الرسم العثمانيوَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرٰىةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم ۚ مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَآءَ مَا يَعْمَلُونَ
الـرسـم الإمـلائـيوَلَوۡ اَنَّهُمۡ اَقَامُوا التَّوۡرٰٮةَ وَالۡاِنۡجِيۡلَ وَمَاۤ اُنۡزِلَ اِلَيۡهِمۡ مِّنۡ رَّبِّهِمۡ لَاَ كَلُوۡا مِنۡ فَوۡقِهِمۡ وَمِنۡ تَحۡتِ اَرۡجُلِهِمۡؕ مِنۡهُمۡ اُمَّةٌ مُّقۡتَصِدَةٌ ؕ وَكَثِيۡرٌ مِّنۡهُمۡ سَآءَ مَا يَعۡمَلُوۡنَ
تفسير ميسر:
ولو أنَّهم عملوا بما في التوراة والإنجيل، وبما أُنْزِل عليك أيها الرسول - وهو القرآن الكريم - لرُزِقوا من كلِّ سبيلٍ، فأنزلنا عليهم المطر، وأنبتنا لهم الثمر، وهذا جزاء الدنيا. وإنَّ مِن أهل الكتاب فريقًا معتدلا ثابتًا على الحق، وكثير منهم ساء عملُه، وضل عن سواء السبيل.
قال تعالى " ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم" قال ابن عباس وغيره هو القرآن لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم أي لأنهم عملوا بما في الكتب التي بأيديهم عن الأنبياء على ماهي عليه من غير تحريف ولا تبديل ولا تغيير لقادهم ذلك إلى اتباع الحق والعلم بمقتضى ما بعث الله به محمدا - صلى الله عليه وسلم - فإن كتبهم ناطقة بتصديقه والأمر باتباعه حتما لا محالة وقوله تعالى" لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم" يعني بذلك كثرة الرزق النازل عليهم من السماء والأرض وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس" لأكلوا من فوقهم" يعنى لأرسل السماء عليهم مدرارا ومن تحت أرجلهم يعني يخرج من الأرض بركاتها وكذا قال مجاهد وسعيد بن جبر وقتادة والسدي كما قال تعالى" ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض" الآية وقال تعالى" ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس" الآية وقال بعضهم معناه" لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم" يعني من غير كد ولا تعب ولا شقاء ولا عناء وقال ابن جرير; قال بعضهم معناه لكانوا في الخير كما يقول القائل; هو في الخير من فرقه إلى قدمه ثم رد هذا القول لمخالفه أقوال السلف.و قد ذكر ابن أبي حاتم عند قوله "ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل" فقال حدثنا علقمة عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوشك أن يرفع العلم قال زياد بن لبيد يا رسول الله وكيف يرفع العلم وقد قرأنا القرآن وعلمناه أبناءنا فقال; ثكلتك أمك يا ابن لبيد إن كنت لأراك من أفقه أهل المدينة أوليست التوراة والإنجيل بأيدي اليهود والنصارى فما أغنى عنهم حين تركوا أمر الله ثم قرأ" ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل" هكذا أورده ابن أبي حاتم معلقا من أول إسناده مرسلا في آخره وقد رواه الإمام أحمد بن حنبل متصلا موصولا فقال; حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن زياد بن لبيد أنه قال ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئا فقال وذاك عند ذهاب العلم قال قلنا يارسول الله وكيف يذهب العلم ونحن نقرأ القرآن ونقرئه أبناءنا وأبناؤنا يقرءونه أبناءهم إلى يوم القيامة فقال ثكلتك أمك يا ابن أم لبيد إن كنت لأراك من أفقه رجل بالمدينة أو ليس هذه اليهود والنصارى يقرءون التوراة والإنجيل ولا ينتفعون بما فيهما بشيء" هكذا رواه ابن ماجه عن أبى بكر بن أبي شيبة عن وكيع به نحوه وهذا إسناد صحيح وقوله تعالى" منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون" كقوله" ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون" وكقوله عن أتباع عيسى فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم" الآية فجعل أعلى مقاماتهم الاقتصاد وهو أوسط مقامات هذه الأمة وفوق ذلك رتبة السابقين كما في قوله عز وجل" ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير جنات عدن يدخلونها" الآية والصحيح أن الأقسام الثلاثة من هذه الأمة كلهم يدخلون الجنة وقد قال أبو بكر بن مردويه حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا أحمد بن يونس الضبي حدثنا عاصم بن علي حدثنا أبو معشر عن يعقوب بن يزيد بن طلحة عن زيد بن أسلم عن أنس بن مالك قال كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال;" تفرقت أمة موسى على إحدى وسبعين ملة سبعون منها في النار وواحدة في الجنة وتفرقت أمة عيسى على ثنتين وسبعين ملة واحدة منها في الجنة وإحدى وسبعون منها في النار وتعلو أمتي على الفرقتين جميعا واحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار قالوا من هم يا رسول الله قال الجماعات الجماعات" قال يعقوب بن زيد كان علي بن أبي طالب إذا حدث بهذا الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلا فيه القرآن قال" ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنات النعيم" إلى قوله" منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون" وتلا أيضا قوله تعالى" وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون" يعني أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - وهذا حديث غريب جدا من هذا الوجه وبهذا السياق وحديث افتراق الأمم إلى بضع وسبعين مروي من طرق عديدة وقد ذكرناه في موضع آخر ولله الحمد والمنة.
