وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرٰى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِـَٔايٰتِهِۦٓ ۗ إِنَّهُۥ لَا يُفْلِحُ الظّٰلِمُونَ
وَمَنۡ اَظۡلَمُ مِمَّنِ افۡتَرٰى عَلَى اللّٰهِ كَذِبًا اَوۡ كَذَّبَ بِاٰيٰتِهٖؕ اِنَّهٗ لَا يُفۡلِحُ الظّٰلِمُوۡنَ
تفسير ميسر:
لا أحد أشد ظلمًا ممَّن تَقَوَّلَ الكذب على الله تعالى، فزعم أن له شركاء في العبادة، أو ادَّعى أن له ولدًا أو صاحبة، أو كذب ببراهينه وأدلته التي أيَّد بها رسله عليهم السلام. إنه لا يفلح الظالمون الذين افتروا الكذب على الله، ولا يظفرون بمطالبهم في الدنيا ولا في الآخرة.
ثم قال "ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته" أي لا أظلم ممن تقول على الله فادعى أن الله أرسله ولم يكن أرسله ثم لا أظلم ممن كذب بآيات الله وحججه وبراهينه ودلالاته "إنه لا يفلح الظالمون" أي لا يفلح هذا ولا هذا لا المفتري ولا المكذب.
قوله تعالى ; ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته إنه لا يفلح الظالمونقوله تعالى ; ومن أظلم ابتداء وخبر ، أي ; لا أحد أظلم ممن افترى أي اختلق على الله كذبا أو كذب بآياته يريد القرآن والمعجزات . إنه لا يفلح الظالمون قيل ; معناه في الدنيا .
القول في تأويل قوله ; وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (21)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; ومن أشدُّ اعتداءً، وأخطأ فعلا وأخطأ قولا =" ممن افترى على الله كذبًا " , يعني; ممن اختلق على الله قيلَ باطل, (13) واخترق من نفسه عليه كذبًا, (14) فزعم أن له شريكًا من خلقه، وإلهًا يعبد من دونه - كما قاله المشركون من عبدة الأوثان - أو ادعى له ولدًا أو صاحبةً، كما قالته النصارى =" أو كذب بآياته " ، يقول; أو كذب بحججه وأعلامه وأدلته التي أعطاها رسله على حقيقة نبوتهم، كذّبت بها اليهود (15) =" إنه لا يفلح الظالمون " ، يقول; إنه لا يفلح القائلون على الله الباطل, ولا يدركون البقاءَ في الجنان, والمفترون عليه الكذب، والجاحدون بنبوة أنبيائه. (16)----------------------الهوامش ;(13) انظر تفسير"الافتراء" فيما سلف ص; 136 ، تعليق; 2 ، والمراجع هناك.(14) "اخترق" و"اختلق" و"افترى"; ابتدع الكذب ، وفي التنزيل; "وخرقوا له بنين وبنات بغير علم سبحانه وتعالى عما يصفون" (الأنعام; 100).(15) انظر تفسير"الآية" فيما سلف من فهارس اللغة (أيي).(16) انظر تفسير"الفلاح" فيما سلف ص; 97 ، تعليق; 2 ، والمراجع هناك.
أي: لا أعظم ظلما وعنادا، ممن كان فيه أحد الوصفين، فكيف لو اجتمعا، افتراء الكذب على الله، أو التكذيب بآياته، التي جاءت بها المرسلون، فإن هذا أظلم الناس، والظالم لا يفلح أبدا. ويدخل في هذا، كل من كذب على الله، بادعاء الشريك له والعوين، أو [زعم] أنه ينبغي أن يعبد غيره أو اتخذ له صاحبة أو ولدا، وكل من رد الحق الذي جاءت به الرسل أو مَنْ قام مقامهم.
