الرسم العثمانيسَآءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِـَٔايٰتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ
الـرسـم الإمـلائـيسَآءَ مَثَلَاْ ۨالۡقَوۡمُ الَّذِيۡنَ كَذَّبُوۡا بِاٰيٰتِنَا وَاَنۡفُسَهُمۡ كَانُوۡا يَظۡلِمُوۡنَ
تفسير ميسر:
قَبُحَ مثلا مثلُ القوم الذين كذَّبوا بحجج الله وأدلته، فجحدوها، وأنفسهم كانوا يظلمونها؛ بسبب تكذيبهم بهذه الحجج والأدلة.
قوله "ساء مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا" يقول تعالى ساء مثلا مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا أي ساء مثلهم أن شبهوا بالكلاب التي لا همة لها إلا في تحصيل أكلة أو شهوة فمن خرج عن حيز العلم والهدى وأقبل على شهوة نفسه واتبع هواه صار شبيها بالكلب وبئس المثل مثله وهذا ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "ليس لنا مثل السوء العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه" وقوله "وأنفسهم كانوا يظلمون" أي ما ظلمهم الله ولكن هم ظلموا أنفسهم بإعراضهم عن اتباع الهدى وطاعة المولى إلى الركون إلى دار البلى والإقبال على تحصيل اللذات وموافقة الهوى.
ساء مثلا القوم يقال ; ساء الشيء قبح ، فهو لازم ، وساء يسوء مساءة ، فهو متعد ، أي قبح مثلهم . وتقديره ; ساء مثلا مثل القوم ; فحذف المضاف ، ونصب مثلا على التمييز . قال الأخفش ; فجعل المثل القوم مجازا . والقوم مرفوع بالابتداء أو على إضمار مبتدأ . التقدير ; ساء المثل مثلا هو مثل القوم . وقدره أبو علي ; ساء مثلا مثل القوم . وقرأ عاصم الجحدي والأعمش ( ساء مثل القوم ) رفع مثلا ب " ساء " .
القول في تأويل قوله ; سَاءَ مَثَلا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; ساءَ مثلا القوم الذين كذبوا بحجج الله وأدلته فجحدوها, وأنفسَهم كانوا ينقصُون حظوظَها, ويبخسونها منافعها، بتكذيبهم بها لا غيرَها.* * *وقيل; " ساء مثلا " من السوء، (149) بمعنى; بئس مثلا (150) =[مَثَل القوم] (151) = وأقيم " القوم " مقام " المثل ", وحذف " المثل ", إذ كان الكلام مفهومًا معناه, كما قال جل ثناؤه; وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ ، [سورة البقرة; 177] فإن معناه; ولكن البرَّ، برُّ من آمن بالله =وقد بينا نظائر ذلك في مواضع غير هذا، بما أغنى عن إعادته. (152)-------------------الهوامش ;(149) في المطبوعة ; (( من الشر )) ، وفي المخطوطة غير منقوطة ، والصواب ما أثبت .(150) الكلام . انظر تفسير (( ساء )) فيما سلف 8 ; 138 ، 358 / 9 ; 101 ، 205 / 10 ; 465 = والنحاة يعدون (( ساء )) فعلا جامدا يجرى مجرى (( نعم )) و (( بئس )) .(151) ما بين القوسين زيادة لا يتم الكلام إلا بها ، ولكن الناسخ خلط في هذه الجملة خلطاً شديداً ، فحذف من قوله بعد ; (( ولكن البر بر من آمن )) ، كلمة (( بر )) ، ففسد الكلام .(152) انظر التعليق السالف رقم ; 2 ، ثم 3 ; 338 ، 339 / 10 ; 313 ، وما سلف من فهارس مباحث العربية والنحو وغيرها ، في باب الحذوف .
سَاءَ مَثَلا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ أي: ساء وقبح، مثل من كذب بآيات اللّه، وظلم نفسه بأنواع المعاصي، فإن مثلهم مثل السوء، وهذا الذي آتاه اللّه آياته، يحتمل أن المراد به شخص معين، قد كان منه ما ذكره اللّه، فقص اللّه قصته تنبيها للعباد. ويحتمل أن المراد بذلك أنه اسم جنس، وأنه شامل لكل من آتاه اللّه آياته فانسلخ منها. وفي هذه الآيات الترغيب في العمل بالعلم، وأن ذلك رفعة من اللّه لصاحبه، وعصمة من الشيطان، والترهيب من عدم العمل به، وأنه نـزول إلى أسفل سافلين، وتسليط للشيطان عليه، وفيه أن اتباع الهوى، وإخلاد العبد إلى الشهوات، يكون سببا للخذلان.
(ساء) فعل ماض لإنشاء الذمّ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره هو وقد جاء مميّزا بكلمة
(مثلا) وهو تمييز منصوبـ (القوم) خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره هو، وذلك على حذف مضاف أي مثل القوم ،
(الذين) موصول مبنيّ في محلّ رفع نعت للقوم
(كذّبوا بآياتنا) مرّ إعرابها ،
(الواو) عاطفة
(أنفس) مفعول به مقدّم منصوب عامله يظلمون و (هم) ضمير مضاف إليه
(كانوا) فعل ماض ناقص واسمه
(يظلمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
وجملة: «ساء مثلا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «كانوا يظلمون» لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول .وجملة: «يظلمون» في محلّ نصب خبر كانوا.
- القرآن الكريم - الأعراف٧ :١٧٧
Al-A'raf7:177