الرسم العثمانيقَالُوٓا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ ءَالِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ الصّٰدِقِينَ
الـرسـم الإمـلائـيقَالُـوۡۤا اَجِئۡتَـنَا لِتَاۡفِكَنَا عَنۡ اٰلِهَـتِنَا ۚ فَاۡتِنَا بِمَا تَعِدُنَاۤ اِنۡ كُنۡتَ مِنَ الصّٰدِقِيۡنَ
تفسير ميسر:
قالوا; أجئتنا بدعوتك؛ لتصرفنا عن عبادة آلهتنا؟ فأتنا بما تعدنا به من العذاب، إن كنت من أهل الصدق في قولك ووعدك.
أي قال لهم هود ذلك فأجابه قومه قائلين "أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا" أي لتصدنا عن آلهتنا "فائتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين" استعجلوا عذاب الله وعقوبته استبعادا منهم وقوعه كقوله جلت عظمته "يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها".
قوله تعالى ; قالوا أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا فيه وجهان ; أحدهما ; لتزيلنا عن عبادتها بالإفك . الثاني ; لتصرفنا عن آلهتنا بالمنع ، قاله الضحاك قال عروة بن أذينة ;إن تك عن أحسن الصنيعة مأ فوكا ففي آخرين قد أفكوايقول ; إن لم توفق للإحسان فأنت في قوم قد صرفوا . فأتنا بما تعدنا هذا يدل على أن الوعد قد يوضع موضع الوعيد . إن كنت من الصادقين أنك نبي
القول في تأويل قوله تعالى ; قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (22)يقول تعالى ذكره; قالت عاد لهود, إذ قال لهم لا تعبدوا إلا الله; إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم, أجئتنا يا هود لتصرفنا عن عبادة آلهتنا إلى عبادة ما تدعونا إليه, وإلى اتباعك على قولك.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثني يونس, قال; أخبرنا ابن وهب, قال; قال ابن زيد, في قوله ( أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا ) قال; لتزيلنا, وقرأ إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا قال; تضلنا وتزيلنا وتأفكنا( فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا ) من العذاب على عبادتنا ما نعبد من الآلهة ( إِنْ كُنْتُ ) من أهل الصدق في قوله وعداته.
{ قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا } أي: ليس لك من القصد ولا معك من الحق إلا أنك حسدتنا على آلهتنا فأردت أن تصرفنا عنها.{ فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ } وهذا غاية الجهل والعناد.
(الهمزة) للاستفهام
(اللام) للتعليلـ (تأفكنا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام
(عن آلهتنا) متعلّق بـ (تأفكنا) ،
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر
(بما) متعلّق بـ (ائتنا) ، والعائد محذوف
(كنت) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط
(من الصادقين) متعلّق بخبر كنت ...والمصدر المؤوّلـ (أن تأفكنا ... ) في محلّ جرّ متعلّق بـ (جئتنا) جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «أجئتنا ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «ائتنا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كنت صادقا فأتنا ...وجملة: «تعدنا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) وجملة: «كنت من الصادقين ... » لا محلّ لها مفسّرة للشرط المقدّر- أو استئنافيّة- وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله
- القرآن الكريم - الأحقاف٤٦ :٢٢
Al-Ahqaf46:22