الرسم العثمانيذٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ
الـرسـم الإمـلائـيذٰ لِكَ فَضۡلُ اللّٰهِ يُؤۡتِيۡهِ مَنۡ يَّشَآءُ ؕ وَاللّٰهُ ذُو الۡفَضۡلِ الۡعَظِيۡمِ
تفسير ميسر:
ذلك البعث للرسول صلى الله عليه وسلم، في أمة العرب وغيرهم، فضل من الله، يعطيه مَن يشاء من عباده. وهو - وحده- ذو الإحسان والعطاء الجزيل.
يعني ما أعطاه الله محمدا صلى الله عليه وسلم من النبوة العظيمة وما خص به أمته من بعثته صلى الله عليه وسلم إليهم.
قوله تعالى ; ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيمقال ابن عباس ; حيث ألحق العجم بقريش ؛ يعني الإسلام ; فضل الله يؤتيه من يشاء ; قاله الكلبي . وقيل ; يعني الوحي والنبوة ; قاله مقاتل . وقول رابع ; إنه المال ينفق في الطاعة ; وهو معنى قول أبي صالح . وقد روى مسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا ; ذهب أهل الدثور بالدرجات العلا والنعيم المقيم . فقال ; " وما ذاك ؟ " قالوا ; يصلون كما نصلي ، ويصومون كما نصوم ، ويتصدقون ولا نتصدق ، ويعتقون ولا نعتق . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ; " أفلا أعلمكم شيئا تدركون به من سبقكم وتسبقون به من بعدكم ، ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم ؟ " قالوا ; بلى يا رسول الله . قال ; " تسبحون وتكبرون وتحمدون دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين مرة " . قال أبو صالح ; فرجع [ ص; 85 ] فقراء المهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ; سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ; ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء . وقول خامس ; أنه انقياد الناس إلى تصديق النبي صلى الله عليه وسلم ، ودخولهم في دينه ونصرته . والله أعلم .
حدثنا ابن سنان القزاز، قال ; ثنا أبو عاصم، قال; ثنا عيسى، عن شبيب، عن عكرمة، عن ابن عباس في; ( ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ) قال; الفضل; الدين ( وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) يقول; والله ذو الفضل على عباده، المحسن منهم والمسيء، والذين بعث فيهم الرسول منهم وغيرهم، العظيم الذي يقلّ فضل كل ذي فضل عنده.
فإن الذين بعث الله فيهم رسوله وشاهدوه وباشروا دعوته، حصل لهم من الخصائص والفضائل ما لا يمكن أحدًا أن يلحقهم فيها، وهذا من عزته وحكمته، حيث لم يترك عباده هملاً ولا سدى، بل ابتعث فيهم الرسل، وأمرهم ونهاهم، وذلك من فضل الله العظيم، الذي يؤتيه من يشاء من عباده، وهو أفضل من نعمته عليهم بعافية البدن وسعة الرزق، وغير ذلك، من النعم الدنيوية، فلا أعظم من نعمة الدين التي هي مادة الفوز، والسعادة الأبدية.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - الجمعة٦٢ :٤
Al-Jumu'ah62:4