الرسم العثمانيوَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِىٓ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
الـرسـم الإمـلائـيوَتِلۡكَ الۡجَنَّةُ الَّتِىۡۤ اُوۡرِثۡتُمُوۡهَا بِمَا كُنۡتُمۡ تَعۡمَلُوۡنَ
تفسير ميسر:
وهذه الجنة التي أورثكم الله إياها؛ بسبب ما كنتم تعملون في الدنيا من الخيرات والأعمال الصالحات، وجعلها مِن فضله ورحمته جزاء لكم.
ثم قيل لهم على وجه التفضل والامتنان "وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون" أي أعمالكم الصالحة كانت سببا لشمول رحمة الله إياكم فإنه لا يدخل أحدا عمله الجنة ولكن برحمة الله وفضله وإنما الدرجات ينال تفاوتها بحسب الأعمال الصالحات قال ابن أبي حاتم حدثنا الفضل بن شاذان المقري حدثنا يوسف بن يعقوب يعني الصفار حدثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال; قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كل أهل النار يرى منزله من الجنة حسرة فيكون له فيقول "لو أن الله هداني لكنت من المتقين" وكل أهل الجنة يرى منزله من النار فيقول " وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله" فيكون له شكرا " قال; وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما من أحد إلا وله منزل في الجنة ومنزل في النار فالكافر يرث المؤمن منزله من النار والمؤمن يرث الكافر منزلة من الجنة" وذلك قوله تعالى "وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون".
قوله تعالى ; وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون .قوله تعالى ; وتلك الجنة أي يقال لهم هذه تلك الجنة التي كانت توصف لكم في الدنيا .وقال ابن خالويه ; أشار تعالى إلى الجنة بتلك وإلى جهنم بهذه ، ليخوف بجهنم ويؤكد التحذير منها . وجعلها بالإشارة القريبة كالحاضرة التي ينظر إليها .التي أورثتموها بما كنتم تعملون قال ابن عباس ; خلق الله لكل نفس جنة ونارا ، فالكافر يرث نار المسلم ، والمسلم يرث جنة الكافر ، وقد تقدم هذا مرفوعا في قد أفلح المؤمنون من حديث أبي هريرة ، وفي ( الأعراف ) أيضا .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (72)يقول تعالى ذكره; يقال لهم; وهذه الجنة التي أورثكموها الله عن أهل النار الذين أدخلهم جهنم بما كنتم في الدنيا تعملون من الخيرات.
{ وَتِلْكَ الْجَنَّةُ } الموصوفة بأكمل الصفات، هي { الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } أي: أورثكم اللّه إياها بأعمالكم، وجعلها من فضله جزاء لها، وأودع فيها من رحمته ما أودع.
72-
(الواو) عاطفة
(تلك) اسم إشارة مبتدأ خبره جملة لكم فيها فواكه.. (التي) موصول نعت للجنّة مرفوع، وضمير الخطاب في(أورثتموها) نائب الفاعل، والواو زائدة إشباع حركة الميم، وضمير الغائب مفعول به
(ما) مصدرية . والمصدر المؤوّلـ (ما كنتم تعملون) في محلّ جرّ بالباء السببيّة متعلّق بـ (أورثتموها) . وجملة: «تلك الجنّة ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة: «أورثتموها ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (التي) . وجملة: «كنتم تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(ما) . وجملة: «تعملون» في محلّ نصب خبر كنتم.
- القرآن الكريم - الزخرف٤٣ :٧٢
Az-Zukhruf43:72