حولي على إخوانهم لقتلت نفسي وما يبكون مثل أخي ولكن أعزي النفس عنه بالتأسيفإذا كان في الآخرة لم ينفعهم التأسي شيئا لشغلهم بالعذاب .وقال مقاتل ; لن ينفعكم الاعتذار والندم اليوم ; لأن قرناءكم وأنتم في العذاب مشتركون كما اشتركتم في الكفر .
وقوله; ( وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ ) أيها العاشون عن ذكر الله في الدنيا( إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ) يقول; لن يخفف عنكم اليوم من عذاب الله اشتراككم فيه, لأن لكل واحد منكم نصيبه منه, و " أنَّ" من قوله ( أنَّكُمْ ) في موضع رفع لما ذكرت أن معناه; لن ينفعكم اشتراككم.
وقوله تعالى: { وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ } أي: ولا ينفعكم يوم القيامة اشتراككم في العذاب، أنتم وقرناؤكم وأخلاؤكم، وذلك لأنكم اشتركتم في الظلم، فاشتركتم في عقابه وعذابه.ولن ينفعكم أيضا، روح التسلي في المصيبة، فإن المصيبة إذا وقعت في الدنيا، واشترك فيها المعاقبون، هان عليهم بعض الهون، وتسلَّى بعضهم ببعض، وأما مصيبة الآخرة، فإنها جمعت كل عقاب، ما فيه أدنى راحة، حتى ولا هذه الراحة. نسألك يا ربنا العافية، وأن تريحنا برحمتك.
(الواو) استئنافيّة
(اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بـ (ينفعكم) ،
(إذ) ظرف للزمن الماضي متعلّق بـ (ينفعكم) على تقدير: إذ تبيّن ظلمكم ،
(في العذاب) متعلّق بـ (مشتركون) ..والمصدر المؤوّلـ (أنّكم في العذاب مشتركون) في محلّ رفع فاعل ينفعكم أي لن ينفعكم اشتراككم في العذاب بالتأسيّ .
- القرآن الكريم - الزخرف٤٣ :٣٩
Az-Zukhruf43:39