وإقامة التوراة والإنجيل العمل بمقتضاهما وعدم تحريفهما ; وقد تقدم هذا المعنى في ( البقرة ) مستوفى . وما أنزل إليهم من ربهم أي القرآن ، وقيل ; كتب أنبيائهم . لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم قال ابن عباس وغيره ; يعني المطر والنبات ; وهذا يدل على أنهم كانوا في جدب . وقيل ; المعنى لوسعنا عليهم في أرزاقهم وأكلوا أكلا متواصلا ; وذكر فوق وتحت للمبالغة فيما يفتح عليهم من الدنيا ; ونظير هذه الآية ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ، وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض فجعل تعالى التقى من أسباب الرزق كما في هذه الآيات ، ووعد بالمزيد لمن شكر فقال ; لئن شكرتم لأزيدنكم ، ثم أخبر تعالى أن منهم مقتصدا . المؤمنون منهم كالنجاشي وسلمان وعبد الله بن سلام اقتصدوا فلم يقولوا في عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام إلا ما يليق بهما ، وقيل ; أراد بالاقتصاد قوما لم يؤمنوا ، ولكنهم لم يكونوا من المؤذين المستهزئين ، والله أعلم ، والاقتصاد الاعتدال في العمل ; وهو من القصد ، والقصد إتيان الشيء ; تقول ; قصدته وقصدت له وقصدت إليه بمعنى . ساء ما يعملون أي ; بئس شيء عملوه ; كذبوا الرسل ، وحرفوا الكتب وأكلوا السحت .
القول في تأويل قوله ; وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْقال أبو جعفر; يعني تعالى ذكره بقوله; " ولو أنهم أقامُوا التوراة والإنجيلَ"، ولو أنهم عملوا بما في التوراة والإنجيل (3) =" وما أنـزل إليهم من ربهم "، يقول; وعملوا بما أنـزل إليهم من ربهم من الفرقانِ الذي جاءهم به محمد صلى الله عليه وسلم.* * *فإن قال قائل; وكيف يقيمون التوراة والإنجيل وما أنـزل إلى محمد صلى الله عليه وسلم، مع اختلاف هذه الكتب، ونسخِ بعضها بعضًا؟قيل; إنها وإن كانت كذلك في بعض أحكامها وشرائعها، فهي متَّفِقة في الأمر بالإيمان برُسُل الله، والتصديق بما جاءت به من عند الله. فمعنى إقامتهم التوراةَ والإنجيل وما أنـزل إلى محمد صلى الله عليه وسلم; تصديقُهُم بما فيها، والعملُ بما هي متفقة فيه، وكل واحد منها في الحين الذي فرض العمل به. (4)* * *وأما معنى قوله; " لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم "، فإنه يعني; لأنـزل الله عليهم من السماء قَطْرَها، فأنبتت لهم به الأرض حبها ونباتها، فأخرج ثمارَها.* * *وأما قوله; " ومن تحت أرجلهم "، فإنه يعني تعالى ذكره; لأكلوا من برَكة ما تحت أقدامِهم من الأرض، وذلك ما تخرجه الأرض من حَبِّها ونباتها وثمارِها، وسائرِ ما يؤكل مما تخرجه الأرض.* * *وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.ذكر من قال ذلك;12257 - حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس; " ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنـزل إليهم من ربّهم لأكلوا من فوقهم "، يعني; لأرسل السماءَ عليهم مدرارًا=" ومن تحت أرجلهم "، تخرج الأرض برَكتها.12258 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة; " ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنـزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم "، يقول; إذًا لأعطتهم السماء برَكتها والأَرْضُ نَباتها.12259 - حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي; " ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنـزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم "، يقول; لو عملوا بما أنـزل إليهم مما جاءهم به محمد صلى الله عليه وسلم، لأنـزلنا عليهم المطرَ، فلأنبت الثَّمر. (5)12260 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد; " ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنـزل إليهم من ربهم "، أمّا " إقامتهم التوراة "، فالعمل بها= وأما " ما أنـزل إليهم من ربهم "، فمحمد صلى الله عليه وسلم وما أنـزل عليه. يقول; " لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم "، أما " من فوقهم "، فأرسلت عليهم مطرًا، وأما " من تحت أرجلهم "، يقول; لأنبتُّ لهم من الأرض من رزقي ما يُغْنيهم.12261 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد قوله; " لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم "، قال; بركات السماء والأرض= قال ابن جريج; " لأكلوا من فوقهم "، المطر=" ومن تحت أرجلهم "، من نبات الأرض.12262 - حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله; " من فوقهم ومن تحت أرجلهم "، يقول; لأكلوا من الرزق الذي ينـزل من السماء=" ومن تحت أرجلهم "، يقول; من الأرض.