لَقَدْ رَأٰى مِنْ ءَايٰتِ رَبِّهِ الْكُبْرٰىٓ
لَقَدۡ رَاٰى مِنۡ اٰيٰتِ رَبِّهِ الۡكُبۡرٰى
تفسير ميسر:
أتُكذِّبون محمدًا صلى الله عليه وسلم، فتجادلونه على ما يراه ويشاهده من آيات ربه؟ ولقد رأى محمد صلى الله عليه وسلم جبريل على صورته الحقيقية مرة أخرى عند سدرة المنتهى- شجرة نَبْق- وهي في السماء السابعة، ينتهي إليها ما يُعْرَج به من الأرض، وينتهي إليها ما يُهْبَط به من فوقها، عندها جنة المأوى التي وُعِد بها المتقون. إذ يغشى السدرة من أمر الله شيء عظيم، لا يعلم وصفه إلا الله عز وجل. وكان النبي صلى الله عليه وسلم على صفة عظيمة من الثبات والطاعة، فما مال بصره يمينًا ولا شمالا ولا جاوز ما أُمِر برؤيته. لقد رأى محمد صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج من آيات ربه الكبرى الدالة على قدرة الله وعظمته من الجنة والنار وغير ذلك.
قوله تعالى " لقد رأى من آيات ربه الكبرى" كقوله "لنريه من آياتنا الكبرى" أي الدالة على قدرتنا وعظمتنا وبهاتين الآيتين استدل من ذهب من أهل السنة أن الرؤية تلك الليلة لم تقع لأنه قال "لقد رأى من آيات ربه الكبرى" ولو كان رأى ربه لأخبر بذلك ولقال ذلك للناس وقد تقدم تقرير ذلك في سورة سبحان. وقد قال الإمام أحمد حدثنا أبو النضر حدثنا محمد بن طلحة عن الوليد بن قيس عن إسحاق بن أبي الكهتلة قال محمد أظنه عن ابن مسعود أنه قال إن محمدا لم ير جبريل في صورته إلا مرتين أما مرة فإنه سأله أن يريه في صورته فأراه صورته فسد الأفق وأما الأخرى فإنه صعد معه حين صعد به وقوله "وهو بالأفق الأعلى ثم دنا فتدلى فكان قاب أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى" فلما أخبر جبريل ربه عز وجل عاد في صورته وسجد فقوله "ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى ما زاغ البصر وما طغى لقد رأى من آيات ربه الكبرى" قال خلق جبريل عليه السلام. وهكذا رواه الإمام أحمد وهو غريب.