الرسم العثمانيذٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِى بِهِۦ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِۦ ۚ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ
الـرسـم الإمـلائـيذٰ لِكَ هُدَى اللّٰهِ يَهۡدِىۡ بِهٖ مَنۡ يَّشَآءُ مِنۡ عِبَادِهٖؕ وَلَوۡ اَشۡرَكُوۡا لَحَبِطَ عَنۡهُمۡ مَّا كَانُوۡا يَعۡمَلُوۡنَ
تفسير ميسر:
ذلك الهدى هو توفيق الله، الذي يوفق به من يشاء من عباده. ولو أن هؤلاء الأنبياء أشركوا بالله -على سبيل الفرض والتقدير- لبطل عملهم؛ لأن الله تعالى لا يقبل مع الشرك عملا.
ثم قال تعالى "ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده" أي إنما حصل لهم ذلك بتوفيق الله وهدايته إياهم "ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون" تشديد لأمر الشرك وتغليظ لشأنه وتعظيم لملابسته كقوله تعالى "ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك" الآية وهذا شرط والشرط لا يقتضي جواز الوقوع كقوله "قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين" وكقوله "لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين" وكقوله "لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار".
قوله تعالى ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون قوله تعالى ; ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا أي لو عبدوا غيري لحبطت أعمالهم ، ولكني عصمتهم . والحبوط البطلان . وقد تقدم في " البقرة " .
القول في تأويل قوله ; ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (88)قال أبو جعفر; يعني تعالى ذكره بقوله; " ذلك هدى الله "، هذا الهدي الذي هديت به من سميت من الأنبياء والرسل، فوفقتهم به لإصابة الدين الحقّ الذي نالوا بإصابتهم إياه رضا ربهم، وشرفَ الدنيا، وكرامة الآخرة, هو " هدى الله ", يقول; هو توفيق الله ولطفه, الذي يوفق به من يشاء، ويلطف به لمن أحب من خلقه, حتى ينيب إلى طاعة الله، وإخلاص العمل له، وإقراره بالتوحيد، ورفضِ الأوثان والأصنام (57) =" ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون "، يقول; ولو أشرك هؤلاء الأنبياء الذين سميناهم، بربهم تعالى ذكره, فعبدوا معه غيره =" لحبط عنهم "، يقول; لبطل فذهبَ عنهم أجرُ أعمالهم التي كانوا يعملون, (58) لأن الله لا يقبل مع الشرك به عملا .--------------------الهوامش ;(57) انظر تفسير"الهدى" فيما سلف من فهارس اللغة (هدى).
{ ذَلِكَ } الهدى المذكور { هُدَى اللَّهِ } الذي لا هدى إلا هداه. { يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ } فاطلبوا منه الهدى فإنه إن لم يهدكم فلا هادي لكم غيره، وممن شاء هدايته هؤلاء المذكورون. { وَلَوْ أَشْرَكُوا } على الفرض والتقدير { لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } فإن الشرك محبط للعمل، موجب للخلود في النار. فإذا كان هؤلاء الصفوة الأخيار، لو أشركوا -وحاشاهم- لحبطت أعمالهم فغيرهم أولى.
(ذا) اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطابـ (هدى) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الألف
(الله) مضاف إليه مجرور
(يهدي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله
(الباء) حرف جر و (الهاء) ضمير في محلّ جر متعلق بـ (يهدي) ،
(من) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به
(يشاء) مضارع مرفوع، والفاعل هو (من عباد) جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الموصول ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه.
(الواو) عاطفة
(لو) حرف شرط غير جازم
(أشركوا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعلـ (اللام) واقعة في جواب لو (حبط) فعل ماض
(عن) حرف جر و (هم) ضمير في محلّ جر متعلق بـ (حبط) بتضمينه معنى أزيل أو أنزلـ (ما) حرف مصدري ،
(كانوا) فعل ماض ناقص مبني على الضم ... والواو ضمير اسم كان
(يعملون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. والمصدر المؤوّلـ (ما كانوا يعملون) في محلّ رفع فاعل حبط.جملة «ذلك هدى الله ... » لا محلّ لها استئنافية.
وجملة «يهدي ... » في محلّ نصب حال من هدى الله، والعامل هو الإشارة .
وجملة «يشاء....» لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) .
وجملة «أشركوا....» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة «حبط ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة «كانوا....» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي.
وجملة «يعملون» في محلّ نصب خبر
(كانوا) .
- القرآن الكريم - الأنعام٦ :٨٨
Al-An'am6:88