* * *وكان بعضهم يقول (6) إنما أريد بقوله; " لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم "، التَّوْسِعَة، كما يقول القائل; " هو في خير من قَرْنه إلى قدمه ". (7)وتأويل أهل التأويل بخلاف ما ذكرنا من هذا القول، وكفى بذلك شهيدًا على فساده.* * *القول في تأويل قوله ; مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ (66)قال أبو جعفر; يعني تعالى ذكره بقوله; " منهم أمة "، منهم جماعة (8) =" مقتصدة "، يقول; مقتصدة في القول في عيسى ابن مريم، قائلةٌ فيه الحقَّ أنه رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، لا غاليةٌ قائلةٌ; إنه ابن الله، تعالى الله عما قالوا من ذلك، ولا مقصرة قائلةٌ; هو لغير رِشْدَة=" وكثير منهم "، يعني; من بني إسرائيل من أهل الكتابِ اليهودِ والنصارى =" ساء ما يعملون "، يقول; كثير منهم سيئ عملهم، (9) وذلك أنهم يكفرون بالله، فتكذب النصارى بمحمد صلى الله عليه وسلم، وتزعُم أن المسيحَ ابن الله= وتكذِّب اليهود بعيسى وبمحمد صلى الله عليهما. فقال الله تعالى فيهم ذامًّا لهم; " ساء ما يعملون "، في ذلك من فعلهم.* * *وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.ذكر من قال ذلك;12264 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد; " منهم أمة مقتصدة "، وهم مسلمة أهل الكتاب=" وكثير منهم ساءَ ما يعملون ". (10)12265 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل قال، حدثنا عبد الله بن كثير، أنه سمع مجاهدًا يقول; تفرَّقت بنو إسرائيل فِرَقًا، فقالت &; 10-466 &; فرقة; " عيسى هو ابن الله "، وقالت فرقة; " هو الله "، وقالت فرقة; " هو عبد الله وروحه "، وهي المقتصدة، وهي مسلمةُ أهل الكتاب.12266 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة، قال الله; " منهم أمة مقتصدة "، يقول; على كتابه وأمره. ثم ذمّ أكثر القوم فقال; " وكثير منهم ساء ما يعملون ".12267 - حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي; " منهم أمة مقتصدة "، يقول; مؤمنة.12268 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله; " منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون " قال; المقتصدة، أهلُ طاعة الله. قال; وهؤلاء أهل الكتاب.12269 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع بن أنس في قوله; " منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون "، قال; فهذه الأمة المقتصدة، الذين لا هم جَفَوا في الدين ولا هم غلوا. (11) قال; و " الغلو "، الرغبة [عنه]، و " الفسق "، التقصير عنه. (12)----------------الهوامش;(3) انظر تفسير"الإقامة" فيما سلف من فهارس اللغة (قوم) مثل"إقامة الصلاة".(4) في المطبوعة; "وكل واحد منهما في الخبر الذي فرض العمل به" ، وهي جملة لا معنى لها ، صوابها من المخطوطة.(5) في المطبوعة; "فأنبتت الثمر" ، وأثبت ما في المخطوطة ، وهو صواب محض.(6) هذه مقالة الفراء في معاني القرآن 1; 315.(7) في المطبوعة; "من فرقه إلى قدمه" ، وأثبت ما في المخطوطة ، ومعاني القرآن للفراء و"القرن"; حد الرأس وجانبها ، ورأس كل عال قرنه.(8) انظر تفسير"أمة" فيما سلف 7; 106 ، تعليق; 2 ، والمراجع هناك.(9) انظر تفسير"ساء" فيما سلف 9; 205 ، تعليق; 4 ، والمراجع هناك.(10) سقط من الترقيم ، رقم; 12263 سهوًا.(11) في المطبوعة; "الذين لا هم فسقوا في الدين" ، وهي كذلك في الدر المنثور 2; 297 ، والذي في المخطوطة هو ما أثبته ، وهو الصواب إن شاء الله ، وفي الحديث; "وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي" ، وفيه أيضا; "اقرأوا القرآن ولا تجفوا عنه" ، أي تعاهدوه ولا تبعدوا عن تلاوته.(12) هذه الزيادة بين القوسين لا بد منها ، استظهرتها من الأثر السالف رقم; 10853 ، من تفسير الربيع بن أنس أيضا لآية سورة النساء; 171.
{ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ مِن رََّبِّهِمْ ْ} أي: قاموا بأوامرهما ونواهيهما، كما ندبهم الله وحثهم. ومن إقامتهما الإيمان بما دعيا إليه، من الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن، فلو قاموا بهذه النعمة العظيمة التي أنزلها ربهم إليهم، أي: لأجلهم وللاعتناء بهم { لَأَكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ْ} أي: لأدر الله عليهم الرزق، ولأمطر عليهم السماء، وأنبت لهم الأرض كما قال تعالى: { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ْ} { مِنْهُمْ ْ} أي: من أهل الكتاب { أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ ْ} أي: عاملة بالتوراة والإنجيل، عملا غير قوي ولا نشيط، { وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ ْ} أي: والمسيء منهم الكثير. وأما السابقون منهم فقليل ما هم.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - المائدة٥ :٦٦
Al-Ma'idah5:66