(الواو) استئنافية
(من) اسم استفهام مبني في محلّ رفع مبتدأ
(أظلم) خبر مرفوع
(من) حرف جر و (من) اسم موصول مبني في محلّ جر متعلق بـ (أظلم) ،
(افترى) فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على الله) جار ومجرور متعلق بـ (افترى) ،
(كذبا) مفعول به منصوبـ (أو) حرف عطف
(كذب) مثل افترى
(بآيات) جار ومجرور متعلق بـ (كذّب) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه
(إنّ) حرف مشبه بالفعل و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ، وهو ضمير الشأن
(لا) نافية
(يفلح) مضارع مرفوع
(الظالمون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة «من أظلم..» لا محلّ لها استئنافية.
وجملة «افترى ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) .وجملة «كذّب بآياته» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة «إنّه لا يفلح..» لا محلّ لها استئنافية في حكم التعليل.
وجملة «لا يفلح الظالمون» في محلّ رفع خبر إنّ.
(22)
(الواو) عاطفة
(يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بفعل لا يفلح لأنه معطوف على ظرف مقدّر متعلق بالفعل نفسه أي: لا يفلح الظالمون اليوم ويوم نحشرهم جميعا ،
(نحشر) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن و (هم) ضمير مفعول به
(جميعا) حال منصوبة من الضمير المفعول في(نحشرهم) ،
(ثم) حرف عطف
(نقول) مثل نحشر
(اللام) حرف جر
(الذين) اسم موصول مبني في محلّ جر متعلق بـ (نقول) ،
(أشركوا) فعل ماض مبني على الضمّ ... والواو فاعلـ (أين) اسم استفهام مبني في محلّ نصب على الظرفية المكانية متعلق بمحذوف خبر مقدم
(شركاء) مبتدأ مؤخر مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه
(الذين) موصول في محلّ رفع نعت لشركاء
(كنتم) فعل ماض ناقص مبني على السكون
(تم) ضمير في محلّ رفع اسم كان
(تزعمون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل، ومفعولا الفعل المتعدي الاثنين مقدران ... أي تزعمونهم شركاء.
وجملة «نحشرهم ... » في محلّ جر مضاف إليه.
وجملة «نقول..» في محلّ جر معطوفة على جملة نحشرهم.
وجملة «أشركوا» لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) الأول.
وجملة «أين شركاؤكم» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة «كنتم تزعمون» لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) الثاني.وجملة «تزعمون» في محلّ نصب خبر كنتم.
(23)
(ثمّ) حرف عطف
(لم) حرف نفي وجزم وقلبـ (تكن) مضارع مجزوم ناقص
(فتنة) اسم تكن مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه
(إلا) أداة حصر
(أن) حرف مصدري
(قالوا) مثل أشركوا
(الواو) واو القسم
(الله) لفظ الجلالة مجرور بالواو متعلق بفعل أقسم المقدّر
(ربّنا) نعت للفظ الجلالة مجرور، أو بدل منه ...
(ونا) ضمير مضاف إليه
(ما) نافية
(كنّا) مثل كنتم
(مشركين) خبر كنا منصوب وعلامة النصب الياء.
والمصدر المؤولـ (أن قالوا) في محلّ نصب خبر تكن.
وجملة «لم تكن فتنتهم ... » في محلّ جر معطوفة على جملة نقول ...وجملة «قالوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي(أن) .
وجملة «
(نقسم) بالله ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة «ما كنا مشركين» لا محلّ لها جواب القسم.
(24)
(انظر) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت
(كيف) اسم استفهام مبني في محلّ نصب حال عامله
(كذبوا) وهو مثل أشركوا
(على أنفس) جار ومجرور متعلق بـ (كذبوا) ، و (هم) ضمير مضاف إليه
(الواو) عاطفة- أو استئنافية-
(ضلّ) مثل افترى
(عن) حرف جر و (هم) ضمير في محلّ جر متعلق بـ (ضلّ) بتضمينه معنى غابـ (ما) اسم موصول مبني في محلّ رفع فاعل، والعائد محذوف ،
(كانوا) مثل كنتم
(يفترون) مثل تزعمون.
جملة «انظر ... » لا محلّ لها استئنافية.وجملة «كذبوا ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلق بالاستفهام.
وجملة «ضلّ ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة كذبوا .
وجملة «كانوا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة «يفترون ... » في محلّ نصب خبر
(كانوا) .