الرسم العثمانيءَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُۥٓ أَمْ نَحْنُ الْخٰلِقُونَ
الـرسـم الإمـلائـيءَاَنۡتُمۡ تَخۡلُقُوۡنَهٗۤ اَمۡ نَحۡنُ الۡخٰلِقُوۡنَ
تفسير ميسر:
أفرأيتم النُّطَف التي تقذفونها في أرحام نسائكم، هل أنتم تخلقون ذلك بشرًا أم نحن الخالقون؟
ثم قال تعالى مستدلا عليهم بقوله "أفرأيتم ما تمنون أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون" أي أنتم تقرونه في الأرحام وتخلقونه فيها أم الله الخالق لذلك؟ ثم قال تعالى "نحن قدرنا بينكم الموت" أي صرفناه بينكم وقال الضحاك ساوى فيه بين أهل السماء والأرض "وما نحن بمسبوقين" أي وما نحن بعاجزين.
أأنتم تخلقونه أي تصورون منه الإنسان أم نحن الخالقون المقدرون المصورون . وهذا احتجاج عليهم وبيان للآية الأولى ، أي ; إذا أقررتم بأنا خالقوه لا غيرنا فاعترفوا بالبعث . وقرأ أبو السمال ومحمد بن السميفع وأشهب العقيلي ; " تمنون " بفتح التاء وهما لغتان أمنى ومنى ، وأمذى ومذى يمني ويمني ويمذي ويمذي . الماوردي ; ويحتمل أن يختلف معناها عندي ، فيكون أمنى إذا أنزل عن جماع ، ومنى إذا أنزل عن الاحتلام . وفي تسمية المني منيا وجهان ؛ أحدهما ; لإمنائه وهو إراقته . الثاني ; لتقديره ، ومنه المنا الذي يوزن به لأنه مقدار لذلك ، وكذلك المني مقدار صحيح لتصوير الخلقة .
فهل أنتم خالقون ذلك المني وما ينشأ منه؟ أم الله تعالى الخالق الذي خلق فيكم من الشهوة وآلتها من الذكر والأنثى، وهدى كلا منهما لما هنالك، وحبب بين الزوجين، وجعل بينهما من المودة والرحمة ما هو سبب للتناسل.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - الواقعة٥٦ :٥٩
Al-Waqi'ah56:59