الرسم العثمانيتَرٰى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِى الْعَذَابِ هُمْ خٰلِدُونَ
الـرسـم الإمـلائـيتَرٰى كَثِيۡرًا مِّنۡهُمۡ يَتَوَلَّوۡنَ الَّذِيۡنَ كَفَرُوۡاؕ لَبِئۡسَ مَا قَدَّمَتۡ لَهُمۡ اَنۡفُسُهُمۡ اَنۡ سَخِطَ اللّٰهُ عَلَيۡهِمۡ وَفِى الۡعَذَابِ هُمۡ خٰلِدُوۡنَ
تفسير ميسر:
تَرَى -أيها الرسول- كثيرًا من هؤلاء اليهود يتخذون المشركين أولياء لهم، ساء ما عملوه من الموالاة التي كانت سببًا في غضب الله عليهم، وخلودهم في عذاب الله يوم القيامة.
قوله تعالى "ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا" قال مجاهد يعني بذلك المنافقين وقوله" لبئس ما قدمت لهم أنفسهم" يعني بذلك موالاتهم للكافرين وتركهم موالاة المؤمنين التي أعقبتهم نفاقا في قلوبهم وأسخطت الله عليهم سخطا مستمرا إلى يوم معادهم ولهذا قال" أن سخط الله عليهم" وفسر بذلك ما ذمهم به ثم أخبر عنهم أنهم" في العذاب خالدون" يعني يوم القيامة قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا هشام بن عمار حدثنا مسلم بن علي عن الأعمش بإسناد ذكره قال; يا معشر المسلمين إياكم والزنا فإن فيه ست خصال ثلاثة فى الدنيا وثلاثة فى الآخرة فأما التي في الدنيا; فإنه يذهب البهاء ويورث الفقر وينقص العمر وأما التي فى الآخرة; فإنه يوجب سخط الرب وسوء الحساب والخلود في النار ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم" لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون" هكذا ذكره ابن أبي حاتم وقد رواه ابن مردويه عن طريق هشام بن عمار عن مسلم من الأعمش عن شقيق عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره وساقه أيضا من طريق سعيد بن عفير عن مسلم عن أبي عبد الرحمن الكوفي عن الأعمش عن شقيق عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكر مثله وهذا حديث ضعيف على كل حال والله أعلم.
قوله تعالى ; ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدونقوله تعالى ; ترى كثيرا منهم أي ; من اليهود ; قيل ; كعب بن الأشرف وأصحابه ، وقال مجاهد ; يعني المنافقين يتولون الذين كفروا أي المشركين ; وليسوا على دينهم . لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أي ; سولت وزينت ، وقيل ; المعنى لبئس ما قدموا لأنفسهم ومعادهم . أن سخط الله عليهم أن في موضع رفع على إضمار مبتدأ كقوله ; بئس رجل زيد ، وقيل ; بدل من ما في قوله لبئس على أن تكون ما نكرة فتكون رفعا [ ص; 189 ] أيضا ، ويجوز أن تكون في موضع نصب بمعنى لأن سخط الله عليه ; وفي العذاب هم خالدون ابتداء وخبر .
القول في تأويل قوله ; تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; " ترى "، يا محمد، كثيرًا من بني إسرائيل=" يتولون الذين كفروا "، يقول; يتولون المشركين من عَبَدة الأوثان، ويعادون أولياء الله ورسله (22) =" لبئس ما قدمت لهم أنفسهم "، يقول تعالى ذكره; أُقسم; لبئس الشيء الذي قدمت لهم أنفسهم أمامهم إلى معادهم في الآخرة (23) =" أنْ سخط الله عليهم "، يقول; قدّمت لهم أنفسهم سخط الله عليهم بما فعلوا.* * *و " أن " في قوله; " أنْ سخط الله عليهم "، في موضع رفع، ترجمةً عن " ما "، الذي في قوله; " لبئس ما ". (24)* * *=" وفي العذاب هم خالدون "، يقول; وفي عذاب الله يوم القيامة=" هم خالدون "، دائم مُقامهم ومُكثهم فيه. (25)-------------الهوامش ;(22) انظر تفسير"التولي" فيما سلف من فهارس اللغة (ولى).(23) انظر تفسير"قدم" فيما سلف 2; 368/7; 447/8; 514.(24) "الترجمة"; البدل ، انظر ما سلف من فهارس المصطلحات.(25) انظر تفسير"الخلود" فيما سلف من فهارس اللغة (خلد).
{ تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا } بالمحبة والموالاة والنصرة. { لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ } هذه البضاعةَ الكاسدة، والصفقةَ الخاسرة، وهي سخط الله الذي يسخط لسخطه كل شيء، والخلود الدائم في العذاب العظيم، فقد ظلمتهم أنفسهم حيث قدمت لهم هذا النزل غير الكريم، وقد ظلموا أنفسهم إذ فوتوها النعيم المقيم.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - المائدة٥ :٨٠
Al-Ma'idah5:80