الرسم العثمانيبَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِن شَآءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ
الـرسـم الإمـلائـيبَلۡ اِيَّاهُ تَدۡعُوۡنَ فَيَكۡشِفُ مَا تَدۡعُوۡنَ اِلَيۡهِ اِنۡ شَآءَ وَتَنۡسَوۡنَ مَا تُشۡرِكُوۡنَ
تفسير ميسر:
بل تدعون -هناك- ربكم الذي خلقكم لا غيره، وتستغيثون به، فيفرج عنكم البلاء العظيم النازل بكم إن شاء؛ لأنه القادر على كل شيء، وتتركون حينئذ أصنامكم وأوثانكم وأولياءكم.
"بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون" أي في وقت الضرورة لا تدعون أحدا سواه وتذهب عنكم أصنامكم وأندادكم كقوله "وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه" الآية.
قوله تعالى ; بل إياه تدعون بل إضراب عن الأول وإيجاب للثاني . ( إياه ) نصب . ب تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء أي ; يكشف الضر الذي تدعون إلى كشفه إن شاء كشفه . وتنسون ما تشركون قيل ; عند نزول العذاب . وقال الحسن ; أي ; تعرضون عنه إعراض الناسي ، وذلك لليأس من النجاة من قبله إذ لا ضرر فيه ولا نفع . وقال الزجاج ; يجوز أن يكون المعنى وتتركون . قال النحاس ; مثل قوله ; ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي .
القول في تأويل قوله ; بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره، مكذِّبًا لهؤلاء العادلين به الأوثان; ما أنتم، أيها المشركون بالله الآلهةَ والأندادَ، إن أتاكم عذابُ الله أو أتتكم الساعة، بمستجيرين بشيء غير الله في حال شدة الهول النازل بكم من آلهة ووثن وصنم, بل تدعون هناك ربّكم الذي خلقكم، وبه تستغيثون، وإليه تفزعون، دون كل شيء غيره =" فيكشف ما تدعون إليه " ، يقول; فيفرِّج عنكم عند استغاثتكم به وتضرعكم إليه، عظيم البلاء النازل بكم إن شاء أن يفرج ذلك عنكم, لأنه القادر على كل شيء، ومالك كل شيء، دون ما تدعونه إلهًا من الأوثان والأصنام =" وتنسون ما تشركون " ، يقول; وتنسون حين يأتيكم عذاب الله أو تأتيكم الساعة بأهوالها، ما تشركونه مع الله في عبادتكم إياه, فتجعلونه له ندًّا من وثن وَصنم, وغير ذلك مما تعبدونه من دونه وتدعونه إلهًا.
{ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ } فإذا كانت هذه حالكم مع أندادكم عند الشدائد، تنسونهم، لعلمكم أنهم لا يملكون لكم ضرا ولا نفعا، ولا موتا، ولا حياة، ولا نشورا. وتخلصون لله الدعاء، لعلمكم أنه هو النافع الضار، المجيب لدعوة المضطر، فما بالكم في الرخاء تشركون به، وتجعلون له شركاء؟. هل دلكم على ذلك، عقل أو نقل، أم عندكم من سلطان بهذا؟ بل تفترون على الله الكذب؟
(بل) للإضراب والابتداء
(إياه) ضمير منفصل مبني على الضم في محلّ نصب مفعول به مقدم
(تدعون) مضارع مرفوع ... والواو فاعلـ (الفاء) عاطفة لربط المسبب بالسبب ،
(يكشف) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله
(ما) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به ،
(تدعون) مثل الأولـ (إلى) حرف جر و (الهاء) ضمير في محلّ جر متعلق بـ (تدعون) أي إلى كشفه، فالضمير يعود إلى الموصولـ (إن) حرف شرط جازم
(شاء) فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل هو (الواو) عاطفة
(تنسون) مثل تدعون
(ما) مثل الأولـ (تشركون) مثل تدعون.جملة «تدعون
(الأولى) » لا محلّ لها استئنافية.
وجملة «يكشف ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة «تدعون
(الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة «شاء....» لا محلّ لها اعتراضية.... وجواب الشرط محذوف أي: إن شاء أن يكشف كشف.
وجملة «تنسون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يكشف.
وجملة «تشركون ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
- القرآن الكريم - الأنعام٦ :٤١
Al-An'am6:41