الرسم العثمانيقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هٰذَا لَسٰحِرٌ عَلِيمٌ
الـرسـم الإمـلائـيقَالَ الۡمَلَاُ مِنۡ قَوۡمِ فِرۡعَوۡنَ اِنَّ هٰذَا لَسٰحِرٌ عَلِيۡمٌ
تفسير ميسر:
قال الأشراف من قوم فرعون; إن موسى لساحر يأخذ بأعين الناس بخداعه إياهم، حتى يخيل إليهم أن العصا حية، والشيء بخلاف ما هو عليه، وهو واسع العلم بالسحر ماهر به.
أي قال الملأ وهم الجمهور والسادة من قوم فرعون موافقين لقول فرعون فيه بعد ما رجع إليه روعه واستقر على سرير مملكته بعد ذلك قال للملأ حوله "إن هذا لساحر عليم" فوافقوه وقالوا كمقالته وتشاوروا في أمره كيف يصنعون في أمره وكيف تكون حيلتهم في إطفاء نوره وإخماد كلمته وظهور كذبه وافترائه وتخوفوا أن يستميل الناس بسحره فيما يعتقدون فيكون ذلك سببا لظهوره عليهم.
القول في تأويل قوله ; قَالَ الْمَلأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (109)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; قالت الجماعة من رجال قوم فرعون والأشراف منهم (14) = " إِنَّ هَذَا "، يعنون موسى صلوات الله عليه = " لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ "، يعنون; أنه يأخذ بأعين الناس بخداعه إياهم، حتى يخيل إليهم العصا حية، والآدم أبيض, والشيء بخلاف ما هو به. ومنه قيل; " سَحر المطرُ الأرضَ"، إذا جادها، فقطع نباتها من أصوله, وقلب الأرض ظهرًا لبطن, فهو يَسْحَرُها سَحْرًا , و " الأرض مسحورة "، إذا أصابها ذلك. (15) فشبه " سحر الساحر " بذلك، لتخييله إلى من سحره أنه يرى الشيء بخلاف ما هو به، (16) ومنه قول ذي الرمة في صفة السراب;وَسَــاحِرَةِ العُيُــونِ مِـنَ المَـوَامِيتَــرقَّصُ فــي نَوَاشِــرِهَا الأرُومُ (17) .وقوله (عَلِيمٌ) يقول; ساحر عليم بالسحر (18) .--------------------الهوامش ;(14) انظر تفسير (( الملأ )) فيما سلف ص 12 ، ، تعليق ; 2 ، والمراجع هناك .(15) هذا البيان عن معنى (( سحر المطر الأرض )) ، جيد جداً ، مبين عن معنى الكلمة ، وهو أوضح مما جاء في كتب اللغة ، فليقيد هذا هناك .(16) انظر تفسير (( السحر )) فيما سلف 2 ; 436 - 442 / 11 ; 265 .(17) ديوانه ; 591 ، واللسان ( أرم ) ، بهذه الرواية ، أما رواية الديوان فهي ; وَسَــاحِرَةِ السَّـرَابِ مِـنَ المَـوَامِيتَــرَقَّصُ فِــي عَسَــاقِلِهَا الأُورُومُتَمُــوتُ قَطَــا الفَـلاةِ بِهَـا أُوَامًـاوَيَهْلِــكُ فِــي جَوَانِبِهَــا النَّسِـيمُبِهَــا غُــدُرٌ ، وَلَيْسَ بِهَــا بَـلالٌوَأَشْـــبَاحٌ تَحُـــولُ وَلا تَــرِيمُوهذا شعر غاية ! ، والرواية التي هنا هي رواية أبي عبيدة في مجاز القرآن . ورواية أبي عمرو بن العلاء ; (( نواشرها )) . وكان في المطبوعة ; (( نواشزها )) بالزاي ، وهي في المخطوطة غير منقوطة . و(( الموامى )) جمع موماة ، وهي المفازة الواسعة الملساء ، لا ماء بها ولا أنيس . و (( العساقل )) جمع (( عسقلة)) ، و(( العساقيل )) جمع (( عسقول )) ، وهي قطع السراب التي تلمع وتتريع لعين الناظر . و(( الأوروم )) جمع إرم ، وهي الأعلام ، وقيل ; هي قبور عاد وإرم . ورواية ديوانه (( وساجرة )) بالجيم ، أي مملوءة من السراب . يصف السراب وهو يترجرج ، فترى الحجارة والأعلام ترتفع فيه وتنخفض ، وهو يتحرك بها . وأما رواية أبي جعفر (( ترقص في نواشرها )) ، فلم أجد له تفسيرًا عند أحد من شراح الشعر ، أو في كتب اللغة . وظني أنه يعني به السراب كما قال (( في عساقلها )) ، وإنها من (( نشر الشيء )) بسطه ومده ، وعنى به ما يمتد من السراب وينبسط ؟(18) انظر تفسير (( عليم )) فيما سلف من فهارس اللغة ( علم ) .
فلهذا قَالَ الْمَلأ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ حين بهرهم ما رأوا من الآيات، ولم يؤمنوا، وطلبوا لها التأويلات الفاسدة: إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ أي: ماهر في سحره.
(قال الملأ) فعل ماض وفاعله المرفوع
(من قوم) جار ومجرور متعلّق بحال من الملأ
(فرعون) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة للعلميّة والعجمة
(إن) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ
(ها) حرف تنبيه
(ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ
(اللام) تفيد التوكيد
(ساحر) خبر مرفوع
(عليم) نعت لساحر مرفوع.
جملة: «قال الملأ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّ هذا لساحر» في محلّ نصب مقول القول.
(يريد) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (أن) حرف مصدري ونصبـ (يخرج) مضارع منصوب و (كم) ضمير مفعول به والفاعل هو (من أرض) جارّ ومجرور متعلّق بـ (يخرج) ، و (كم) ضمير مضاف إليه
(الفاء) استئنافيّة- أو عاطفة- ،
(ما) اسم استفهام مبتدأ فيمحلّ رفع
(ذا) اسم موصول في محلّ رفع خبر،
(تأمرون) - بفتح النون- مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون ... والواو فاعل.
والمصدر المؤوّلـ (أن يخرجكم) في محلّ نصب مفعول به.
وجملة: «يريد ... » في محلّ رفع خبر ثان ل «إنّ» .
وجملة: «ماذا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول محذوف..
وجملة القول المقدّرة استئنافيّة لا محلّ لها .
وجملة: «تأمرون» لا محلّ لها صلة الموصول، والعائد محذوف أي ماذا تأمروننيه «» .
- القرآن الكريم - الأعراف٧ :١٠٩
Al-A'raf7:109