الرسم العثمانيوَلَقَدْ ءَاتَيْنَا بَنِىٓ إِسْرٰٓءِيلَ الْكِتٰبَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنٰهُم مِّنَ الطَّيِّبٰتِ وَفَضَّلْنٰهُمْ عَلَى الْعٰلَمِينَ
الـرسـم الإمـلائـيوَلَقَدۡ اٰتَيۡنَا بَنِىۡۤ اِسۡرَآءِيۡلَ الۡكِتٰبَ وَالۡحُكۡمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقۡنٰهُمۡ مِّنَ الطَّيِّبٰتِ وَفَضَّلۡنٰهُمۡ عَلَى الۡعٰلَمِيۡنَۚ
تفسير ميسر:
ولقد آتينا بني إسرائيل التوراة والإنجيل والحكم بما فيهما، وجعلنا أكثر الأنبياء من ذرية إبراهيم عليه السلام فيهم، ورزقناهم من الطيبات من الأقوات والثمار والأطعمة، وفضَّلناهم على عالمي زمانهم.
يذكر تعالى ما أنعم به على بني إسرائيل من إنزال الكتب عليهم وإرسال الرسل إليهم وجعله الملك فيه ولهذا قال تبارك وتعالى ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات أي من المآكل والمشارب وفضلناهم على العالمين أي في زمانهم.
قوله تعالى ; ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب يعني التوراة . والحكم والنبوة ؛ الحكم ; الفهم في الكتاب . وقيل ; الحكم على الناس والقضاء . والنبوة يعني الأنبياء من وقت يوسف - عليه السلام - إلى زمن عيسى عليه السلام . ورزقناهم من الطيبات أي الحلال من الأقوات والثمار والأطعمة التي كانت بالشام . وقيل ; يعني المن والسلوى في التيه . وفضلناهم على العالمين أي على عالمي زمانهم . على ما تقدم في ( الدخان ) بيانه .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (16)يقول تعالى ذكره ( وَلَقَدْ آتَيْنَا ) يا محمد ( بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ ) يعني التوراة والإنجيل، (والحُكْمَ) يعني الفهم بالكتاب, والعلم بالسنن التي لم تنـزل فى الكتاب، ( وَالنُّبُوَّةَ ) يقول; وجعلنا منهم أنبياء ورسُلا إلى الخلق، ( وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ) يقول; وأطعمناهم من طيبات أرزاقنا, وذلك ما أطعمهم من المنّ والسلوى ( وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ) يقول; وفضلناهم على عالمي أهل زمانهم في أيام فرعون وعهده في ناحيتهم بمصر والشام.
أي: ولقد أنعمنا على بني إسرائيل نعما لم تحصل لغيرهم من الناس، وآتيناهم { الكتاب } أي: التوراة والإنجيل { والحكم } بين الناس { والنبوة } التي امتازوا بها وصارت النبوة في ذرية إبراهيم عليه السلام، أكثرهم من بني إسرائيل، { وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ } من المآكل والمشارب والملابس وإنزال المن والسلوى عليهم { وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ } أي: على الخلق بهذه النعم ويخرج من هذا العموم اللفظي هذه الأمة فإنهم خير أمة أخرجت للناس. والسياق يدل على أن المراد غير هذه الأمة فإن الله يقص علينا ما امتن به على بني إسرائيل وميزهم عن غيرهم، وأيضا فإن الفضائل التي فاق بها بنو إسرائيل من الكتاب والحكم والنبوة وغيرها من النعوت قد حصلت كلها لهذه الأمة، وزادت عليهم هذه الأمة فضائل كثيرة فهذه الشريعة شريعة بني إسرائيل جزء منها، فإن هذا الكتاب مهيمن على سائر الكتب السابقة، ومحمد صلى الله عليه وسلم مصدق لجميع المرسلين.
(الواو) استئنافيّة
(اللام) لام القسم لقسم مقدّر
(قد) حرف تحقيق
(الكتاب) مفعول به ثان منصوبـ (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة
(من الطيّبات) متعلّق بـ (رزقناهم) ،
(على العالمين) متعلّق بـ (فضّلناهم) جملة: «آتينا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «رزقناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آتينا وجملة: «فضّلناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آتينا 17-
(الواو) عاطفة
(من الأمر) متعلّق بنعت لـ (بيّنات) ،
(الفاء) عاطفة
(ما) نافية
(إلّا) للحصر
(من بعد) متعلّق بـ (اختلفوا) ،
(ما) حرف مصدريّ
(بغيا) مفعول لأجله منصوب ،
(بينهم) ظرف منصوب متعلّق بنعت لـ (بغيا) والمصدر المؤوّلـ (ما جاءهم ... ) في محلّ جرّ مضاف إليه
(بينهم) الثاني متعلّق بـ (يقضي) ،
(يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بـ (يقضي) ،
(في ما) متعلّق بـ (يقضي) ،
(فيه) متعلّق بـ (يختلفون) .
وجملة: «آتيناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آتينا وجملة: «اختلفوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آتيناوجملة: «جاءهم العلم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(ما) وجملة: «إنّ ربّك يقضي ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يقضي ... » في محلّ رفع خبر إنّ وجملة: «كانوا فيه يختلفون» لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) وجملة: «يختلفون» في محلّ نصب خبر كانوا 18-
(ثمّ) للعطف- أو استئنافيّة-
(على شريعة) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان
(من الأمر) متعلّق بنعت لـ (شريعة) ،
(الفاء) عاطفة لربط السبب بالمسبّبـ (الواو) عاطفة
(لا) ناهية جازمة والثانية نافية ...وجملة: «جعلناك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم وجملة: «اتّبعها ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مسبّب عما سبق أي: تنبّه فاتّبعها وجملة: «لا تتبع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّبعها وجملة: «لا يعلمون ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) 19-
(عنك) متعلّق بـ (يغنوا) بتضمينه معنى يدفعوا
(من الله) متعلّق بحال من(شيئا) بحذف مضاف أي من عذاب الله
(الواو) عاطفة في الموضعين
(بعضهم) مبتدأ خبره
(أولياء) ..
وجملة: «إنّهم لن يغنوا ... » لا محلّ لها تعليل للنهي السابق وجملة: «لن يغنوا ... » في محلّ رفع خبر إنّ وجملة: «إنّ الظالمين ... » لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة وجملة: «بعضهم أولياء ... » في محلّ رفع خبر إنّ
(الثاني) وجملة: «الله وليّ ... » لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.20-
(للناس) متعلّق بنعت لـ (بصائر) ،
(لقوم) متعلّق بـ (رحمة) ..
وجملة: «هذا بصائر ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يوقنون» في محلّ جرّ نعت لقوم
- القرآن الكريم - الجاثية٤٥ :١٦
Al-Jasiyah45:16